بعد توقف دام لأكثر من 10 سنوات.. نفط كركوك يصب مجدداً ببغداد

وسط تفاؤل مشوب بالحذر، عاد نفط كركوك ليصب مجددا في العاصمة بغداد، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على توقفه بسبب أحداث داعش الإرهابي في عام 2014 وما رافقها من هجمات على الحقول النفطية، حيث انها ليست المرة الأولى التي يعاد فيها استئناف الضخ، إلا أن الإستهدافات كانت السبب وراء توقفه.

ويعتمد العراق على إيرادات النفط لتمويل نحو 95% من النفقات، مما يجعل اقتصادها أحادي الجانب ومعرضا للتذبذب، استنادا إلى أسعار الخام بالأسواق العالمية.

إذ قال مصدر مطلع، إن “توجيهات مركزية صدرت من وزارة النفط ومدير عام شركة نفط الشمال بركان حسن عبدالله بإيصال النفط الخام عبر الخط الاستراتيجي الى مصفاة الدورة في بغداد من خلال محطة (k3) وبالعكس”، مبينا أن “هذا الخط كان العمل به متوقفا منذ سنوات حيث تعرض الى اضرار بسبب احداث داعش العام 2014”.

وأكد المصدر، أن” كوادر شعبة ضخ محطة k3 وبجهود ذاتية واستثنائية تمكنت من إعادة تشغيل المضخة الرابعة للمشروع المعجل المتوقفة عن العمل منذ العام 2014، حيث تم اجراء صيانة شاملة للمضخة الرئيسية والمحرك الكهربائي، ونصب عدد من أجهزة الحماية ومقاييس الضغط والحرارة بالتعاون مع شعبة كهرباء المنظومة الغربية، ووحدة الآلات الدقيقة، ووحدة السلامة والإطفاء في محطة k3 “، مؤكدا أن “العمل مستمر ومتواصل لإعادة تأهيل المضخات الأخرى المتوقفة عن العمل تباعاً “.

وأضاف المصدر، أن “ملاكات شركة نفط الشمال في شعبة ضخ (k3) حقتت إنجازًا باهرًا المتمثّل بالمباشرة بضخ النفط الخام عبر الخط الاستراتيجي (k3/ البصرة) من خزانات محطة (k3) إلى الجنوب؛ لإيصال النفط الخام إلى مصفاة الدورة، و محطة المسيب الحرارية من خلال تشغيل المضخات المساعدة (booster) ضمن القدرة التشغيلية والضغوط المقررة وعلى وفق الكميات المحددة”.

و تخطط الحكومة العراقية لإدخال بعض التعديلات على بنود موازنة العام الحالي بهدف الإيفاء بالتزاماتها المالية، وذلك في محاولة لاستئناف تصدير النفط الخام من حقول كركوك إلى أسواق العالم عبر تركيا.

وفي السياق ذاته، أكد المتخصص في شؤون الصناعة النفطية علي خليل، أن “شركة نفط الشمال تمكنت من تحقيق طفرة نوعية في معاودة الضخ في خطوط تعرضت الى الاستهدافات في زمن احداث تنظيم داعش وخاصة خطوط كركوك – الدورة، وخط كركوك – الدورة – المسيب، وخط كركوك – البصرة”.

وأكد أن” الانتاج الحالي لشركة نفط الشمال بالقياس لسنوات سابقة يعتبر منخفضا بنسبة 50 بالمائة حيث تنتج حقول شركة نفط الشمال في سنوات العام 2009 الى 2012 بحدود 650 ألف برميل في اليوم الواحد وهذا الإنتاج بلغ الآن بحدود 325 ألف برميل في اليوم الواحد، وهذا يعني بان الانتاج انخفض للنصف في حقول الشركة”.

ويعد العراق، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية، بمتوسط إنتاج يومي 4.6 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، ويعتمد على عائدات تصدير الخام لتوفير 90% من المداخيل المالية للدولة.

وفي 21 فبراير شباط الماضي، ألزمت المحكمة الاتحادية العليا مجلس وزراء إقليم كردستان بتسليم جميع الإيرادات النفطية وغير النفطية إلى حكومة بغداد.

يشار إلى أن النفط يعد من أبرز الخلافات التي تدور بين بغداد واربيل، حيث دائما ما تحمل الأخيرة الحكومة الاتحادية مسؤولية مايحصل من أزمات داخل الإقليم، فيما ترى بغداد أن الإقليم لم يلتزم بتعهداته النفطية.

إقرأ أيضا