نادية مراد توجه رسالة الى الإيزيديين عبر “العالم الجديد”: سأتفرغ للدراسة بعد توقيع كتابي.. وأفتخر بديني وعراقيتي

  وجهت الناجية الايزيدية المعروفة “نادية مراد” عبر صحيفة “العالم الجديد” رسالة الى العالم بمناسبة…

  وجهت الناجية الايزيدية المعروفة “نادية مراد” عبر صحيفة “العالم الجديد” رسالة الى العالم بمناسبة مرور الذكرى الثالثة على إبادة قريتها كوجو الواقعة في قضاء سنجار (شمال غرب نينوى)، مشيرة الى فشل تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بمحو الديانة الايزيدية في العراق والعالم، رغم تلقيه داعماً من دول ومنظمات عالمية.  

وفيما أكدت أنها ستبقى الفتاة الايزيدية العراقية الشجاعة التي استطاعت ان توصل مظلومية شعبها الى العالم رغم تعرضها لانتقادات كثيرة، كشفت عن حصر نشاطها وتفرغها للدراسة وغيرها من أمور الحياة الشخصية، معلنة عن قرب توقيع كتابها الذي سيتناول قصتها الكاملة وبأكثر من لغة.  

وقالت نادية مراد في رسالتها “منذ تاريخ 15 اب أغسطس 2014، ولغاية الان، يعيش اهالي في قرية كوجو التابعة لمدينة سنجار أياما صعبة جداً، والأصعب حينما تحولت نساء القرية الى سبايا ورجالها الى جثث مرمية في مقابر جماعية، لذلك فاني أوجه رسالتي للعالم بمناسبة مرور الذكرى الثالثة لمجزرة (كوجو) أن يساعدونا بتجاوز محنتنا، فنحن لم نر أية إدانة حقيقية لما فعله داعش بنا، ولم نجد هناك أية مساعدة قانونية لنا تحيل مرتكبي المجزرة الى المحاكم”.  

وتعرض الايزيديون في قضاء سنجار الى إبادة جماعية في آب أغسطس 2014، بعد أن هاجم عناصر تنظيم داعش الإرهابي القرى الايزيدية المجاورة لجبل سنجار، وبالأخص قرية كوجو التي كانت محاصرة بين فترة الثالث من آب أغسطس ولغاية الخامس عشر من عام 2014 حيث أبيدت بالكامل تحت أنظار العالم، حين قام تنظيم داعش الاٍرهابي بارتكاب ابشع جريمة في العصر الحديث بجمع أفراد هذه القرية في مدرسة القرية واقتياد المئات من الشباب وكبار السن الى أطراف القرية وإعدامهم فيما تم سبي النساء والأطفال واستعبادهن جنسيا.  

وأشارت في حديثها لـ”العالم الجديد” بالقول “في الحقيقة بعد شهر من الان سيمر عامان كاملان على مغادرتي للعراق، وقدومي الى المانيا، وخلال هذه الفترة ضحيت بحياتي الشخصية وتركت مقاعد الدراسة، وأعطيت كل وقتي للقضية الايزيدية”، لافتة الى ان “العمل في هذا المجال صعب جداً، إذ لم أعط قيمة لحياتي كامرأة”.  

وعبرت عن شعورها بـ”ألم كبير” حينما تتحدث أمام كل كاميرا وشاشة عن قصتها، منوهة “كنت أتحدث لهم كيف كان عناصر داعش يوقومون باغتصابنا، وهذا الشيء صعب جدا بالنسبة لي، حيث أملك عائلة وأقرباء ومن الصعب عليهم أن يسمعوا كلامي هذا عبر شاشات التلفزة”.  

واستدركت “كان لابد من تقديم شهادتي من أجل الحصول على حقوقنا، بل يجب على الناجيات الايزيديات جميعا ان يتكلمن ايضا عما جرى لهن، لكي نوصل أصواتنا بقوة الى المحافل الدولية”.     وزادت بالقول “لا أنصح الناجيات بشرح تفاصيل قصصهن مع عناصر داعش، لأنه شعور مؤلم رغم أنني قد جربت هذا الشعور، وأحسست بالقوة، ولمست احتراما عاليا من قبل المجتمع الدولي، وهنا أعلن استعدادي أنا وفريقي لمساعدتهن وإرسالهن لأي جهة في العالم لايصال أصواتهن”.   وبينت مراد “في شهر كانون الأول ديسمبر القادم، سوف أقلل من نشاطي وعملي، للاهتمام بحياتي الشخصية والدراسية، وسأكون على استعداد تام لمساندة أي شخص يحتاجني”.   وأكدت الناجية الايزيدية ذائعة الصيت ابتعادها عن “الأمور السياسية، فلم أقف مع أو ضد أي جهة، ولم أدعم أي صراع عسكري او سياسي او حزبي”، مبينة ان “هناك الكثير ممن لا يحبون عملي، وبالتالي فهي مسألة قناعات، ومن حق اي شخص أن يعبر عن وجهة نظره، لكن كنت اتمنى ان ارضي الجميع واعمل كما يريدون”.   وحول علاقتها بديانتها الايزيدية، نوهت “عندما كنت صغيرة لم أكن اعلم بأنني ايزيدية، لأن مجتمعنا لا يعلم الأطفال مبادئ الدين كبقية الاديان، لكن حين كبرت فهمت ديني ولازلت افتخر بأنني انتمي له، لأن العقيدة شيء مهم جداً، لولا اني ايزيدية لما كنت لاتمكن من طرق اي باب، ولما كنت أستطيع ان اتحدث مع كبار السياسيين والرؤساء في العالم، ولما كنت زرت أية دولة، لو لم أكن ايزيدية لما اصبحت سبية بيد داعش، لذلك افتخر بكوني ايزيدية عراقية”.   واستطردت “أتحدى أي فتاة عراقية او غير عراقية تتمكن من الذهاب للمؤتمرات والمحافل العالمية، وتقف بين زعماء العالم، وتقول بان داعش اغتصبها وقتل اَهلها”.     وذكرت أن “داعش اغتصب الكثير من الفتيات في دول كالعراق وسوريا ومن مختلف الاديان والمذاهب، لكن الفتاة الايزيدية وحدها استطاعت ان توصل صوتها وصوت رفيقاتها الى العالم، واستطاعت ان تعرف العالم بجرائم داعش”،   وأضافت “منذ اليوم الاول والى الان دعم رسالتي الايزيديون والكثير من العراقيين، وسألتني الكثير من القنوات العالمية ورؤساء الدول وكبار سياسيي العالم سألوني كيف للمرأة الايزيدية أن تخرج وتدافع عن الرجال، وكيف للايزيديين ان يفتخروا بان تمثلهم امرأة؟ وكيف يعطي الايزيديون الحرية للمرأة وخاصة هم في مجتمع شرقي، كنت أجيبهم بكل فخر لولا القوة التي منحني إياها الايزيديون ووقوفهم الى جانبي، لما كنت أستطيع ان أصل الى ما وصلت إليه الان، إن وقوف الايزيديين معي ومع اهالي كوجو ووقوفهم مع بعض هو بحد ذاته رصاصة في وجه العدو”.   وتطرقت الى ان “داعش بكل قوته لم يستطع ان ينهي وجودنا رغم انه كان يتلقى دعما كبيرا من الكثير من الدول، ومن بعض المنظمات العالمية لإنهاء وجود ديانتنا، لكنهم لَم يستطيعوا أبدا، لذلك من المستحيل ان ينهوا وجودنا وهذا فخر لنا بان نبقى ايزيديين للأبد”.   وبخصوص المطالبات بتحويل مدرسة كوجو الى متحف يرمز للابادة التي ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بحق الايزيديين، أجابت نادية مراد “في الحقيقة ليست مدرسة كوجو وحدها تستحق ذلك، بل ان هناك الكثير من الإماكن الاخرى في سنجار يجب ان تكون رمزا تاريخيا للايزيديين، ولكن للأسف الى الان لا يوجد من يهتم بهذا”.   وأوضحت “بالنسبة للمقابر الجماعية فلدي اتصالات مع فرق عالمية متخصصة للتوثيق، ولكن الصراعات الحزبية والسياسية في سنجار هم السبب في عدم حضور تلك الفرق العالمية الى أراضي سنجار”، داعية جميع الأطراف السياسية الى “ضرورة المحافظة على ما تبقى من مقابر الابادة حتى لو كانت قطعة ملابس او حذاء او اي دليل اخر ويجب ان توضع في متحف، لكونها دليلا حيا وشاهدا على الابادة، وعلينا نحن الايزيديين ان نقوم بجمع الدلائل عن هذه المقابر اذا ما أردنا ان نحصل على حقوقنا في المستقبل”.   وكشفت نادية مراد النقاب عن موعد انتشار كتابها الأول بالقول “سيباع في الكثير من دول العالم بعد أسابيع من الان”، لافتة “عندما كنت أقوم بكتابة قصتي وصلت لنصفها وقررت عدم الاستمرار، لأني لم أكن أعلم بأن كتابة قصتي ستكون بهذه الصعوبة، لكن وقوف الايزيديين معي، هو ما جعلني استمر، لذلك وقبل ان أهدي كتابي لأي شخص حول العالم مهما يكن منصبه اود إهداءه لأية فتاة مازالت تحب الحياة رغم كل ما حصل لها، ولأي شاب ايزيدي لا يزال متمسكا بالحياة ولَم يستسلم لهذه الابادة، اهدي كتابي لأي شخص يؤمن بالروح الايزيدية، واهدي ايضا لأمهات الشهداء وللشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل الايزيديات”.   وكانت نادية قد شاركت مئات من أبناء الجالية العراقية والايزيدية في المانيا بالاحتفاء بالذكرى السنوية الثالثة لابادة لقرية كوجو الايزيدية وجرت مراسيم الذكرى بحضور سفيرة السلام لدى الامم المتحدة نادية مراد ولمياء حجي بشار الحاصلتين على جائزة الزاخروف للفكر الحر، وما يقارب 300 ناجية وناجٍ من مجازر كوجو وبحضور السيد ميشائل بلومي المسؤول عن ملف نقل الناجيات الى المانيا وممثلي منظمة يزدا وممثلي سنترال الايزيدي في المانيا والأكاديمية الايزيدية في ميونيخ والاتحاد الايزيدي في فرنسا وبحضور مجموعة شبابية من النشطاء والمثقفين والشعراء والاعلاميين الايزيديين في المانيا وتغطية صحفية عالمية وعربية وأيزيدية.     وقالت سفيرة النوايا الحسنة نادية مراد في الحفل بالقول “الرحمة لجميع شهداء ايزيدخان، وجميع شهداء كوجو، وجميع فدائيي ايزيدخان اللذين دافعوا عن الايزيديين قبل 3 سنوات من الان، في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات كنا محاصرين انا وعائلتي وجميع أفراد قريتي وكنا ننتظر وصول اي قوة عسكرية لتحريرنا، كنا نملك الهواتف وطرق الاتصال مع حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية الاتحادية، والمجتمع الدولي، وكنا ننتظر وصول المساعدات لإنقاذنا، دون أن نعلم إلى متى سنظل محاصرين، أتذكر جيداً عندما قالت أمي إن الأطفال جاعوا، ولابد من طبخ شيئ لهم، وضعنا الاكل، الا أن تنظيم داعش الارهابي احتجزنا في مدرسة القرية، حينها سمعنا إطلاق نار، فظننا للوهلة الأولى أن قوات عراقية جاءت لانقاذنا، لكن للاسف كان صوت اطلاق النار على رجال القرية”.   بدورها، عبرت صفية صالح احدى ضحايا الابادة الايزيدية وقرية كوجو عن حزنها الشديد جراء ما حصل لها ولعائلتها وأبناء قريتها، مطالبة بـ”مواقف وأفعال حقيقية تخرجنا من هذا الانكسار”.   ومن جانبها، اشارت انتصار علي وهي احدى الناجيات الايزيديات ايضا “اننا كاهالي قرية كوجو نشعر بالفخر والاعتزاز لكوننا لم نستسلم لأوامر تنظيم داعش الارهابي الذي كان يجبرنا على اعتناق الاسلام قسراً، وقدمنا ارواحنا وأغلى ما نملك لأجل عقيدتنا التي نحترم”.   وحملت انتصار مسؤولية ما حصل لها ولقريتها الحكومة العراقية السابقة وقوات البيشمركة الذين “تركوها فريسة سهلة بيد داعش”، منتقدة “بعض أبناء القرى العربية والتركمانية السنية المجاورة لسنجار ممن ناصروا وساندوا داعش آنذاك”.   فيما استدرك نايف جاسو رئيسَ عشيرة المندكان الايزيدية، بالقول “نجل ونحترم بعض العشائر السنية التي رفضت داعش وقاتلته بقوة”، منوها ان “كل ما حصل لنا كان وسط ذهول عربي سني محلي ودولي دون استنكار تلك الجرائم التي ارتكبت ضدنا من قبل عصابات داعش الاجرامية واعوانهم”.   وتقدم بالشكر الى “كل من وقف وساند الايزيديين في محنتهم، وخاصة دولة ألمانيا التي عالجت ما يقارب 1200 ناجية وناجٍ ضمن برنامج الرعاية الانسانية”.       https://www.youtube.com/watch?v=y6IYGjkjl10  

إقرأ أيضا