يعتبر سعر الصرف واحداً من أهم العوامل التي تحدد المستوى النسبي لصحة الاقتصاد، حيث يلعب دوراً حيوياً في التجارة، وهو أمر مهم لمعظم اقتصاديات السوق الحرة. حيث تؤثر تحركات سعر الصرف على العلاقات التجارية بين الدول وحجم التبادل التجاري بينها. ولكن، ما هي العوامل التي تؤثر في سعر صرف العملات؟
1- يتأثر سعر صرف العملة بشكل مباشر على حجم الطلب العالمي على تلك العملة و على التوالي يعتمد حجم الطلب العالمي على حجم انتاج الدولة وصادراتها للعالم. هذا يعني أنه كلما ارتفعت طاقة الدولة الانتاجية فإن قدرتها على تقديم منتجات ذات قيمة ترتفع وبالتالي تزيد رغبة المستهلكين لشراء منتجاتها. فينعكس ذلك أيضاً على قدرتها على شراء المزيد من العالم والذي يؤثر مباشرة على قيمة العملة أمام العملات الأخرى.
2- يتأثر اسعار العملات الحالية أيضاً بحجم الصادرات والواردات. فإذا كان حجم الصادرات أكبر فهذا يعني أن هناك فائضاً تجارياً، أما إذا كان حجم الواردات أكبر من الصادرات فهذا يعني أن هناك عجزاً تجارياً. يؤدي استمرار العجز التجاري إلى ضعف العملة وبالتالي انخفاض سعر صرفها أمام بقية العملات، حيث أن الاستمرار في استيراد سلع وخدمات أكثر مما تصدره الدولة سيعني زيادة وفرة عملة تلك الدولة في دول العالم وبالتالي تؤدي لانخفاض قيمتها أمام بقية العملات. والعكس صحيح، فعندما يكون هناك فائض تجاري مستمر فإن السوق يدفع بتلك العملة للارتفاع. و يمكن قراءة هذه الحالة من خلال ميزان الحساب الجاري أو الميزان التجاري الذي يقيس الفارق بين حجم الصادرات والواردات.
3- تؤثر معدلات التضخم في الدولة على سعر صرف العملات. فالدولة التي لديها معدل تضخم منخفض بشكل مستمر تقدم قيمة متزايدة للعملة، حيث أن قوتها الشرائية تزداد مقارنةً بالعملات الأخرى. خلال النصف الأخير من القرن العشرين، شملت الدول التي لديها تضخم منخفض اليابان و ألمانيا و سويسرا، في حين أن الولايات المتحدة و كندا حققتا تضخم منخفض في وقتٍ لاحق. إذن، الدول التي لديها معدل تضخم مرتفع تشهد في العادة تراجع في قيم عملاتها مقارنة بعملات شركائها التجاريين.
4- الدين العام للدولة يؤثر بشكل كبير على اقتصادها وبالتالي على سعر صرف العملة. فالدول التي يكون لديها عجز عام كبير تكون أقل جاذبية للمستثمر الاجنبي وذلك لان العجز الكبير يؤدي الى التضخم. وبتلك الحالة من الممكن ان تقوم الدولة بطباعة المال من أجل تغطية الدين مما يؤدي بشكل حتمي إلى التضخم.
5- يرتبط سعر الصرف بسعر الفائدة أيضاً بعلاقة طردية، فكلما ارتفع سعر الفائدة ارتفع سعر الصرف. حيث يجذب سعر الفائدة المرتفع رؤوس الاموال الاجنبية و بالتالي تؤدي الى ارتفاع سعر الصرف. ولكن بسبب ارتباط سعر الفائدة بالتضخم، فإن حجم التضخم يؤثر عليه؛ فإذا كان حجم التضخم مرتفع يؤدي الى انخفاض سعر الفائدة للعملة وبالتالي انخفاض سعر الصرف.
