بعد الانتصارات التي حققتها قوات الجيش المدعومة بالحشد الشعبي في مناطق جنوب بغداد، وبيجي وقصبات أخرى، لازالت تلك القوات بطيئة في استغلال هذه الانتصارات وترجمتها الى انتصارات أخرى والتقدم نحو مناطق مجاورة لتحريرها هي الأخرى من قبضة (داعش).
ويعزو مصدر مطلع من داخل عمليات الحشد الشعبي ضد (داعش) ذلك الى الخوف من الطلعات الجوية للتحالف الدولي واحتمال استهدافهم، لعدم وجود تنسيق ميداني معه، ما يجعل من احتمال وقوع الخأ أمرا واردا، فضلا عن زرع تلك المناطق بالعبوات المتصلة التي تنفجر بأجمعها حال انفجار واحدة منها، الأمر الذي قد يخلف الكثير من الضحايا في صفوف المقاتلين العراقيين.
وقال المصدر في حديث لـ”العالم الجديد” أمس السبت، إن “أجهزة الاستخبارات تمكنت اختراق اغلب صفوف تنظيم داعش، ما أسهم في تقدم العسكرية والأمنية بمناطق نفوذ الجماعة المتطرفة وتصل الان بالقرب من مصفى بيجي”.
وأوضح “لكن ما يؤخر التقدم وإنهاء الجيوب هو قصف التحالف الدولي الذي شكل حاجباً بين الدواعش والقوات المتقدمة ضدهم، فالحشد الشعبي يخشى ان تقصفه طائرات التحالف الدولي بالخطأ” لافتا الى أن “الامر تكرر ما جعل البعض يتهم التحالف بانتهاج ستراتيجية غامضة توفر الغطاء لـ(داعش)”.
وكانت قيادة عمليات صلاح الدين، أكدت أمس الأول الجمعة، أن قوات مشتركة دخلت قضاء بيجي (40 كلم شمال تكريت مركز المحافظة)، بعد معارك شرسة مع مسلحي تنظيم داعش، ورفعت العلم العراقي فوق المستشفى العام ومديرية شرطة القضاء.
في حين قال أحد وجهاء قضاء بيجي أن نحو 150 شاباً من أهالي المنطقة انضموا الى القوات الأمنية لتحرير منطقتهم من سيطرة داعش.
وبين المصدر لـ”العالم الجديد”، أن “هناك تنسيقا ضعيفا بين القوات المتقدمة، وطيران الجو، وغرفة عمليات التحالف الدولي الموجودة في أربيل، لذا يخشى أن يكون ضعف الاتصال بينه وبين القوات الأمنية المدعومة بالحشد الشعبي، هدفاً سهلاً لهم بالخطأ”.
وأضاف “كما أن هناك أمرا آخر يعيق تأخر تقدم القوات الامنية، وهو زرع الدواعش مساحات كثيرة من العبوات المتصلة ببعض والتي عندما تنفجر واحدة منها تنفجر البقية، ما يتطلب جهدا هندسيا كبيرا ووقتا كثيرا”، منوها الى أن “بعض تلك العبوات كبدت الجهد الهندسي خسائر كبيرة”.
وبشأن المناطق التي تم تحريرها أفاد المصدر، أن “القوات الأمنية تمكنت من تحرير شارع رئيسي وسط قضاء بيجي، وتحرير الطريق الذي يربط مفرق الثرثار بالفلوجة، حيث منشأة المثنى، والطريق بين مدينتي سامراء والفلوجة بشكل كامل”، منوها الى أن “قوات اضافية وصلت فعلا الى القضاء لبدء عملية تطهير منطقة الصينية التابعة للقضاء”.
وكانت وزارة الدفاع أعلنت، في (25 تشرين الأول 2014)، أن القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات صلاح الدين مستمرة بالتقدم باتجاه قضاء بيجي شمال تكريت (170 كم شمال بغداد) والمناطق المحيطة به، وفيما بيّنت مقتل ما يسمى بـ”قائد شرطة بيجي” الذي تم تعيينه من قبل (داعش)، أكدت تدمير ثلاث سيارات مفخخة حاولت استهداف القوات الأمنية المتقدمة.