كان صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، يتوقّع الهجوم الذي تعرّضت له المحافظة من عدّة محاور ليل الخميس، مستنداً بذلك إلى معلومات استخبارية.
ومنذ تلك الليلة، تشهد الأنبار، وخاصّة مركزها الرمادي، معارك مستمرّة بين القوات الأمنية مسنودة بأبناء العشائر، وتنظيم “داعش” الإرهابي الذي اعتمد على عناصر قدموا من سوريا عبر نهر الفرات.
وقال كرحوت، في اتصال مع “العالم الجديد”، إن “مجلس المحافظة حذر من نية التنظيم الهجوم على مدينة الرمادي بعد ورود معلومات استخبارية إلى الجهات الأمنية”.
وأشار إلى أن “المجلس طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي ومن السفير الأميركي على ضوء التطورات الميدانية إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة من الجيش إلى المحافظة إضافةً إلى تكثيف الطلعات الجوية من أجل إعاقة تقدم المسلحين في مختلف قواطع العمليات”.
إلا أن كرحوت لم يحصل على ردٍّ أو وعود بإرسال التعزيزات، وأوضح، وبدا صوته معاتباً “اتصلت بالسيد العبادي هاتفياً للمطالبة بإرسال التعزيزات العسكرية إلى المحافظة لأجل إنقاذ الوضع من محاولات تنظيم (داعش) السيطرة على المحافظة وخاصةً بالنسبة لمركزها مدينة الرمادي”.
ويشن “داعش” هجوماً واسعاً وكبيراً من عدة محاور على مدينة الرمادي.
وقال مصدر أمني لـ”العالم الجديد” إن “الهجوم بدء من 3 محاور وهي محور الحوز جنوب الرمادي ومحور البوريشة شمالها والهجوم الاكبر والأشد كان من المحور الشرقي للرمادي على مناطق الصوفية والسجارية والخالدية والمضيق وأبو فليس”.
وإثر المعارك المحتدمة، قال مصدر في مجلس محافظة الأنبار، إن “تنظيم (داعش) تمكن خلال هجومه على المحور الشرقي للرمادي من قطع طريق الامدادات بين الرمادي وقاعدة الحبانية العسكرية الذي يعتبر من أهم طرق الامداد للقوات الأمنية”.
وأفاد المصدر، في حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “مسلحي التنظيم تمكنوا من السيطرة على عدة مناطق لم يكونوا يتواجدون فيها من قبل وتراجعت قوات الصحوة بسبب الخسائر التي تعرضت لها، حيث استخدم المسلحون في هجومهم أسلحة حديثة ومتنوعة وفتاكة”.
وشدّد على أن “الوضع اذا ما بقي على ما هو عليه فإن مدينة الرمادي قد تصبح بالكامل خارج سيطرة القوات الأمنية”. لكن المصدر الأمني، الذي تحفّظ على اسمه، بدا أكثر يأساً من المصادر الذين تحدّثت إلى “العالم الجديد”.
وقال مصدر في شرطة الأنبار إن “طائرات التحالف الدولي شنت عدة طلعات جوية في سماء مدينة الرمادي وأغارت على عدد من مواقع تنظيم داعش شمال الرمادي فدمرت عجلتين لعناصر التنظيم وقتلت عددا منهم”.
وتمكنت القوات الأمنية المسنودة بالعشائر من السيطرة على منطقة السجارية شرق الرمادي بعد اشتباكات عنيفة مع (داعش)، بحسب آخر المعلومات الواردة لـ”العالم الجديد” عند منتصف الليل الفائت.