“العالم الجديد” تكشف تفاصيل تعنيف الطفل “كيان” واتهام “ديك” بالاعتداء بدل إخوته

طرق ابو كيان باب منزل زوجته الصغرى في الواحدة من ظهر امس الاول الاحد، رغبة…

بالكاد تمكنت الأم من إنقاذ طفلها “كيان” (عامان ونصف) من براثن إخوته غير الأشقاء، بعد أن أشبعوه ضربا وأثخنوا جراحه، إذ لولا صراخه الذي علا فجأة بينما كانت واقفة بانتظار زوجها لمناقشة مستقبل العلاقة بينهما، لكانت خسرته الى الأبد.

هرعت الأم التي كانت واقفة قرب منزل الزوجة الأولى، مسرعة صوب الباب الذي أقفل من الداخل، فلم تجد سوى جسدها وكومة من الطابوق سلاحا لدفاعها عن صغيرها الذي رافق أباه ريثما يرتب بعض الأمور، ففتحت الباب عنوة، لتشعر بالصدمة وهي تشاهد الدماء تغطي وجه كيان وأبيه الذي خرج من الباب مسرعا بالطفل، محاولا تخليصه من هجوم أسرته التي ترى فيه عدوا يهدد استقرارها.

وتقول رشا وهاب، (40 عاما)، لـ”العالم الجديد”، إن “العلاقة بيني وبين زوجي اصبحت متشنجة مؤخرا بسبب ضغط اسرته عليه رغبة في الخلاص مني بدافع الغيرة، وعندما جاء امس الاول كان ليعيد فتح الموضوع، لكني طلبت منه تاجيل ذلك حتى اكتسب الشفاء من عملية قصور الامعاء التي دخلت بسببها الى مستشفى النجف العام لثمانية أيام”.

وتوضح وهاب، أن “الطفل متعلق جدا بابيه، واعترف بانه غير مقصر معه باي شكل من الاشكال، لكن اسرته التي تضم بنات وابناء اصغرهم يبلغ 25 عاما من العمر، جميعهم متعلمون وموظفون ومثقفون، يضغطون عليه بين حين واخر من أجل الانفصال عني، بذريعة كبر سنه وامراضه المتعددة”.

Image

وتبين الام “فتحت الباب عنوة لعدم تدخل احد من الجيران، لم اعرف كيف تمكنت من اقتحامها بهذه الطريقة، وعندما شاهدت ولدي غارقا بالدماء مع ابيه، احتضنت الطفل وخرجت مسرعة وأنا أهم بالتوجه نحو مركز الشرطة لاتقدم ببلاغ حول الجريمة، واخذت زوجي معي، وكانت الدماء تسيل من انف الطفل وفمه وتحت اذنيه، واكتافه كانت مثخنة باثار الأظافر، ورأسه وعينه اليمنى مزرقة ومنتفخة، وكان يشكو طول الطريق من الم في راسه، وعندما سالته عن السبب قال ضربوا راسي بشبّاك الغرفة”.

وتتابع والدة الضحية، أن “اكثر ما ارعبني هو صمت كيان وذهوله، استغربت كيف يمكن ان يجتمع بالغون مثقفون على ضرب اخيهم الصغير؟، لماذا لم يتدخل احد منهم لحمايته بعيدا عن كونه أخاهم، بل لانه مجرد طفل صغير لا ذنل له؟”، وتستدرك أن “ضابط مركز شرطة الشامية (40 كم غرب مدينة الديوانية)، قام بغسل الدماء عن وجهه، ونقلناه فورا الى المستشفى لاعداد تقرير طبي بالحالة، حيث أثبت تعرضه لضرب مبرح حديث”.

وتؤكد وهاب، على أن “الاب شهد في مركز الشرطة بالسبب الحقيقي، وأكد تعرضه للضرب على ايدي اينائه من الزوجة الاولى اثناء محاولته حماية ولده، لكنه سرعان ما غير اقواله اليوم (الثلاثاء)، بعد اتفاق واضح مع الاسرة الاخرى، باتهام (ديك) بالهجوم على الطفل، لكن ذلك لم ولن ينفع فمن غير الممكن ان يتسبب ديك بجميع تلك الاضرار والكدمات، فامر السيد قاضي التحقيق بتوقيف عمه واخيه لتضميني جميع الاسرة في الدعوى التي تقدمت بها، واتمنى ان ياخذ القضاء حق ولدي الذي دفع ثمن كره وغل واحقاد لا ذنب له بها، وتبجح الزوجة الاولى بثروتها ونفوذها وامكانية قلب الطاولة علينا”.

ابلغت ام كيان مركز شرطة قضاء الشامية ليلة أمس الاول، عن الحادث فارسل البلاغ لقاضي خفر محكمة الشامية، الذي اصدر على الفور اوامر التحري والتحقيق في الدعوى وايقاف المتهمين وتسييرهم الى المحكمة بعد اتخاذ الاجراءات الاصولية.

Image

ويوضح ضابط مركز شرطة الشامية المقدم، علي رشاد نجم، أن “قاضي الخفر وجه باحالة الطفل الى مستشفى الشامية العام، لارفاق تقرير طبي يوثق الحالة، ما أكد وجود اثار كدمات على جبهة الطفل وكتفيه واثار سطحية توضح شقوقا خارجية، فاستقدمنا الاخوة غير الاشقاء للضحية للتحقيق معهم، وتم ايقاف احدهم، وننتظر اجراءات القاضي لتدوين اقوال الباقين”.

حوادث عنف اسري عدة شهدتها الديوانية والمدن العراقية الاخرى خلال الاشهر الماضية، بعضها تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، والعشرات لازالت مخفية من دون دلائل، تستنهض المشرع العراقي للتصدي باقرار تشريعات وقوانين للحد منها.

ويرى مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في الديوانية، الحقوقي محمد عبدالحسين البديري، أن “المكتب شكل فريقا مختصا من موظفيه للتنسيق مع مديرية شرطة قضاء عفك، وزيارة الضحية للاطلاع على صحته، وقد ثبت الفريق ان الطفل تعرض الى التعنيف واضرار جسدية، وعمل الفريق الى تقديم الدعم النفسي له ولوالدته، ونعمل في المحافظة على الحد من ظاهرة العنف الاسري من خلال الندوات والورش والبرامج والحملات المتعلقة بنبذ العنف ضد الاطفال اخرها حملة استمرت لـ16 يوما، بدعم وتمويل من اليونسيف للتواصل مع المجتمعات المحلية خاصة في المناطق الفقيرة، لترسيخ مفاهيم نبذ العنف تجاه الاطفال”.

واضاف البديري، أن “المفوضية سجلت قلقها تجاه تنامي ظاهرة العنف الاسري من خلال المتابعة والرصد، وتعتبر انتهاكات تجاه الاطفال وتعتبر مؤشرات خطيرة”، ويشير الى أن “حماية الاطفال من العنف المباشر وتحسين واقع حقوق الطفل، خاصة بعد تشكيل لجنة حماية الطفل التي تتكون من عدة مؤسسات حكومية ومدنية، تعمل على الرصد ووضع الحلول المناسبة لاشاعة ثقافة حقوق الاطفال في العراق”.

وبعد متابعة من “العالم الجديد” منذ مساء امس الاثنين، عن حالة التعنيف التي تعرض لها الطفل (كيان)، تحركت عدة جهات حكومية وانسانية ومدنية للاطلاع على حال الطفل عن كثب وتسجيل تقرير يوثق الانتهاك بحق الاطفال.

Image

إقرأ أيضا