هل تجوز علميا.. ما حقيقة سرقة “خصيتي” مواطن في بغداد؟ 

أثار مقطع فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي، حول سرقة “خصيتي” مواطن من ذوي الاحتياجات…

أثار مقطع فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي، حول سرقة “خصيتي” مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة في مستشفى أهلي ببغداد، لغطا كبيرا، إلا ان نقيب الاطباء أكد انه من الناحية العلمية لا يمكن سرقة الاعضاء (الخصية)، لكونها تتلف بعد مرور دقيقتين او ثلاثة، إلا ان لجنة الصحة النيابية اكدت انها ستفتح تحقيقا في الموضوع وتتابعه للتأكد من المعلومات بشكل كامل.

ويقول نقيب الاطباء الدكتور جاسم العزاوي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هذا الموضوع لا يمكن ان يكون صحيحا، بل مستحيل، لان الاعضاء البشرية لا تسرق بهذه الطريقة”.

ويوضح العزاوي “من المستحيل ان تكون مثل هذ المواضيع موجودة، لانه من الناحية العلمية لا يمكن حدوثها، فان الاعضاء البشرية غير قابلة للحفظ اكثر من فترة سرقتها او نقلها لجهة اخرى، كما انه لا يمكن ان يتم سرقتها ووضعها في مكان اخر لنقلها الى جهة اخرى، وخصوصا الخصية، لانها عبارة عن انابيب دقيقة جدا وممكن ان تتلف في غضون دقيقتين او ثلاثة”.

ويبين “هذا الموضوع عقلا وفعلا وضميرا لا يمكن ان يكون صحيحا”، متهما من سلط الضوء على الحالة وقام نشرها، فـ”بحثا عن الإثارة، وأن لديه محاولات سابقة للنيل من الطب والاطباء، وكلها باءت بالفشل ومع الاسف يتجه لنشر مثل هكذا اخبار”. 

ويوم امس الاول، انتشر مقطع فيديو لاحد الصحفيين، وهو بمنزل احد الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكد انه أجرى عملية “فتق” في احدى المستشفيات الاهلية بالعاصمة بغداد، لكنه فوجئ بعد مرور 10 ايام من اجراء العملية، بان “خصيتيه” قد اختفيتا، مؤكدا انه تمت سرقتهما خلال العملية، دون ان يفصح عن اسم المستشفى خلال الفيديو، واعتبر الأمر “جريمة”. 

يذكر ان ظاهرة “بيع الخصية” انتشرت في اقليم كردستان، منذ قرابة 3 اعوام، حيث توجه اغلب الذين يعانون من العقم الى شرائها من اشخاص سليمين، وذلك بعد اجراء كافة الفحوصات للتأكد من عدم وجود أي امراض، وبلغ سعر “الخصية الواحدة” 70 ألف دولار.

وكان أحد البائعين لخصيتهم، قد تحدث لوسائل الاعلام عام 2019، قائلا إن “تحديد سعر الخصية ومدى صلاحيته يكون بعد إجراء الفحوصات الكاملة، حيث استلمت المال الذي تم الاتفاق عليه قبل ان ادخل غرفة العمليات، وقد رقدت في احدى المستشفيات الإيرانية لمدة يومين بعد إجراء العملية وتحت إشراف فرق متخصصة”.

من جانبه، يبين عضو لجنة الصحة النيابية سلمان الغريباوي في حديث لـ”العالم الجديد”، ان “اللجنة ستفتح تحقيقا فيما يخص المواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي تمت سرقة احد اعضائه بعملية في مستشفى اهلي”.

ويلفت الى ان “هذا الموضوع لا يمكن السكوت عليه، وهو سابقة خطيرة سرقة اعضاء احد ذوي الاحتياجات الخاصة، وسنفتح تحقيقا بهذا الامر ونتابع الموضوع بشكل مباشر”، مؤكدا “نحن بصدد معرفة اسم المستشفى الذي اجرى فيه هذا الشخص العملية، للتاكد من صحة المعلومة والتعرف على تفاصيلها الكاملة، كما سننتظر نتائج التحقيق للحكم المناسب في هذه القضية المهمة”.

وقد تواصلت “العالم الجديد”، مع مسؤول في وزارة الصحة، للتأكد من قضية سرقة “خصيتي” المواطن، لكنه أكد ان الوزارة لم يصلها أي بلاغ ولا تمتلك معلومات حول الموضوع لغاية الان، فيما توجهت الى وزارة الداخلية، لكن المتحدثين الرسميين لم يردوا على اي اتصال من مراسل الصحيفة.

يشار الى ان الطبيب المتخصص بالعمليات الجراحية، بهزاد كويي، اكد في تصريحات سابقة أن المتبرع بالخصية لن يعاني من العقم في حال تم اقتلاع إحدى خصيتيه، مع وجود احتمال لذلك، ولكن يجب ان نعرف جميعاً بأن الأبناء من تلك الخصية يحملون بصمات وراثية وبذور خلايا البائع لا المتلقي، وهذا الأمر غير صحيح وغير شرعي.

إقرأ أيضا