المفوضية تعد انطفاء أجهزة الاقتراع دليلا على رصانتها.. وناشطون أضرت بالمرشحين المستقلين

وصفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تسمية ما جرى من توقف ببعض أجهزة الاقتراع في التصويت…

وصفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تسمية ما جرى من توقف ببعض أجهزة الاقتراع في التصويت العام بـ”التلكؤ” الذي تم إصلاحه، رافضة إطلاق صفة “العطل” عليها، مؤكدة أن هذا الانطفاء المفاجئ دليل على متانة الأجهزة ورصانتها لضمان عدم التلاعب بها، وفيما أشار ناشط مدني، الى أن ما جرى انعكس سلبا على المرشحين المستقلين دون سواهم، لكون ناخبيهم غير منظمين أو موجهين كي يتحملوا الوقوف لساعات طويلة بانتظار عودة العمل لتلك الأجهزة، كما هو حال الأحزاب الكبيرة، كشف مصدر عن تسبب تلك التوقفات بحالات توتر بين الناخبين وموظفي مراكز الاقتراع في الناصرية مركز محافظة ذي قار. 

وتقول مساعدة المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات نبراس أبوسودة في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “موظفين في بعض مراكز الاقتراع تسببوا بتلكؤ العمل فيها، ما أدى لتوقف عمل أجهزة الاقتراع، وذلك على الرغم من أنهم تدربوا على استخدامها خلال عمليات المحاكاة التي حصلت سابقا”.

وتضيف أبوسودة، أن “هذا الأمر وارد وحصل في محطات قليلة، ولكن الإعلام ضخم الأمر”، مبينة أن “التلكؤ تمثل بعدم ظهور بصمة الناخب وحدث إطفاء للجهاز، لأنه حساس جدا، حيث يقفل نفسه في حال حدوث أي خطأ باستخدامه، وهذا يتطلب إعادة تشغيله برقم سري خاص يستحصل عليه عبر الاتصال بالمركز الوطني”.

وشهدت الساعات الأولى من انطلاق التصويت العام في الانتخابات المبكرة، التي جرت يوم أمس الأحد 10 تشرين الاول اكتوبر الحالي، توقف أجهزة الاقتراع عن العمل لنحو 3 ساعات في العديد من المحطات الانتخابية وبكافة مناطق العراق. 

وتوضح “البعض نسب التوقف الى عطل بالجهاز، دون معرفة أن الجهاز مصمم لغلق نفسه خوفا من التلاعب، وهذا دليل على متانته ورصانته، وما جرى لا يسمى عطلا بل تلكؤ، والفرق الفنية قامت بحل الموضوع”.  

وبشأن عدم ظهور أسماء الناخبين المحدثين لبياناتهم ويمتلكون بطاقات انتخابية سابقة وليست بايومترية، توضح أبوسودة، أن “موضوع البطاقات القديمة بالنسبة للمحدثين بياناتهم ولم تظهر أسماؤهم، يعود الى أن الشخص الذي يحدث بياناته تتعطل آليا بطاقته الانتخابية السابقة، ويجب عليه أن يستلم بطاقته البايومترية، لكن ما جرى أن بعض الاشخاص حدثوا بياناتهم ولم يستلموا البطاقات الجديدة، لذلك لم تظهر أسماؤهم في أجهزة الاقتراع، نظرا لتعطل البطاقة التي بحوزتهم”. 

وأظهرت وسائل الإعلام العديد من المواطنين في محافظات مختلفة، وهم يشكون من عدم قدرتهم على الانتخاب على الرغم من امتلاكهم بطاقة انتخابية تحمل صورهم الشخصية، لكنها قديمة، وفيما حملوا المفوضية مسؤولة ما جرى، أكدو أنها أعلنت بأن البطاقات السابقة فعالة ويحق الانتخاب بها، وهذا ما دعاهم الى الإبقاء على بطاقاتهم دون تحديثها.

يذكر أن رئيس مجلس المفوضين القاضي جليل عدنان خلف، أكد في مؤتمر صحفي يوم امس، أن بعض أجهزة التصويت تعرضت لخلل فني وليس إلى عطل كما أشيع، موضحاً أنها أخطاء بشرية لا يتقبلها النظام الالكتروني الخاص باجهزة التصويت.

والى ذي قار، حيث يكشف مصدر في مكتب مفوضية انتخابات بالمحافظة، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أجهزة الاقتراع توقفت لساعات عديدة، وهو ما دفع الأهالي الى الغضب ومحاولة الاعتداء على بعض موظفي المراكز الانتخابية، ولكن القوات الأمنية تدخلت ومنعت ذلك”.

ويبين المصدر، أن “العديد من الناخبين عادوا الى بيوتهم ولم يتمكنوا من الانتخاب بسبب هذه الأعطال”، متابعا أن “التوقف بدأ منذ الساعة الثامنة صباحا تقريبا ولغاية الساعة 11 صباحا”.

يذكر أن مفوضية الانتخابات، أعلنت في تقريرها المخصص لمنتصف النهار، ظهر أمس الأحد، أن نسبة المشاركة بلغت 19 بالمائة فقط، فيما ظهرت أنباء بعد ذلك عن توافد عدد كبير من الناخبين الى مراكز الاقتراع عصرا، أي قبل إغلاق صنادق الانتخابات بساعة واحدة. 

وقد دعت مختلف المؤسسات الحكومة ظهيرة يوم أمس، الناخبين الى التوجه للمشاركة بالانتخابات، بعد إعلان المفوضية للنسبة المتدنية من المشاركة، فضلا عن دعوة المساجد أهالي المناطق الى المشاركة بالانتخابات.

يشار الى أن انطفاء أجهزة الاقتراع، حدث أيضا في يوم التصويت الخاص (8 تشرين الاول اكتوبر الحالي)، وقد ارتفعت حرارة بعض الأجهزة ايضا، وهو ما وعدت المفوضية بتجاوزه في التصويت العام، وذلك خلال تصريح لـ”العالم الجديد” في حينها.

من جانبه، يبين الناشط محمد الياسري من محافظة البصرة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التلكؤ الذي حصل باجهزة الاقتراع، أدى الى لانتظار الناخبين نحو ساعتين أمام مراكز الاقتراع، ومن ثم العودة لمنازلهم دون ان ينتخبوا”.

ويلفت الياسري، الى أن “من تأثر بهذه الأمور والأعطال، هم المرشحون المستقلون، حيث أن جمهورهم ليس عقائديا أو منظما ليتحمس للبقاء حتى إصلاح تلك التلكؤات، مثلما هو الحال مع أنصار التيارات والأحزاب المشاركة ممن انتظروا طويلا حتى أدلوا بأصواتهم، وبالتالي فان الضرر الأكبر وقع على هذه الطبقة من المرشحين”.

يشار الى أن مفوضية الانتخابات، سبق وأن تعاقدت مع شركات عالمية رصينة لفحص برمجياتها وأجهزة الاقتراع، لضمان عدم تسجيل أي خروق أو تلاعب، فضلا عن وجود إجراء محاكاة للانتخابات في الأسبوعين الماضيين، بهدف تدريب وفحص الأجهزة.

إقرأ أيضا