تسرب الكلور.. إهمال يؤدي للاختناق

فتح تسرب غاز الكلور في محافظة ذي قار، الحديث عن طبيعة هذا التسرب وتكرار هذه…

فتح تسرب غاز الكلور في محافظة ذي قار، الحديث عن طبيعة هذا التسرب وتكرار هذه الحالات بشكل مستمر في أغلب مدن العراق، وفيما أكدت صحة المحافظة أن جميع المصابين بحالات اختناق نتيجة التسرب غادرت المستشفيات وهي بحالة جيدة، كشف موظف في إحدى دوائر المياه عن أسباب تسرب الغاز المتكرر والعوامل التي تؤدي إلى ذلك.  

ويقول مدير عام دائرة صحة ذي قار حسين رياض خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أكثر من 300 حالة اختناق تم تسجيلها نتيجة تسرب الكلور، وجميع الحالات غادرت المستشفى بما فيها الحالات المتوسطة، ولم يتم تسجيل أي وفاة”.

ويضيف رياض أنه “تمت السيطرة على التسرب واحتواء الانتشار”، مؤكدا أن “كمية الأوكسجين التي كانت متوفرة لحظة حدوث التسرب والاختناقات كانت جيدة، والكوادر جميعها التحقت بالدوام والوضع الآن جيد”.

وشهد قضاء قلعة سكر بمحافظة ذي قار، أمس الأول، تسربا لغاز الكلور، وتسبب بمئات الإصابات، ووفقا لمصادر من المحافظة فأن التسرب ناتج عن الإهمال وليس متعمدا.

وكانت دائرة ماء المحافظة، أعلنت أن التسرب كان بسيطا وتمت السيطرة عليه سريعا، وجرى من إحدى القناني، فيما وجه محافظ ذي قار محمد الغزي بـ”إقالة المقصرين في الحادث من منصابهم في دائرة ماء قلعة سكر، لما تسببوا به من ضرر جسيم على المواطنين”.

وتسرب غاز الكلور حالة تحدث بين مدة وأخرى في مختلف المدن العراقية، بينها العاصمة بغداد، التي شهدت أكثر من حادثة مشابهة وأدت إلى اختناق المئات من المواطنين، وخاصة في المناطق التي فيها مراكز لتحلية المياه، والتي تقع غالبا شرقي العاصمة.    

إلى ذلك، يوضح الموظف الفني في إحدى مديريات الماء محمد الشمري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الكلور المستخدم في تعقيم المياه يشبه الغاز، ويتسرب إذا كانت القنينة مستهلكة، حيث توضع في الخارج بالقرب من الماء وتنفجر تلقائيا بعد أن تتآكل”.

ويبين الشمري أن “حديد قناني الكلور قوي ولا يمكن اختراقه إلا بإطلاقات نارية، ولكن القنينة تتآكل من حرارة الشمس والماء، وفي بعض الأحيان يحدث تسريب من الأنابيب لأن الكلور قوي، وبين مدة وأخرى يجب استبدال الأنابيب، وعلى العموم فأن التسرب سهل ويمكن احتواؤه بسهولة على العكس من الانفجار”.

ويشير إلى أن “التسمم أو الاختناق يحدث عن طريق التنفس وليس بشرب المياه، وعند استنشاق الكلور لمدة 90 ثانية يغمى على الشخص”، موضحا أنه “في حالات التسرب يجب أن يبقى الناس في اتجاه معاكس لاتجاه الهواء لأن غاز الكلور ينتشر في اتجاهه وينجرف معه، وبالتالي أي شخص يصادفه يتعرض للاختناق”.    

ومن المناطق التي شهدت تسربا لغاز الكلور في بغداد، خلال الأعوام الماضية هي الكمالية والزعفرانية شرقي بغداد، والدورة جنوب شرقي العاصمة، وفي التسرب الأخير اضطرت فرق الدفاع المدني إلى إجلاء السكان القريبين من المحطة نظرا لشدة التسرب في حينها.

يشار إلى أن أغلب مديريات الماء في العراق، تستخدم غاز الكلور لتصفية الماء الذي يصل إلى المواطنين، لكن على الرغم من هذا، فأن ماء الإسالة غير صالح للشرب ويعمد العراقيون إلى استخدام قناني المياه المعبأة.

وتعاني أغلب المؤسسات العراقية من الإهمال وعدم الرقابة، على الرغم من وجود ملايين الموظفين، وسط حديث عن ترهل وظيفي في البلد، حيث يقارب عدد الموظفين الـ4 ملايين موظف، لكن في أغلب الأحيان تعاني المؤسسات من مآس كبيرة تودي بحياة المواطينن، أبرزها الحرائق التي طالت المستشفيات في بغداد وذي قار، خلال العام الماضي وأودت بحياة 200 شخص.

وتعاني محافظة ذي قار على وجه الخصوص، من ترد كبير بالبنى التحتية والخدمات، ومنها دوائر الماء إلى جانب الدوائر الخدمية الأخرى، وتشهد بشكل مستمر تظاهرات في مركزها مدينة الناصرية أو الأقضية والنواحي، احتجاجا على تردي الخدمات.

ومرت المحافظة بظروف غير مستقرة، منذ تظاهرات 2019 ولغاية الآن، وقد شهدت تغيير محافظها أكثر من مرة، إلى جانب تغيير مدراء الأقضية والنواحي بهدف تقديم خدمة أفضل للمواطنين.

إقرأ أيضا