العراق.. استعدادات لمواجهة زيادة شراسة “الحمى النزفية” في عيد الأضحى

مع اقتراب عيد الأضحى، تزداد المخاوف من استفحال “الحمى النزفية الفيروسية” في مناطق العراق، حيث…

مع اقتراب عيد الأضحى، تزداد المخاوف من استفحال “الحمى النزفية الفيروسية” في مناطق العراق، حيث دقت العديد من المحافظات ناقوس الخطر، خلال الأيام الماضية، وشهدت التطورات المقلقة هذه، استنفار جميع الجهات المعنية لخوض حرب المواجهة وعدم السماح لهذا المرض بالتفشي.

وفي بيان نُشر اليوم الخميس، (8 حزيران يونيو 2023)، تؤكد دائرة البيطرة إحدى تشكيلات وزارة الزراعة “اتخاذها إجراءات صحية بيطرية لقرب موسم عيد الأضحى”. ويقول مديرها الدكتور ثامر حبيب إنه ترأس اجتماع لجنة الرأي في مقر الدائرة، وحضره أعضاء لجنة الرأي ولقرب عيد الأضحى ولتلافي انتشار إصابات الحمى النزفية، اوصت لجنة الرأي باتخاذ مجموعة من التوصيات والإجراءات الصحية البيطرية التي تمكنها من الانتشار”.

ويضيف حبيب أنه من ضمن التوصيات التي خرج بها الاجتماع، “قيام المستشفيات البيطرية كافة بمخاطبة مكاتب المحافظين كلا حسب محافظته بضرورة تفعيل عمل لجان الرقابة والتفتيش برئاسة المحافظ والجهات ذات العلاقة منها الصحة، البيئة، الأمن الوطني، الداخلية، والبيطرة، من أجل القضاء على ظاهرة الجزر العشوائي وتحديد أماكن مخصصة لتواجد الحيوانات لغرض ذبح الاضاحي”.

وتدعو التوصيات إلى “رش هذه الأماكن بمبيد مكافحة القراد وتغطس وترش الحيوانات وتوضع في الأماكن التي رشت لتفادي إصابتها بالقراد الناقل الرئيسي لمرض الحمى النزفية وتذبح داخل هذه الأماكن المخصصة ويمنع الذبح في المنازل”.

ويؤكد المدير العام كذلك، “ضرورة منع حركة الحيوانات من الأماكن الموبوئة إلا بشهادة صحية بيطرية تضمن خلوها من القراد صادرة من المستشفى أو المستوصف البيطري وتكثيف حملات التوعية والتثقيف المجتمعي وتوزيع الفولدرات التوعوية على المربين والمواطنين”.

وكان وفد من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، زار محافظة ذي قار قبل أيام من الآن، وتابع الإجراءات المتخذة للسيطرة على تفشي وباء الحمى النزفية بالمحافظة، وأكد الفريق على ضرورة تعاون كافة الجهات من خلال تكثيف حملات التوعية الصحية ومنع ظاهرة الجزر العشوائي ومكافحة حشرة القراد الناقلة للمرض.

وتعد محافظة ذي قار، بؤرة تفشي مرض الحمى النزفية، وبدأت الإصابات هذا العام بالظهور منذ شهر نيسان أبريل الماضي، وفي حينها دعت وزارة الزراعة إلى تشكيل فرق بيطرية لرش الأبقاء والجاموس وتغطيس الأغنام والماعز بالمواد المطهرة، ومنع ظاهرة الجزر العشوائي وفق المادة 22 لسنة 1972 والمادة 105 لسنة 1989 الخاصتين بذبح الحيوانات.

وقد تصدرت ذي قار باقي المحافظات في عدد المصابين بالمرض، حيث سجلت 40 إصابة فضلاً عن تسجيل 6 حالات وفاة، وجاءت بعدها البصرة بـ22 إصابة و3 حالات وفاة، من ثم المثنى بـ11 غصابة و3 حالات وفاة، وفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة، صدرت قبل أيام.  

وأصدر قائد شرطة محافظة البصرة، اللواء قاسم راشد، تعليمات أمنية “مشدّدة” بعدم دخول المواشي الى مركز المدينة، ومنع نقلها من الاقضية والنواحي الى المدينة وبالعكس. مع التأكيد على السيطرات الخارجية وداخل المدينة بشأن ذلك.
 

وشهد البلد العام الماضي، ارتفاعا كبيرا بإصابات الحمى النزفية شملت أغلب المحافظات، وسجلت وزارة الصحة قرابة 300 إصابة في حينها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن انتقال حمى القرم-الكونغو النزفية إلى البشر يحدث “إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة”.

وكانت وزارة الداخلية أطلقت العام الماضي، حملات لإزالة حظائر تربية الحيوانات داخل الأحياء السكنية ببغداد، كونها تشكل خطرا بيئيا وصحيا في ظل وجود فيروس الحمى النزفية.

جدير بالذكر، أن ظاهرة الرعي العشوائي للأغنام والأبقار، تنتشر بشكل واسع في بغداد والمحافظات الجنوبية، وغالبا ما تكون في المناطق السكنية، كما أن عمليات الذبح غالبا ما تكون في الطرقات والمنازل، وليس في مجازر خاصة ووفق الشروط الصحية.

أقرأ أيضا