ملاحظات على تقرير (مكافحة المتفجرات) حول تفجير الكرادة

 

أصدرت مديرية مكافحة المتفجرات تقريرها “الفني”حول كارثة تفجير الكرادة يوم ٣ تموز، ويفتقد لأبسط مقومات التحقيقات المختصة بهذا العمل للاسباب التالية:-

 

اولاً:- بالمقارنة مع اي لجنة تحقيقية فنية لمثل هذا النوع من التفجيرات الذي راح ضحيته مئات الأبرياء كان الاجدر بالمديرية ان تكتب تقريراً مفصلاً وان لا تكتفي بكتابة صفحتين ونصف تختصر فيها كل ما جرى من دمار! على سبيل المثال فان تقرير الشرطة الفرنسية -قسم معالجة المتفجرات – أصدر تقريره من ٤ آلاف صفحة لحادثة شارلي ايبدو المشهورة قبل عام والذي راح ضحيته ٢٥ مواطنا فرنسيا، أما تقرير الشرطة التركية حول انفجار مترو اسطنبول والذي راح ضحيته ١٥مواطنا -بينهم سياح اجانب – فكان من ٢٠٠ صفحة، مثال آخر نشوب حريق في مختبر صغير لفحص بدلات الطيارين بسبب خرطوم اوكسجين, ناسا استعانت بشركة تحقيقات خاصة وخرج التقرير بسبعين صفحة على خرطوم الاوكسجين المسكين. واغلق المختبر لمدة ستة شهور.

 

وهنا نتساءل عن مقدار تحلي خبراء المديرية بالمهنية المطلوبة، على ان الامر لا يتعلق بعدد الصفحات بقدر ما يعطي انطباع بان السلطات المختصة قد بذلت الجهود، وان مبدأ الجدية كان حاضراً في كتابة التقارير، وهو الامر الذي يفتقد اليه التقرير العراقي.

 

ثانيا: يؤكد عدد من الاكاديميين المختصين بالمواد المتفجرة، أن من المستحيل ان لا توّلد ٢٥٠ كغم  مادة الـC4 حفرة في الأرض حتى وان كان التفخيخ على جوانب العجلة، لان نصف كغم يتمكن من هدم بيت كامل، أي ما يعادل قوة أصبع tnt ومع ذلك فان خليط الامونيوم وبرادة الحديد لا تولد احتراقا مثل الذي شاهدناه في أجساد الضحايا لان هذا الاحتراق يتولد من مادة الفسفور الأبيض المحرم دولياً والمستخدم في القنابل العنقودية، فأي غاز هذا الذي يتولد بعد الانفجار ليؤدي الى هذا الحريق الكبير؟

 

ثالثاً: علامة استفهام أخرى على الحديد بقدر 10 ملم ويقصد التقرير مادة “الصجم” (وهي كرات حديد صغيرة)، وهذا الشيء لم يؤكده أحد لا في اجساد الشهداء ولا على أي بناية.

 

رابعاً: التقرير جاء مرتبكا ومحيرا في نفس الوقت، فاذا كان الخبراء لم يتوصلوا الى تحديد آلية التفجير وأعطوا احتمالين انه أما يكون بالطريقة المباشرة عن طريق الانتحاري او عن طريق التحكم عن بٌعٌد، والتساؤل هنا اذا كان الخبراء لم يتوصلوا الى تحديد طريقة التفجير، فكيف يجزمون بمكان وضع المتفجرات على جانبي السيارة وجهتها الخلفية!؟

 

خامساً: هذا تقرير إذاعي إعلامي بعيد عن الحقيقة حتى ان اسم الجهاز  مترجم بالخطأ فجهاز hplc الذي هو “هاي برشر لكود كروموتوكرافي” اي بمعنى جهاز فحص السوائل بالضغط العالي، وهنا يأتي دور المهنية التي تحدثنا عنها في الملاحظة الأولى.

 

سادسا: التقرير يفتقد للمصداقية والمهنية المطلوبة، وكان الاجدر بالحكومة -إن كانت تريد الحصول على الحقيقة- الاستعانة بخبراء دوليين لمعرفة القصة الحقيقية لكارثة راح ضحيتها اكثر من ٣٠٠ شهيد بريء.

 

 

أقرأ أيضا