تركيا

دارت المفاوضات بين تركيا وداعش لمدة شهور وسط تعتيم، فقد حظر على الصحافة التركية أن تشير لموضوع التفاوض عن موظفي قنصلية الموصل!

 

في البداية أصر الدواعش بأن يكون مقابل كل موظف مبلغ من المال هو مليون دولار، وإطلاق سراح عوائل بعض الدواعش من الإقامة الجبرية في تركيا.

 

لكن مع استمرار المفاوضات استطاع الوسيط التركماني، العفري، إقناع المخابرات التركية وداعش بالاتفاق على علاقة طويلة الأمد لا تنتهي بهذا الملف.

 

لكن تركيا تعاملت مع مطالب الدواعش بعبقرية، واستطاعت الالتفاف على مطالبهم وانتزاع الكثير من معلومات مضافاتهم واستثماراتهم وشبكة التجنيد.

 

واجهت عملية التخادم مع تركيا بعض المقاومة، فقد شددت على تهريب الآثار والسلاح والمقاتلين عبر حدودها مع سورية، واعتقلت قيادات مهمة تابعة لداعش.

 

هناك 4000+ أو أكثر من الدواعش أصولهم تركية، 3000+ منهم يتواجدون في تركيا، و800+ في العراق، عرفوا بقسوتهم وتنفيذهم لمهمات انتحارية وللتهريب.

 

تركيا أدركت أن حرب أمريكا ضد الإرهاب حرب بلا نهاية معلومة وبدون أهداف مضمونة. والكونغرس أعطى تفويضا لأوباما رهنه بأن يمر عبر المتخاصمين!

 

تركيا تحب طبخ علاقاتها السياسية مع العراق وسورية بنفسها، وتتحمل كل ما يترتب على ذلك من آثار. ومن لا يعيش إلا بفوضى الطائفية سيكون هو المنتفع.

 

الصراع في الجنوب التركي يفهمه قادة تركيا بهذا المنطق. التطرف خطر كبير، وتركيا لا ترغب في تشكل أي منظمة إرهابية بالقرب من حدودها! وأنه يجب معرفة الأسباب الحقيقية لظهور جماعات متطرفة، وعدم السماح لهم بالتشكل، لكن تريث تركيا جعلها تفاجأ بوجود المئات من الخلايا الداعشية النائمة.

 

تركيا في حيرة من أمرها تجاه من يحمل السلاح في الأنبار، هل هم داعش أم السنة العرب؟ وهي خجلة في إكمال التواصل وترتقب أول فرصة لسحب يدها.

 

تركيا فتحت قناة تواصل مع داعش من أجل رهائن قنصلية الموصل، وأخذهم الحوار الى أشياء من التفاهمات والمواثيق، “دع ما لي وأدع ما لك”!!

 

المخابرات التركية كاشفة لحركات داعش، والكثير من عوائل قيادات داعش مقيمة في تركيا، الأمر الذي جعلهم مصادر للمعلومات، فهي تعرف خلاياهم.

 

المخابرات التركية لديها خبرة في التعامل مع الفصائل المسلحة منذ أفغانستان والشيشان والفصائل العراقية عندما كانوا يتخذون تركيا محطة لهم.

 

اسطنبول وغازي عنتاب ومدن أخرى، الدواعش فيها تحت المراقبة، وكثير منهم يتقدم بالمعلومات، ونسبة كبيرة منهم تنتظر إجراءات الهجرة إلى أوروبا.

 

ربما من المرجح أن ترغب تركيا ودول الخليج العربي في تغيير مسارها تجاه الأسد بعد إصدار داعش الجديد “تركيا ونار القومية” الذي فيه إعلان الحرب على تركيا.

 

أقرأ أيضا