من يسعى لاغتيال الصدر؟

  قلوب ترتجف وعيون باكية وحزن سيطر على الجميع خوفا من فتنة يخشى وقوعها بين…

 

قلوب ترتجف وعيون باكية وحزن سيطر على الجميع خوفا من فتنة يخشى وقوعها بين لحظة واُخرى تكون نتيجتها مشاهد عنف ودماء تملأ الشوارع، هكذا يصف أحد أنصار التيار الصدري ماحصل حينما كشف زعيم التيار مقتدى الصدر أمام الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير، عن وجود تهديدات باغتياله وتصفيته من جهات لم يسمها بسبب مواقفه من الفساد ومشروعه الاصلاحي الذي مضى أكثر من عام على إطلاقه، فهذا المشروع خلق أعداء جددا للصدر من رجال دين وساسة وجدوا في دعوات الإصلاح ومحاربة الفاسدين، استهدافا لمصالحهم، فتراهم يعمدون في كل مناسبة التشكيك بنوايا الصدر ومشروعه الاصلاحي ويحاولون خلط الأوراق ليكون الشعب العراقي امام متاهة جديدة لا تميز بين من يعمل لخدمته ومن يسرق خيراته.

 

التهديدات باغتيال الصدر لم تكن الاولى، فقد كشف الصدر قبل أكثر من عام، عن وجود تهديدات مماثلة رافقت إطلاق مشروعه الاصلاحي من دون ان يسمي تلك الجهات أيضا، لكنه في هذه المرة لمح الى تلك الجهات في خطابه امام المتظاهرين بساحة التحرير وسط بغداد، عبر وصفها بأنها جهات تمتلك المال والسلاح، صنعتهم المناصب من خلال زرع الخوف في قلوب الناس، ومرة يذكر المحتل في إشارة الى أميركا والتحالف الدولي، كما أنه كرر اكثر من مرة هجومه على الفاسدين والطائفيين وسراق المال العام، ولَم يكتف الصدر بتلك التلميحات، حينما اشار ضمن خطابه الأخير الى أنه سيقف مع مساعي تقوية الجيش، ليكون هو الجهة الوحيدة كقوات رسمية، وهو ما يراه البعض دعوة صريحة لحل الحشد الشعبي ودعم رئيس الحكومة حيدر العبادي، الامر الذي ترفضه الكثير من الأطراف التي تعتبر بقاء الحشد جزءا من تحقيق الأمن في البلاد أو قد تكون هناك حسابات اخرى، فجميع تلك النقاط والتوضيحات التي تحدث عنها الصدر تحمل دلالات عن الجهة التي هددت باغتياله.

 

لكن الكاتب والسياسي المعروف حسن العلوي يرى في مقابلة تلفزيونية ان مخطط اغتيال مقتدى الصدر ليس بجديد، وأنه كان معدا منذ العام 2003، وبعد اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف، حيث يروي العلوي احداث لقاء جمعه بممثل المرجعيات الدينية في الكويت انذاك محمد باقر المهري بعد اشهر على دخول القوات الأميركية للعراق، وشخص عرفه المهري بأنه ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي.

 

ويوكد العلوي ان المهري طرح خلال اللقاء اغتيال مقتدى الصدر، كونه يشكل خطرا على الشيعة، وأصر على هذا المقترح، لكن ممثل خامنئي نقل رفض المرشد لاغتيال الصدر وضرورة التفكير بحلول اخرى، ويتابع العلوي ان المهري استمر بالدعوة لاغتيال مقتدى الصدر في كتاباته حتى وفاته في العام 2015، رواية العلوي توكد بما لا يقبل الشك بان ايران ليست لديها مصلحة باغتيال الصدر أو انها على الاقل لا تفكر بالتخلص منه في الوقت الحاضر، وهو عكس مايراه البعض كون زعيم التيار الصدري أعلن أكثر من مرة عن موقفه من الأطراف التي تدعمها، وهو ما يجعله في خط المواجهة معها.

 

وهنا يثار سؤال واحد، وهو من المستفيد من اغتيال الصدر وكيف ستكون ردود افعال أنصاره اذا وقعت الفتنة، وهو ما يجعل الصدر وقيادات تياره الشعبي امام مسؤولية كبيرة في الكشف عن تلك الجهات وتسميتها بشكل علني، كون الشعب العراقي لا يتحمل المزيد من الأزمات وإراقة الدماء.

 

إقرأ أيضا