مصادر لـ(العالم الجديد): واشنطن تحذر العبادي من تدخل جوي تركي حال إصداره أمرا بتحرير تلعفر

  كشفت مصادر سياسية مقربة من رئاسة الحكومة العراقية عن تلقي رئيس الوزراء حيدر العبادي…

 

كشفت مصادر سياسية مقربة من رئاسة الحكومة العراقية عن تلقي رئيس الوزراء حيدر العبادي اتصالا هاتفيا من السفير الاميركي في بغداد، دوغلاس آلن سيليمان، حذره فيه من تدخل جوي تركي في حال إعطاء امر تحرير قضاء تلعفر (غرب الموصل)، فيما فسرت كتائب حزب الله الأمر بمحاولة إبعادها عن عملية التحرير، واستبدالها بقوات أخرى كالجيش النظامي وجهاز مكافحة الارهاب، وفصائل الحشد الشعبي البعيدة عن ايران (المرتبطة بالمرجعية الدينية في النجف)، مستبعدة أية نية لأنقرة على مثل هكذا خطوة.

 

وقالت المصادر في حديث خاص لـ“العالم الجديد“ ان “سيليمان أكد للعبادي امتلاك واشنطن معلومات حول نية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التدخل بضربات جوية حول قضاء تلعفر في حال البدء بعمليات تحريره“.

 

وأضافت أن “أردوغان عقد اتفاقات سرية مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لمنع تمدد الحشد الشعبي في المناطق المحررة من تنظيم داعش المتطرف من جهة، وضمان حقوق التركمان من جهة اخرى“.

 

ودعا العبادي، الأسبوع الماضي، الرئيس التركي إلى عدم التدخل في شؤون العراق وذلك على خلفية تصريحات الأخير بشأن الحشد الشعبي.

 

وكان رجب طيب اردوغان قد وصف في مقابلة تلفزيونية في 20 نيسان أبريل الماضي، الحشد الشعبي بأنه منظمة إرهابية، محذرًا من دخول الحشد إلى قضاء تلعفر لترهيب التركمان.

 

وكشفت النائب عن التحالف الوطني نهلة الهبابي، السبت الماضي، عن تلقي حيدر العبادي رسالة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يهدد فيها بادخال القوات التركية الى قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل في حال اتخذ قرارا بتحرير القضاء الذي تحاصره قوات الحشد الشعبي منذ أشهر.

 

وكان القيادي في عصائب أهل الحق المنضوية في الحشد الشعبي جواد الطليباوي، قد قال أمس الاول الاحد، ان العبادي “عدل” عن قرار سابق، وقرر مشاركة الحشد في تحرير واقتحام قضاء تلعفر، مشيدا بقيادة العبادي ونجاحه في قيادة معارك تحرير محافظة نينوى والمدن الأخرى.

 

ويقع قضاء تلعفر غربي الموصل، ومعظم سكانه من التركمان الذين يتحدثون اللغة التركية، وقد أبدت تركيا قلقها بشأن أمنهم في اكثر من مناسبة.

 

من جهتها، استبعدت كتائب حزب الله العراقية، اقدام اردوغان على خطوة التدخل الجوي في تلعفر، مؤكدة ان اميركا تسعى لابعادها عن عمليات تحرير القضاء.

 

وقال مصدر بالكتائب رفض الافصاح عن هويته، في حديث لـ“العالم الجديد“ امس الاثنين، ان “كتائب حزب الله هي القوة الاساسية التي تحاصر تلعفر، وهي تتواجد في محورين غرب القضاء وشماله باتجاه العياضية“، لافتا الى أن “للادارة الاميركية هدفا آخر من وراء تحذير العبادي، وهو استبدال القوات التي ستحرر القضاء“.

 

واكد ان “واشنطن تريد اشراك الجيش العراقي وجهاز مكافحة الارهاب والحشد البعيد عن ايران في عملية تحرير قضاء تلعفر“، مبينا الى أن “فصائل الحشد التي تريد واشطن اشراكها والتي تراها بعيدة عن ايران هي، فرقة العباس القتالية وفرقة الامام علي ولواء علي الاكبر ولواء الطفوف وقوات وعد الله والجبهة التركمانية وحشد وزارة الدفاع والحشد العشائري“.

 

يشار الى أن هذه التشكيلات العسكرية ترتبط بشكل أو آخر بالمرجعية الدينية في النجف، وكان لها دور عسكري مباشر في تحرير العديد من المدن في غرب وشمال البلاد، لا سيما فرقة العباس القتالية التي تعتبر الفصيل الوحيد بين فصائل الحشد الشعبي الذي يشارك في معارك تحرير الساحل الايمن الى جانب قوات الفرقة التاسعة/ جيش عراقي.

 

يذكر ان مسلحي “داعش“ سيطروا على قضاء تلعفر، الذي يعتبر مدينة رئيسية للتركمان، في حزيران يونيو 2014 بعد اسبوع من سيطرتهم على مدينة الموصل.

 

ويعد قضاء تلعفر أكبر قضاء في العراق ويسكنه نحو نصف مليون عراقي من التركمان الشيعة والسنة، وسط مخاوف من اندلاع فتنة بسبب عمليات الثأر التي قد تنفذ بين الاهالي.

 

إقرأ أيضا