الامام الطبري.. أبو طبر!!

  في بلدة آمل, وهي عاصمة طبرستان, ولد نجم في سماء البلاد الاسلامية في العام…

 

في بلدة آمل, وهي عاصمة طبرستان, ولد نجم في سماء البلاد الاسلامية في العام 224هـ – 838 م. وهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب, المشهور بالطبري.

 

وهو غير الطبريين الاخرين: محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير، من علماء الشيعة في القرن الرابع وصاحب المسترشد في الإمامة, وكذا محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير من علماء الشيعة في القرن الخامس وصاحب كتاب دلائل الإمامة.

 

طاف هذا الرجل العالم الاسلامي من شرقه الى غربه, حيث ابتدأ في رحلة طلب العلم من مكان مولده, ثم زار مدينة الري وبغداد والبصرة والكوفة والشام حتى وصل الى مصر, بعدها استقر اخيرا في بغداد. ينهل من شيوخها وعلمائها.

 

أجمع علماء عصره ومن بعده على علميته وغزارة عطائه في عدة علوم, منها التفسير, والتاريخ, والنحو, والفلسفة, والمنطق, والجبر والمقابلة, والشعر. كانت له مزرعة في بلدته يأتيه منها مورد مالي, لذا عرف عنه انه كان يرفض هدايا الخلفاء التي لا يستطيع ردها, ورفض المناصب لانه تفرّغ للعلم. فقد درس المذاهب جميعا, ولكنه تخصص بفقه الشافعي, واتخذه مذهباً له, وافتى به ببغداد عشر اعوام, ثم أدى به البحث والاجتهاد الى تفرده بمذهبه الخاص، فقد اجاز للمرأة ان تكون قاضية في جميع الاحكام, وهو بذلك قد تقدم خطوة اخرى على الامام ابي حنيفة في أنه استثنى دورها القضائي في الحدود والقصاص لما في طبيعتها من عاطفة تؤثر عليها في اتخاذ حكم عادل، وتوفي في بغداد 310هـ – 922م , ودفن في “رحبة يعقوب”.. وهنا ستكون لي وقفة صغيرة:

 

في عام 2001 اذكر أن لجنة عالية المستوى في وزارة الثقافة اهتدت الى قبر الطبري المفقود, فعثر عليه في متنزه “حديقة الرحبي” الكائن في مدينة الاعظمية – شارع عشرين. وقد قامت الجهات انذاك ببناء قبر بسيط له، إلا انه بعد العام 2003 تعرض للاهمال, وتراكمت بعض النفايات حوله, فقمت بحملة تسليط الاضواء عليه من خلال مشروع دعوة للقراءة, كان ذلك في 19-7-2013. فأخذنا له الصور وأوصلناها للاعلام.

 

كثير من الناس لم يصدق ما ذكرناه في بادئ الامر, إلا انهم تراجعوا عن ذلك حينما زاروه, وتوجهت بعض قنوات الاعلام اليه, وقد قام احد سكان الاهالي بترميم القبر من جديد على نفقته الخاصة, وتحركت انا بشكل رسمي واتصلت ببعض الشخصيات المعنية, حيث قدمت طلبا رسميا بهذا الخصوص, الى كل من أمانة بغداد والوقف السني، حيث كانت عائدية الارض التي تضم قبر الامام الطبري تعود الى امانة بغداد, فيما طالبها الوقف بتحويل العائدية اليه كي يتمكن من بناء مقام يليق به, وتم لهم ذلك, حيث خرج ملف الامام الطبري وعليه رسم قطعة الارض بابعادها ووصل الى قسم التراث في الوقف -حسب علمي- ولم ينجز شيء منذ ذلك الوقت.

 

ومن طريف ما اذكر انني في احد الايام كنت انبه طلاب الثانوية – حينما كنت محاضرا- الى ضرورة التعرف لهذا الرجل، فسألتهم أتعرفون من هو الطبري؟

 

أجابني احدهم: اي استاذ, بمنطقتنا يسمونه أبو طبر..!!.

 

إقرأ أيضا