لماذا تأخر بيان النصر؟

  أتساءل كغيري من العراقيين عن أسباب تأخر رئيس الحكومة حيدر العبادي بإعلان بيان النصر…

 

أتساءل كغيري من العراقيين عن أسباب تأخر رئيس الحكومة حيدر العبادي بإعلان بيان النصر على تنظيم (داعش) وطرده من مدينة الموصل، رغم الاحتفالات التي شهدتها شوارع المحافظات العراقية وبعد يوم على تجواله في المدينة بساحليها الأيسر والأيمن، فترسم مخيلتي الكثير من الأفكار منها المتشائم ومنا المستبشر، لكن تاخر العبادي قد تقف وراءه الكثير من الأسباب وليس بقايا (داعش) في الموصل كما كررها خلال زيارته للمدينة المحررة، ومنها وهو الأكثر ترجيحا قد يكون البحث عن تسوية سياسية بين جميع الأطراف في الموصل وإيجاد حل مناسب لحكومتها المحلية التي تطالب بعض الجهات بحلها والمشكلة الآخرة إقناع رئيس حكومة اقليم كردستان مسعود البارزاني بعدم التدخل عسكريا او سياسيا في القضايا التي ستواجه الموصل بعد التحرير وعدم دعم اي جهة على حساب الاخرى، فإعلان البيان من دون إيجاد حلول لتلك القضايا قد يخلق الكثير من التوترات في المدينة ويفتح المجال للكثير من الأصوات التي ساهمت بسقوط المدينة لانتقاد العبادي وقد تتهمه بالاستعجال بإعلان النصر لتحقيق مكاسب شخصية.

 

قد يكون العبادي وضع جميع تلك الاحتمالات أمامه قبل التفكير بإعلان بيان النصر خاصة وان هناك جهات دولية تحت مسمى (التحالف الدولي) شاركت بعمليات التحرير ولديها مستشارين لن يتركوا القائد العام للقوات المسلحة ينفرد بقرار انتهاء معركة الموصل والقضاء على (داعش) من دون الرجوع اليهم، تاخر العبادي لم يمنع القوات الأمنية والمواطنين من الاحتفال بالنصر والخروج للشوارع وفِي للساحات العامة تعبيرا عن فرحتم بانتهاء فترة مظلمة من تاريخ العراق وهو ماجعل بيان النصر من دون فائدة فالعراقيون أعلنوا الانتصار بتلك الاحتفالات وبرفعها علم العراق وسط مدينة الموصل، وهذه هي المرة الاولى التي يتاخر بها العبادي في اعلان بيان النصر فجميعنا يتذكر حينما تحررت مدينة تكريت كيف وصل العبادي لمركز المدينة وأعلن النصر على الرغم من وجود (داعش) في وقتها بأطراف المدينة، وكيف أعلن الانتصار ايضا في الفلوجة والرمادي.

 

التأخر بإعلان بيان النصر أحرج العبادي امام المقاتلين والمواطنين وهو ما دفعهم الى حسم المعركة وهزيمة (داعش) من دون بيان رسمي حكومي وهي نقطة تحسب ضده رغم الانتصارات التي تحققت في عهده، لكن هذا لا يعفيه من مواجهة الشعب وإعلان الأسباب الحقيقة وراء تاخر الموقف الحكومي ليكون بعيدا عن الاتهامات والمساومات على حساب القضية الوطنية فسيادة رئيس الوزراء مطالب الْيَوْمَ بالكشف عن تلك الأسباب وفضح الجهات التي تضغط عليه سواء كانت دولية او شخصيات سياسية من الداخل كال النجيفي او البارزاني او غيرهم من الذين يسعون للحصول على مكاسب شخصية او إيجاد مكانة لهم في الموصل بعد التحرير، وعلى الرغم من ان بيان النصر اصبح لا معنى له بسبب طول الانتظار، لكن يبقى السؤال ماهي أسباب التاخير ومتى سيتم كشفها؟.

 

إقرأ أيضا