ماذا يفعل خميس الخنجر في بغداد؟

 

سؤال طالما حاول الإجابة عليه الكثير من الكتّاب وناشطو التواصل الاجتماعي وجيوش الكترونية من هذا الصوب وذاك الصوب كما يقال.. وذهبت الافكار شتى الاتجاهات.

 

لكن المتابع الحصيف والمحايد يستطيع ان يرصد حركة تحوّل سياسي على مستوى الاحزاب السياسية نفسها من الداخل والخارج وعلى مستوى رؤية العبادي رئيس الوزراء والقيادي في حزب الدعوة من التسويات السياسية القادمة لمرحلة مابعد داعش الإرهابي.

 

وجود الأمين العام للمشروع العربي في العراق خميس الخنجر في بغداد، ليست بدعة سياسية، وانما هي في إطار الحراك السياسي على إيقاعات الإنتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة البطلة على داعش الإرهابي أولا وفي الرؤية السياسية المطلوبة لمرحلة التوافقات الوطنية ثانيا والإتجاهات الأميركية والعربية للملمة اللوحة السياسية العراقية لتكون قادرة على أن تحتوي التحديات القادمة وهي، بناء عملية سياسية جديدة قائمة على توازنات وطنية جديدة والشروع في “مارشال” إعمار البلاد ومايتبع هذا المارشال من معالجة المشكلات الاجتماعية والإقتصادية البنيوية التي عانت وتعاني منها البلاد منذ 2003.

 

وجود الخنجر في بغداد هو الطبيعي.

 

وجود قوى اخرى خارج العملية السياسية في بغداد هو الطبيعي.

 

والاتفاق على برنامج وطني للإنقاذ هو الطبيعي.

 

وكل ماسوى هذه “الطبيعيات ” هو نتاج سياسات حكومية اقصائية سابقة ، أدت بالبلاد الى ماهي عليه من خراب وضياع الأرض والإفلاس والمشكلات الإجتماعية الأشد عمقا ً وخطراً على البلاد والعباد ومستقبل الأجيال القادمة.

 

العبادي الذي يقود بحذر عملية تحوّل بطيئة جداً على مستوى محاربة الفساد والتسويات الوطنية، يحاول أن يقترب من الخطوط التي كانت حمراء في زمن مضى، والتي يريد ان يحولها خضراء خارج المنطقة الخضراء المتخمة بالمافيات السياسية التي تحاول أن تبقي الأوضاع على ماهي عليه بحرسها القديم “راكبة ” موجة الإنتصارات العسكرية على الإرهاب، بل تحاول أن تخطف بريق النصر، غير الناجز حتى الآن، من صنّاعه!!

 

بعض القوى السنيّة لاتريد أن ترى الخنجر في بغداد خشية أن يطيح وجوده بشعاراتهم التي طالما صدّعوا رؤوس الناس بها بوحدانية التمثيل رغم ان الرجل بيده مشروعا وطنيا يتطابق مع تطلعات الناس المحتجة على الفاسدين و”قادة” الهزيمة بامتياز ومنخرطا في عملية سياسية  بنسخة جديدة مصححة!!

 

بعض القوى الشيعية رحبت وترحب بوجوده في بغداد ولها علاقات ممتازة معه بل هي لعبت وتلعب دوراً أيجابياً في تقريب وجهات النظر المختلفة حول القضايا الستراتيجية التي تهم مستقبل البلاد.

 

لاحاجة للسؤال عن ماذا يفعل الخنجر وغيره من قادة سياسيين في بغداد ، لأن المنطق يقول “هذا هو الصحيح ” وغيره يعني “بقاء الحال على ما هو عليه “.

 

القوى المعارضة من الشيعة والسنّة وإن كانت غير مؤثرة ت إلا انها ستصل الى الحقيقة التي وصلتها القوى الايجابية من الطرفين وهي أن لاخيار لنا غير التفاهم الوطني على ثوابت وطنية هي مقارعة الارهاب والفساد وبناء عراق ديمقراطي مبني على أساس المواطنة وإحترام حقوق الإنسان.

 

هذا هو الطريق الصحيح الذي سيكون فيه الجميع في بغداد دون إثارة الأسئلة عن الأسباب.

 

فبغداد لكل العراقيين وإن إختلفوا.

 

وفي غير ذلك يكون أي حديث عن إصلاح سياسي مجرد شعارات ، ولن يكون حصاد الإنتصارات على الإرهاب الا بيدرا لايرضي الجميع!

 

 

أقرأ أيضا