الفلوجة: الجوامع تحشد للقتال وتحذر من دخول الجيش والمسلحون لا يتركون الشوارع.. ومدنيون: تورطنا بالبقاء

الفلوّجة خارج كل شيء. المدينة لا يدور فيها سوى الأشباح وشبّان يحملون على ظهورهم أسلحة، ولا أحد يعرف إلى أي جهة ينتمي هؤلاء. القذائف تسقط دون توقّف. والذين تبقّوا ولم ينزحوا إلى المدن يشعرون بالندم، لأنهم لا يعرفون ما الذي سيجري على وجه التحديد.

الجوامع وحدها من تحشّد للقتال. تتداخل أصوات الدعوات ببعضها بعضا في مدينة المساجد، التي من المقرر أن تصبح محافظة.

اتصل حميد الفلوجي، مراسل \”العالم الجديد\”، بالصحيفة لمدّة دقائق معدودة. بدا صوته مرتبكاً، وخائفاً، وقال على عجل ما يحصل. واعتذر عن إرسال التصريحات بسبب غياب خدمات الانترنيت والهاتف والكهرباء.
المدينة بلا أي شيء، فقط صوت الرصاص والملثمون والأدعية: \”برداً وسلاما\”.

يقول الفلوجي \”بالضبط لا نعرف ما الذي سيحصل، من المقرر أن يدخل الجيش، هذا ما سمعناه على الأقل من خلال الجوامع\”، ويضيف \”لكن دخول الجيش سيجعل النار تقترب منا أكثر فالمسلحون لا يتركون الشوارع\”.

وتنقل وكالة رويترز عن مسؤول أمني كبير أن الأوامر صدرت \”ببدء قصف المدينة بالمدفعية والطائرات لاكتشاف القدرات المحتملة للمسلحين داخل الفلوجة ومحاولة العثور على فجوة للنفاذ إلى المدينة\”، ويوضح المسؤول \”تتمركز قوات ومقاتلون عشائريون في مواقعهم على مسافة 15 دقيقة فقط خارج الفلوجة\”.

وينتظر الجيش \”الكلمة النهائية التي يجب أن تأتي من المالكي نفسه\” للدخول إلى الفلوجة، بحسب المصدر الأمني. لكن المالكي، بحسب الوكالة، يواجه ضغطاً دولياً يحذره من دخول الفلوجة، لأنه \”تلقى اتصالات هاتفية من سفراء عدد من دول المنطقة تحثه على عدم اقتحام المدينة\”.

ويتابع الفلوجي حديثه \”كنت مخطئاً، كان عليّ الخروج من المدينة وعدم توريط عائلتي في البقاء، لا أعرف ما الذي أبقاني\”. صوت حميد يأتي متقطّعاً.

ويأتي إعلان ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه إياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق، متناسقاً مع كلمات الفلوجي، حيث يصف الفلوجة بـ\”المنكوبة\”.
ويقول بيان ائتلاف الوطنية الذي تلقّت \”العالم الجديد\” نسخة منه، إن \”أهالي الفلوجة يعانون أوضاعاً إنسانية متدهورة يندى لها جبين كل عراقي غيور على وحدة البلاد وحماية مستقبلها\”.
ويضيف \”لابد من التذكير أن عشائر الأنبار الأصيلة هي التي دحرت الإرهاب وتنظيم القاعدة في العراق بأجمعه، ومن غير المعقول أو المقبول أن يسود السلام ودحر داعش بمعزل عن هذه العشائر الكريمة وبحلول سياسية من شأنها توحيد المجتمع وتعبئة الطاقات كلها ضد الإرهاب\”.

ويشير البيان إلى أن \”الفلوجة مدينة منكوبة\”، معلناً أن ائتلاف الوطنية \”سيوجه وفوداً بشكل فوري إلى كل من الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر لإسداء المساعدات الإنسانية اللازمة للعوائل المهاجرة بعد أن عجزت عن هذا الجهات الحكومية\”.
وكانت قوات عسكرية عراقية – أمريكية اجتاحت الفلوجة العام 2004 عندما كان إياد علاوي رئيسا للوزراء.

وتتحدّث تقارير عن نزوح نحو 80 بالمائة من سكان الفلوجة إلى مناطق آمنة.
وبحسب مصادر صحفية، فإن المجاميع المسلحة التي تسيطر على المدينة تنضوي تحت تنظيم \”القاعدة\” ومجاميع مقربة من حزب \”البعث\” المحظور، بالإضافة إلى تنظيم \”الدولة الإسلامية في العراق والشام\” الذي يعرف باسم داعش.

لكن مجلس عشائر الأنبار، يبثّ عبر تويتر قيامه بعمليات ضد الجيش العراقي باستمرار، وفي بعض الأحيان، يسبق تنظيم القاعدة المجلس بإعلانه العمليات ضد الجيش.

إقرأ أيضا