العراق يعتمد ثلاث خطوات لانهاء «عقدة» مخيم الهول السوري

تسعى الحكومة العراقية إلى حسم ملف مخيم الهول السوري في محاولة لتفكيكه وإعادة جميع قاطنيه الى أراضيهم، إلا أن تلك المساعي تصطدم بتحذيرات من “قنبلة موقوتة” قد تعيد احياء داعش من خلال تهريب بعض القادة المتواجدين في المخيم.

ومع الخلافات التي تندلع بين فترة واخرى داخل المخيم وحمل علني للسلاح، كشف عضو لجنة الامن النيابية النائب ياسر اسكندر، اليوم الأحد، عن وجود 3 خطوات عراقية لإنهاء عقدة مخيم الهول السوري.

وتتخوف الاوساط السياسية والامنية في العراق، من استخدام الدواعش في مخيم الهول من قبل امريكا كورقة لخلخلة الوضع الامني من جديد.

إذ قال اسكندر، إن “العراق اولى البلدان التي نوهت وبشكل مبكر الى خطورة مخيم الهول السوري في الشرق الاوسط واعتبره قنبلة بشرية موقوتة قد تثير الفوضى في عواصم دول عدة خاصة مع وجود الاف الارهابيين الذين ينتمون الى قرابة 30 جنسية اجنبية “.

وأضاف أن “العراق ومن خلال لجنة مركزية بادارة الأمن القومي اعتمد 3 خطوات في ادارة الملف وفق ما يلبي مصالح البلاد من خلال اعادة الاسر العراقية بعد تدقيق شامل وزجها في برنامج خاص مع السعي الحثيث الى تعقب المتهمين من عتاة الارهاب واستعادتهم لينالوا جزاهم العادل امام المحاكم العراقية”.

وأشار إلى أنه “مع عودة مئات الاسر لم تسجل حتى الان اي اشكاليات ونحن في متابعة مستمرة”، لافتا الى ان “العراق يضغط باتجاه انهاء ملف الهول السوري ودعوة بقية البلدان لاخذ رعاياها وتقديم كل الإرهابيين للقضاء لوضع حد لملف لايزال مصدر قلق ليس في بغداد بل المنطقة برمتها”.

وكشف تقرير لموقع ميدل ايست فورم البريطاني، في 4 نيسان أبريل الجاري، عن مواجهات وحمل علني للسلاح داخل قسم العائلات الأجنبية في مخيم الهول، مبينا أن عناصر داعش قد هاجموا خيمة تابعة للصليب الأحمر الدولي وهم يغطون وجوههم ويخرجون ويهاجمون حيث يقولون إن الهول هي إحدى قواعدهم و جزء مهم من بنيتهم التحتية”.

وكانت مصادر مطلعة كشفت في 11 آذار مارس الماضي، عن اشتداد حدة الخلافات بين اسر قادة وعناصر داعش في مخيم الهول، وسط معلومات تفيد أن عدد كبير من هذه الاسر ترغب بالبقاء في سوريا كون جميعهم مطلوبين للقوات الامنية والعشائر على خلفية ارتكابهم عمليات قتل وتفجير وتهجير ضد سكان المحافظة إبان غزوهم لمدن الانبار.

يشار إلى أن القيادي في الاطار التنسيقي عدي عبد الهادي أكد، 5 فبراير شباط الماضي، بان أمريكا تريد إعادة فتح ممر سري للهول السوري باتجاه العراق من خلال قصف غربي الانبار، حيث ان وجود الحشد الشعبي في هذه المنطقة بمثابة خطر على المخططات الامريكية، التي تريد نقل الارهابيين بشتى السبل وخلق ممرات سرية لتدفقهم”.

ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا  73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.

وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.

وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وقال النائب محمد كريم في وقت سابق لـ”العالم الجديد”، إن “هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش”.

ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.

وكانت “العالم الجديد”، قد نشرت تحقيقا حول مخيم الهول السوري، وكشفت فيه عن أعداد العراقيين والسوريين وأتباع الجنسيات الأخرى المتواجدين فيه.

إقرأ أيضا