بين «عشوائية الاستيراد» و«رداءة الطرق».. 8 ملايين سيارة في العراق

باتت عشوائية استيراد السيارات تخنق الشوارع وتعطل الأعمال في العراق في ظل ازدحامات مرورية خانقة  تتسبب في شلل حركة السير خصوصا أثناء ساعات النهار، مما يثير تذمرا واسعا لدى العراقيين.

وقد استمرت مشكلة الزحام المروري مستعصية على مدى السنوات الماضية، بعدما عجزت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 على حلها، لتتفاقم مع زيادة أعداد السيارات، وانتشار نقاط التفتيش وقطع الطرق بالحواجز الإسمنتية، حيث أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق فاضل الغراوي، اليوم الخميس، أن عدد السيارات تفاقم ليصل الى 8 ملايين سيارة في عام 2024.

ويتكبد العراق خسائر سنوية تصل إلى نحو 500 مليار دينار (نحو 342 مليون دولار) جراء الاختناقات المرورية التي تعاني منها العاصمة العراقية بغداد وحدها، جراء عمليات الهدر اليومي بالوقود، بحسب تقرير لمؤسسة عراق المستقبل للدراسات والاستشارات الاقتصادية.

إذ قال الغراوي في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، إن عام 2024 سجل ارتفاعا بنسبة 1.9 وفي عام 2023 بلغت نسبته 1.8% عن سنة 2022 وتبلغ كثافة السيارات بحدود سيارة واحدة لكل 5.55 أشخاص في عام 2024 وبحدود سيارة واحدة لكل  5.43 أشخاص في عام 2023  وبحدود سيارة واحدة لكل 5.42 أشخاص في عام 2022 ” .

ورأى الغراوي، وفقا لتقارير وزارة التخطيط ومديرية المرور العامة وبحسب البيانات ومعدلات النمو لعدد السكان في العراق الذي قد يصل الى 50 مليون شخص وكثافة السيارات لكل مجموعة اشخاص فمن المتوقع أن تبلغ أعداد السيارات في العراق بحلول 2030 أكثر من 10 ملايين سيارة”.

وأكد الغراوي، أن “ارتفاع عدد السيارات سيؤدي الى الضغط على البنى التحتية للطرق والجسور، إضافة الى الكلف الكبيرة لاستيراد السيارات، والتأثير البيئي الذي تسببه المتمثل بانبعاثات الكربون من السيارات اضافة الى زيادة حوادث السيارات وزيادة حوادث السير وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بين المواطنين اضافة الى الازدحامات المرورية  الخانقة”.

وطالب الغراوي، الحكومة بـ”اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف استيراد السيارات لمدة خمسة سنوات، ومعالجة الاختناقات المرورية وإنشاء طرق حلقية وطرق دولية تستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من السيارات والزام اصحاب المركبات باستخدام السيارات الصديقة للبيئة” .

وتشهد شوارع العاصمة بغداد اختناقات مرورية، خصوصا عند التقاطعات ونقاط التفتيش المنتشرة في معظم المناطق أو بسبب مرور المواكب لبعض النواب الوزراء، ما يخلف ضغوطًا نفسية على المواطنين، فضلاً عن ضياع الوقت خلال الانتظار الطويل في طريق الوصول إلى أماكن عملهم، أو الدوائر الحكومية التي تقدم الخدمات المختلفة.

وكان مجلس الوزراء أصدر، في 26 آذار مارس الماضي، جملة من القرارات منها اعتماد توقيتات بدء وانتهاء ساعات الدوام الرسمي في مقر الوزارات ومقار تشكيلاتها والجهات غير المرتبطة بوزارة في العاصمة بغداد لمدة ثلاثة أشهر، على سبيل التجربة بعد عطلة عيد الفطر، فضلا عن الاعتماد على النقل الجماعي للموظفين بنسبة 30 بالمئة للحد من الزحامات المرورية.

ومنذ أكثر من عام، بدأت حملة كبيرة لفك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، عبر مشاريع عدة، أهمها إنشاء مجسرات وأنفاق، ودخلت بعضها الخدمة فيما لا تزال الأخرى قيد الإنشاء.

ودخلت العاصمة ملايين السيارات في العقدين الأخيرين، من دون أية توسعة في شبكة الطرق والجسور، ولا أي تحديث بوسائل النقل العام، في ظل قطع مستمر للعديد من الطرق الرئيسة والفرعية، لأسباب مختلفة بينها الأحداث الأمنية والتجاوزات عليها وتحويل بعضها لأماكن وقوف.

وبحسب الإحصائيات، فإن العراق استورد في العام الماضي 2023، أكثر من 15 ألف سيارة أمريكية (وارد أمريكي) بقيمة بلغت 229 مليون دولار، في حين يقدر حجم سوق العراق من الاستيراد السنوي بنحو 100 ألف سيارة سنويا، ويبلغ عدد السيارات المسجلة أكثر من سبعة ملايين سيارة.

وكان رئيس مؤسسة “عراق المستقبل” للدراسات والاستشارات الاقتصادية منار العبيدي، قد توقع في وقت سابق، بلوغ عدد سيارات القطاع الخاص في العرق لغاية نهاية 2030 بحدود 9.5 ملايين سيارة في جميع أنحاء البلاد نتيجة الارتفاع الحاصل بأعداد السكان السنوية والتي من المتوقع أن تصل نهاية العام 2030 إلى أكثر من 51 مليون نسمة في العراق.

وكانت شركة “Focus 2 Move” المتخصصة بتقديم البيانات الخاصة حول السيارات، قد أعلنت في 23 كانون الأول ديسمبر 2023، في تقرير لها، اطلعت عليه “العالم الجديد”، إن سوق مبيعات السيارات في العراق استمر بالارتفاع لشهر تشرين الثاني نوفمبر 2023 بزيادة قدرها 25.2 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مبينة أن شركة كيا جاءت بالمركز الأول من حيث المبيعات، حيث تم بيع 27 ألفا و325 سيارة منذ بداية العام 2023 وحتى شهر تشرين الثاني نوفمبر بزيادة 12.1 بالمئة، تليها شركة تويوتا بمبيعات 26 ألفا و80 سيارة، في حين جاءت هيونداي بالمركز الثالث بمبيعات 12 ألفا و195 سيارة.

وبحسب التقرير أيضا، فقد جاءت MG الصينية رابعا بمبيعات 10 آلاف و779 سيارة، وجاءت بالمركز الخامس شوفرليت بمبيعات 4392 سيارة، وشيري بالمركز السادس 3176 سيارة، ومن ثم جاءت سوزوكي سابعا بـ2927 سيارة.

إقرأ أيضا