صحفيات يطلقن حملة لجمع مليون عبوة بلاستيكية.. فهل تعالج التلوث؟ 

أطلقت منظمة صحفيات من أجل المناخ، حملة تطوعية لجمع مليون علبة بلاستيكية فارغة، ضمن خطوة تهدف لدعم الجهات الداعية لمناخ نظيف، وإعادة تدوير المواد البلاستيكية المستخدمة لتشجيع الاستثمار الوطني، إضافة إلى المساهمة بخلق بيئة خالية من التلوث حملت شعار “بالتدوير نصنع التغيير”.

ولقيت هذه الحملة رواجا ودعما من بعض أصحاب المطاعم والمقاهي والأسواق، غير أن مختصين يلفتون إلى أن حجم التلوث في البلاد لا يمكن أن تعالجه حملات تطوعية محدودة النشاط.

وتقول رئيسة المنظمة الصحفية خلود العامري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هذه الحملة التي انطلقت في الثامن من شباط فبراير الماضي، تهدف لجمع مليون عبوة بلاستيكية فارغة وتقتصر الحملة على العاصمة بغداد في الوقت الحاضر”.

وتضيف العامري، “إلى جانب صحفيات المنظمة هناك مشاركة من طالبات في كلية الإعلام بهذه الحملة، وقد بدأنا بالاتفاق مع أصحاب المطاعم والأسواق على جمع العلب البلاستيكية الفارغة وعدم رميها، بعد أن قمنا بتوعيتهم بأهمية الحفاظ على هذه العلب”.

وتشير إلى أن “الحملة تندرج ضمن الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ونحن فخورات بالجهود الكبيرة التي بذلها فريقنا في مجال التوعية، وكذلك هناك تعاون من القطاع الخاص مع الحملة”.

وتؤكد العامري، أن “هناك استجابة كبيرة من أصحاب المطاعم والمقاهي والأسواق لحملتنا حيث قاموا بجمع العلب الفارغة، وبدورنا نأتي لاستلامها وإرسالها إلى معامل التدوير مجانا”.

وتواصل “يعد البلاستيك من أكبر الملوثات في بيئة العراق، كونه لا يتحلل بالتربة، ومن هنا وقع اختيارنا عليه للفت نظر الجهات المسؤولة إلى مخاطر التلوث البيئي الكبير الذي تتسبب به هذه المادة، لتأخذ هذه الجهات دورها المسؤول، فضلا عن توعية المواطنين بمخاطر التلوث”.

يشار إلى أن العاصمة بغداد وعلى الرغم من أنها الأصغر بين المحافظات من ناحية المساحة، بيد أنها تحتوي أكبر نسبة تلوث في البلاد، كما أنها تضم العديد من المعامل والمصانع والأنشطة الصناعية المختلفة التي تسهم بدورها في التلوث البيئي.

وحسب خبراء، فإن هناك ارتفاعا كبيرا بمعدلات التلوث البيئي في بغداد، إذ وصل إلى مستويات عالية تناهز 173 وحدة في مقياس درجة تلوث الهواء (AQI)، أي ما يعادل 11 ضعفا عما كان عليه المؤشر أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

ولكسب مزيد من الدعم والتواصل مع حملة المنظمة، تم تزويد أصحاب القطاع الخاص بأرقام هواتف من أجل التواصل في جمع العلب الفارغة، الأمر الذي استساغه كثيرون، ومن بينهم الكابتن كوثر حسن، المدربة في إحدى القاعات الرياضية.

وتوضح حسن، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنها “تتابع حملة الصحفيات عبر صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بهن، واستهوتني الفكرة وأسلوب الطرح، ولشغفي بأن أرى بلدي نظيفا وخاليا من التلوث دفعني للتعاون مع الحملة عبر متابعة الصفحة وما تنشره من نشاطات”.

وتشرح “يتم غالبا استهلاك المئات من قناني الماء الفارغة في القاعات الرياضية، ما دعاني لجمع القناني الفارغة وتسليمها إلى أصحاب الحملة، بعد إدراكي لأهمية تدوير هذه العلب وما يحققه ذلك من مردود اقتصادي للبلاد، بالإضافة للمساهمة بمحاربة التلوث”.

حملة الصحفيات هذه، سبقها في العام الماضي إجراء حكومي مشابه، لكنه إجراء خجول، شاركت به دائرة البيئة في محافظة ذي قار بالتعاون مع دائرة بلدية الناصرية، دون التوصل إلى نتائج ملموسة، بل اقتصر على محاضرات بمخاطر التلوث فقط للشركات الصناعية في المحافظة.

وبحسب معنيين، فإن الإجراءات الحكومية بخصوص البيئة والمناخ تكتفي بعبارات التوعية التي لا تعدو عن كونها إسقاط فرض وحسب، ولا تفضي إلى وضع قواعد تسفر عن نظام بيئي مستقر، فيما تفتقر وزارة البيئة إلى صلاحيات وتشريعات جديدة تواكب الوضع الجديد للتغلب على الخطر البيئي، لاسيما أن العديد من المصانع والمعامل شيدت بمناطق سكنية في العاصمة.

بدوره يلفت جمال محمد، صاحب معمل للتدوير في منطقة التاجي شمال غربي بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “أصحاب معامل التدوير اعتادوا على تسلم العلب البلاستيكية من جامعيها (الدوارة)، حيث نشتري جميع أنواع البلاستيك، كقناني المياه الفارغة والمساحيق والإنبولات وخراطيم المياه وغيرها”.

ويبين “نقوم في البدء بفرم البلاستيك، ونعرضه بعد ذلك لعمليات غسل وتجفيف، ثم نقوم بإعادة صناعة البلاستيك كحبيبات ناعمة، ومن ثم تحويلها إلى أباريق ماء أو سلال أو أقفاص أو إطارات وغير ذلك وبيعها في الأسواق”.

يشار إلى أن القناني والعبوات البلاستيكية تعد من أفضل المنتجات البلاستيكية قابلية للتدوير، ولذلك تفضلها معامل التدوير على غيرها لسهولة معاجلتها وإعادة تصنيعها وتحويلها إلى منتجات أخرى، كما أنها الأكثر انتشارا في جميع المدن.

إقرأ أيضا