مصورون وصحفيون دون شخصيات أمنية.. وفد السوداني لواشنطن يثير الجدل

أثار خلو الوفد الحكومي “الضخم” المرافق لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية، من الشخصيات الأمنية، انتقاد الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، في الوقت الذي يسعى فيه العراق لإنهاء تواجد قوات التحالف الدولي من البلاد.

وضم الوفد المكون من 135 شخصا، يبدأ من طاقمه الوزاري مرورا بأعضاء مجلس النواب ومستشاريه الخاصين وكذلك رجال أعمال، وصولا الى عدد من المحللين السياسيين والإعلاميين، ومصورين وصحفيين، انتهاء بربان وطاقم الطائرة الرئاسية.

وغادر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، العاصمة بغداد متوجهاً إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، فيما اعتبر السوداني في مقال كتبه مؤخرا، اللقاء الذي سيجمعه مع الرئيس جو بايدن خلال زيارته الى الولايات المتحدة الأمريكية “ستكون فرصة لوضع الشراكة الأميركية العراقية على أساس جديد وأكثر استدامة”.

وأكد الناشطون، أن “غياب الشخصيات الأمنية دلالة على أن موضوع انهاء تواجد التحالف الدولي لن يطرح ويناقش خلال الزيارة وانما سيقتصر على تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي، أي انها ستركز على  تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة وليس العكس”.

إلى ذلك، رأى بعض الناشطين، أن “توقيت الضربة الإيرانية لإسرائيل دلالة على ان الفصائل المسلحة لم توافق على زيارة السوداني لواشنطن”.

وشنت إيران، ليلة أمس السبت، هجوما على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل حوالي أسبوعين، بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي.

ومن المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 15 نيسان أبريل المقبل، حيث تعد هذه الزيارة الأولى التي يجريها السوداني لواشنطن منذ توليه المنصب في بغداد أواخر عام 2022.

من جهة اخرى، أفادت مصادر مطلعة، اليوم الأحد، بأن وفد السوداني، ضم اسماء خلافية، خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية ضمتهم في وقت سابق الى قوائم العقوبات، ومن بينهم عباس اسد مالك شركة فلاي بغداد، اضافة الى نمير العقابي صاحب مجمع بوابة العراق، والمرتبط بقيادات سياسية نافذة، ويحضر ايضا، المستثمر سعدي وهيب القادم بقوة للاستثمارات النفطية، كذلك يحضر ابراهيم البغدادي عن رابطة المصارف العراقية واحد نوابه، اضافة الى عقيل مفتن صاحب مصرف الاتحاد”.

وعلى الرغم من توفر مقاعد في الوفد لاعلاميين من فضائيات مختلفة، الا ان المغايرة هو غياب مدير مكتبه الاعلامي ربيع نادر، والمعروف عن السوداني تفضيل حضوره في الدعوات الخارجية.

ورغم اهمية تمثيل المرأة في وفود من هذا النوع، لكنها لم تكن حاضرة الا عن طريق مستشارة شؤون المرأة شهباء احمد.

وتساءل ناشطون عن اسباب وحود محللين سياسين وصحفيون في الوفد المرافق للسوداني، لاسيما وانهم لا يقدمون للحكومة سوى الثناء في مجمل المواقف التي يصدرونها.

وضم الوفد ايضا مستثمرين، الامر الذي يشير إلى ان السوداني سيركز على الجانب الإقتصادي وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتجري بغداد وواشنطن جولات من المحادثات المشتركة لإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، إذ عقدت الجولة الأولى، في 27 يناير الماضي، فيما أفضت الجولة الأولى إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها، إلى جانب الانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية وقد بدأت اللجنة أعمالها في 11 فبراير شباط الماضي.

وتأخرت كثيرا زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى البيت الأبيض ولقاؤه الرئيس الأميركي بايدن، وربما هذا التأخير جعل الملفات التي يفترض أن يناقشها الطرفان أكثر تعقيدا كونه يأتي في ظروف متوترة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتداخل ملفات العلاقة بين العراق والولايات المتحدة مع تعقيدات الحرب ضد غزة.

إقرأ أيضا