مع زيارة السوداني لواشنطن..وزير الدفاع يؤكد على ضرورة التعاون مع التحالف الدولي

ترسم زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن سيناريوهات جديدة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، لاسيما بعد ركن السوداني ملف انهاء تواجد التحالف الدولي في العراق والاكتفاء بالتزام بمخرجات اللجنة المشتركة بين البلدين، وسط احتمالات من دخول فصائل مسلحة عراقية طرفا في الصراع بين إيران وإسرائيل، لاسيما بعد تصريح أبوعلي العسكري بأنهم ينتظرون أوامر من المرشد الأعلى للرد.

ومع تلك التوترات، أكد وزير الدفاع الاتحادي ثابت العباسي، اليوم الأربعاء، على ضرورة بقاء التعاون والتنسيق الاستخباري مع التحالف الدولي وكذلك بما يخص الإسناد الجوي.

وتعول الأوساط السياسية وتحديدا قوى الإطار التنسيقي، على طرح ملف إنهاء تواجد قوات التحالف الدولي على الأراضي العراقية، لاسيما بعد الهجمات الأمريكية التي طالت قادة من الفصائل المسلحة في العراق.

إذ قال العباسي خلال مؤتمر صحفي عقده في السليمانية، تابعته “العالم الجديد”، إن “الجانب العراقي كان لديه عقود جاهزة حول عملية تجهيز الأسلحة لطيران الجيش ومجالات الدفاع الجوية، وقد تم التوقيع من قبل الجانب الأمريكي وممثل وزارة الدفاع الاتحادي.

وأضاف أن “اللجان العسكرية قطعت أشواطاً مهمة مع التحالف الدولي، وهناك جلسات قريبة أخرى لإنضاج الاتفاقات المقبلة”، مؤكدا على ضرورة “بقاء التعاون والتنسيق الاستخباري مع التحالف الدولي وكذلك بما يخص الإسناد الجوي”.

وأشار إلى ان “اللجان العسكرية العراقية قطعت شوطا مهماً مع التحالف الدولي بعد جلستين من المفاوضات”، مؤكدا أن “الاتفاق نضج بين الطرفين وهنالك اجتماعات قريبة أخرى”.

والتقى السوداني، في 15 أبريل نيسان الجاري، الرئيس الأمريكي جو بايدن في إطار زيارة رسمية طال انتظارها إلى واشنطن، وأكد رئيس الحكومة العراقية خلال اللقاء: “نعمل على الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع أمريكا”، وفيما أوضح أن “العلاقات الأمريكية العراقية وصلت لمنعطف مهم ونهدف إلى بحث الشراكة”، لفت إلى أن “زيارة أمريكا تأتي بعد وقت حساس وتظهر أهمية العلاقات بين الجانبين”، موضحاً أن “وجهات النظر الأميركية والعراقية قد تكون متباينة بشأن ما يحدث في المنطقة، ونريد وقف اتساع الصراع”.

وبخصوص الوجود الأمريكي في العراق، أشار السوداني إلى أن العراق ملتزم بنتائج اللجان المشتركة لتقييم موقف القوات، فيما أكد الرئيس الأمريكي من جهته، أن بلاده ملتزمة بحماية مصالح أمريكا وشركائها في المنطقة بما في ذلك العراق.

وتجري بغداد وواشنطن جولات من المحادثات المشتركة لإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، إذ عقدت الجولة الأولى، في 27 يناير الماضي، فيما أفضت الجولة الأولى إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها، إلى جانب الانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية وقد بدأت اللجنة أعمالها في 11 فبراير شباط الماضي.

وكان مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة السوداني لواشنطن جاءت لتفعيل العلاقات العراقية الأمريكية وتفعيل بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تتعلق بآفاق عديدة كالتربية والتعليم والصحة والانتقال نحو شراكة اقتصادية مستدامة كما أكد السوداني والانفتاح على الاستثمارات وإعادة بناء القاعدة الصناعية وتطوير الزراعة عبر التنسيق مع الشركات الأمريكية، وعن مطلب انسحاب القوات الأمريكية، أكد بأن “الوضع سيبقى كما هو، فالتحالف الدولي وجد لوجود داعش وعندما تنتفي الحاجة لوجود هذه القوات يتم إجلاؤها تدريجيا وتتم عودتها إلى دولها، أما في ما يتعلق بالاستمرار مع الشركات الأمريكية للأسلحة والتدريب فهذا مهم وهو ضمن الاتفاقية”.

يشار إلى أن  إيران قد ردت، ليلة السبت الماضي، على الاستهداف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق، عبر عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة الموجهة نحو إسرائيل، وأثار هذا التطور قلقا كبيرا من توسع رقعة الحرب ودخول الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران فيها.

وكان مسؤول بوزارة الخارجية، أكد في 10 نيسان أبريل الجاري، أن زيارة السوداني لن تشهد أي تغييرات جذرية في العلاقة بين بغداد وواشنطن، لكنه استدرك أن الزيارة ستتخللها مناقشة ملف قوات التحالف والوجود الأمريكي في العراق، وملف العقوبات الأمريكية المالية على المصارف والبنوك العراقية الأهلية، والتعاون في مجالات أمنية واقتصادية مختلفة.

إقرأ أيضا