أتاتورك “الرجل الصنم”

  في قراءة ليست محايدة لشخصية أتاتورك لصاحب كتاب “الرجل الصنم” مصطفى أتاتورك لمؤلفه المجهول:…

 

في قراءة ليست محايدة لشخصية أتاتورك لصاحب كتاب “الرجل الصنم” مصطفى أتاتورك لمؤلفه المجهول: ضابط تركي سابق، يحاول أن يخالف المتعارف عليه حول قيمة هذه الشخصية الإيجابية، ليُلصق به كل سلبيات الدولة العثمانية أو ما سُميت بـ”الرجل المريض”، لأن أتاتورك قد صار عند مؤيديه “صنماً بعد حياته وبعد مماته”.

 

والمؤلف يريد أن يكشف في شخصية أتاتورك “جميع آثار الهزيمة النفسية”، لأن الوصفة التي قدمها أتاتورك “وصفة سطحية ومبتذلة… وجاهلة كذلك”. لأنها وصفة إعتمدت على التقليد الأعمى للغرب من دون إضافة جديدة، فلم يفعل سوى تغيير الأحرف التركية إلى لاتينية وغير القيافة إلى القيافة الغربية، حتى أنه منع الموسيقى والأغاني التركية. وقد أنصب هم المؤلف على ما سمه “هدم بناء الأكذوبة الأسطورية ذات الطابع الصنمي التي خدعت الأمة التركية البريئة وخدعت العالم الإسلامي البائس”. لأن حركة أتاتورك لا تتعدى الوصف بأنها “أنجح حركة إمبريالية قام بها العالم الغربي مؤخراً في الضغط على الشرق لإنكار روحه ولتقليد الغرب”.

 

وربما يكون “كل زعماء العلم الإسلامي ممن يدعون التقدمية ليسوا سوى نماذج مصغرة لهذا الشخص”. حتى أن هذا المؤلف المجهول شكك في صدقيت نسب أتاتورك، فبرأيه دائماً “يظهر هناك من يحاول أن يصطنع ويختلف شجرة نسب أصيلة للزعماء الذين  يظهرون في الشرق”، لذلك هو يُشكك بأن يكون له أب معروف، فقد أكد المؤلف بأن زبيدة والدة أتاتورك إمرأة “لعوبة” وعديمة الحشمة “وخفتها ثابتة بشكل متواتر من الجيل الماضي الذي شهد تلك الفترة وتلك البيئة”. وبسبب سلوكها هذا “أدمن زوجها على الخمر والسكر ليل نهار” لأنه يعلم بسلوك زوجته المشين التي أحبها وقبل أن يتبنى إبنها أتاتورك الذي لم يكن من صلبه، إذ إختلفت الروايات بشأن أصل أتاتورك، فهناك “من يقول أنه صربياً، وأخرى أنه بلغاري. ونسخة لاروس الجديدة تقول بأن أباه من البوماك”.. فمصطفى بكل الروايات إبن حرام، وما يؤكد به المؤلف مصداقية قوله: إن “مصطفى كمال كان يذكر أمه ولكنه لم يذكر أباه أبداً”.

 

وقد عاش مصطفى في كنف خاله، وكأن القصة فيها بعض أو كل مما ذُكر من تشكيك حول أصل صدام حسين الذي عاش في كنف خاله (خيرالله طلفاح) ولم يُعرف عن أبيه شيئاً يُمكن للمحقق اللبيب أن يعرف نسبه الحقيقي وكأنه يريد أن يصنع لنفسه سلسلة نسب علوية ليكمم أفواه المشككين في أصله وفصله، ويبدو أن هذا فعل درج عليه أغلب محتكري السلطة في الشرق كما أكد المؤلف.

 

في سن بداية الدراسة الثانوية في المدرسة العسكرية صار أسمه الكامل مصطفى كمال أتاتورك.

 

كان يهوى الشعر والأدب، ومن هواياته الرياضيات والتاريخ. كان مغرواً، حتى أنه في لعبة “النط” مع إصدقائه التي تقتضي الإنحناء قال:”أنني لن أنحني”.

 

كان الخمر وتحديداً “العرق” من المحببات إلى نفسه.

 

كانت عداوته لتدخل الدين بالسياسة بينة ومعروفة. من رغباته الجلية هي “تحريك هذا المجتمع الميت وهزة وتفجيره”.

 

قال عنه أحد أصدقائه المقربين أنور باشا مخاطباً جماعته: “وليكن في علمكم إنه إذا ترقى إلى مرتبة باشا فإنه يرغب أن يكون سلطاناً، وإذا أصبح سلطاناً فإنه يرغب أن يكون إلهاً”.

 

وبعد خوض أتاتورك لمعارك كثيرة وتميزه فيها، وبعد عقد الصلح في “مؤتمر لوزان” ألغيت السلطنة والخلافة رغم عد الكثير لها بأنها ليست سوى رشوة لإعطاء تركيا إستقلالاً صورياً تُقص من خلاله أجنحة الصقر الإسلامي المنهك.

 

وبعدها بدأ أتاتورك في في توطيد حكم جمهوريته عبر غلق التكايا ومنع زيارة الأضرحة، أصدر قوانينه بالمنع “تحت شعر: أن السلطة للأمة وبإسم إرادة الشعب”، فسن وفقاً لذلك قانوناً “حرم بموجبه لبس الطربوش وبَدّله بالقبعة “وتأكيده على ضرورة الفصل بين الدين والدولة، وإبعاد القانون المدني عن الشريع الإسلامية، وإلغائه لفقرة الدستر القائلة بأن “دين الولة هو الدين الإسلامي”.

 

 

تلخيص وقراءة لكتاب: ضابط تركي سابق: الرجل الصنم – مصطفى كمال أتاتورك- تر:عبدالله عبدالرحمن، دار الأهلية، الأردن -عمان، ط2، 2015.

 

عدد الصفحات:408 من القطع الكبير.

 

 

إقرأ أيضا