بحضور ممثلي الأقليات العراقية.. (إعلان بغداد) يواجه الكراهية

دعا مؤتمر (إعلان بغداد لمواجهة الكراهية) الذي أقامته مؤسسة مسارات واختتم أعماله يوم أمس الاثنين، الى تشريع قانون لمكافحة الكراهية، وتغيير المناهج التربوية لتعزيز التعايش والتصدي للكراهية، بالاضافة الى إطلاق مبادرة شبابية وطنية لمواجهة الكراهية، ودعوة وسائل الاعلام لتوقيع ميثاق شرف بمقاطعة دعاة الكراهية.

 

وشهد المؤتمر الذي أقر بتشكيل لجنة لمتابعة التوصيات، حضورا لافتا لممثلي الأقليات الدينية في العراق، خصوصا مع اول ظهور رسمي للمرشد الروحي للديانة الزرادشتية في العراق.

 

 

فعاليات موازية

 

وتضمن المؤتمر عرضا لفيلم وثائقي من انتاج “مسارات” حمل عنوان “فرسان الكراهية”، وتضمن رسالة لإدانة التعصب الديني وخطابات الكراهية في وسائل الاعلام والمنابر الدينية والسياسية.
كما شهد المؤتمر اعلانا رسميا عن دعم مؤسسة مسارات ترشيح الناشطة العراقية الايزيدية نادية مراد لجائزة نوبل للسلام، على الرغم من الساعات القليلة التي تفصل عن غلق باب الترشيح، لحث المنظمات الدولية والمحلية والبعثات الدبلوماسية المشاركة في المؤتمر لدعم الترشيح.

 

الى ذلك، تم الاعلان عن قبول انضمام الزرادشتيين لعضوية المجلس العراقي لحوار الاديان، وان يكون المرشد الروحي للديانة الزرادشتية الممثل الرسمي للزرداشتيين في المجلس، بعد تسلم مسارات (من مؤسسي المجلس) طلب الانضمام الرسمي الذي عرض على الجمهور، كما ضمت أروقة المؤتمر إقامة معرض كتاب متخصص مشترك بين مسارات والمركز الاكاديمي للابحاث.

 

 

الكلمات الرئيسة

 

وتلا كلمة المؤتمر رئيس مؤسسة مسارات سعد سلوم، وجاء فيها:

 

نواجه اليوم في الشرق الاوسط مخاطر زوال التنوع الديني، لاسيما في العراق وسوريا، وسيادة خطاب كراهية يشمل بلدان المنطقة بإسرها. وفضلا عن جرائم داعش، ترتكب في كل ساعة انتهاكات باسم ادعاءات الحقيقة الدينية او الايديولوجية، او بحجة تعزيز التماسك الوطني، او بحجة الدفاع عن القانون او النظام، او بالاقتران مع اجندات مكافحة الارهاب. وترتبط القوالب النمطية والاحكام المسبقة ضد الاقليات الدينية، في بعض الاحيان، بالصدمات التاريخية والخرافات الوطنية، ويمكن ايضا ترسيخها في اذهان الناس لإغراض التعبئة السياسية او بحثا عن كبش فداء.

 

تحدث هذه الانتهاكات في مناخ سياسي يسوده الافلات من العقاب، مما يشير الى وجود فراغ للدولة في مجال حماية حقوق الانسان. وتندلع حوادث التمييز او العنف على خلفية الانتشار الواسع للأحكام المسبقة التي يمكن ان تتحول الى بارانويا سياسية، يرسخها السياسيون عمداً.

 

مو3
ممثلو الديانة الصابئية في العراق

 

ومن اجل التصدي لتفتيت المجتمع، واعادة بناء هويته الجامعة والمشتركة التي تقوم على شعار (مختلفون ومتساوون) و (الوحدة في التنوع)، يحاول هذا المؤتمر من خلال جلساته ان يوجه الانتباه الى ضرورة مواجهة انماط الدعوة الى الكراهية التي يمكن ان تشكل تحريضا على التمييز او العداء او العنف، مهما تعددت اشكالها: في اقدام افراد او زعماء دينيين او عناصر مؤثرة في وسط الاعلام الجماهيرية على بث رسائل الكراهية بما فيها الرسائل القائمة على تكنولوجيا المعلومات الجديدة كالمدونات او المنتديات الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، او في قيام الزعماء الدينيين او السياسيين بالدعوة الى الكراهية، ومن العلامات الباعثة على القلق ايضا تقديم المؤسسات التربوية تعليما يشجع التطرف الديني و الغاء الاخر.

 

 

ثم قرأ كلمة رجال الدين (اعلان عام 2016 عام دعاة السلام لمواجهة الكراهية) مار لويس روفائيل الأول ساكو (بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم)، وجاء فيها:

 

وإذ ما زلنا بصدد الدين، فنحن نواجه ممارسات بعيدة عن جوهر الدين ورسالته، وأمام من يحكم على الاخرين بالكفر، سواء كانوا من المذهب الواحد، أو من الأديان الأخرى دون ان يعرف حقيقة ايمانهم، ودون الاكتراث بحسن نواياهم، في التوق الى الخالق والعيش بضمير سليم.  وبصراحة تامة اننا نفتقر الى إشاعة قراءة تفسيرية علمية من مرجعيات رشيدة، والى إرشادات قويمة، من مرجعيات عليا موحدة توجه نحو الخير ألعام، وسيادة القانون العادل، والتحرر من السياسة القادمة من الخارج!  وأعتقد ان هذا يمكن أن يكون أحد عوامل المصالحة المشتركة، بما في ذلك التنسيق المنسجم بين المرجعيات العليا لدعم الفكر التنويري الايجابي المنفتح.

 

الكل يعلم ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالمسيحيين واليزيديين على قاعدة: “أسلموا تسلموا” وتهجيرهم من بلداتهم وبيوتهم الى مخيمات اللاجئين، وقد وصل الاجحاف بحقهم إلى نوع إلغاء حدّي لهم، بل إلى نوع ” إبادة جماعية”. وهناك جماعات وتيارات لا تقل سوءً عن داعش ظهرت وتعتدي على هذه المكونات قولا فعلا. نذكر على سبيل المثال بعض وقائع حقيقية من دون ان نعممها على المسلمين أو نلصقها بالإسلام حصراً، لكنها انتهاكات صارخة ومشينة.

 

البطاقة الوطنية الموحدة المزمع اعتمادها المادة 26/2 والتي تكره الأولاد القاصرين غير المسلمين على تسجيلهم مسلمين عند اشهار أحد الوالدين اسلامهم رغم مطالبتنا بترك الخيار للأولاد بالبقاء على دينهم الى بعد بلوغهم السن القانونية.

 

الدعوة المعلنة مؤخرا من قبل بعض أئمة المساجد والأشخاص، قبل عيد الميلاد بشأن تهنئة المسيحيين، بأن ارتكاب المعاصي “اهون من تقديم التهاني للنصارى”، وقيام بعض المتشددين بتكسير شجرة الميلاد في أكثر من مركز تبضّع (مول) والاعتداء على مقابرهم (في كركوك).

 

كما ان قاضية في بغداد طردت مسيحيا عندما أراد الادلاء بشهادته امام المحكمة لصالح جارته الارملة المسلمة التي طلبت منه ذلك، واعتبرت القاضية ان شهادة المسيحي غير مقبولة. رفض بعض من عمال البناء العمل في بيوت المسيحيين أو أديرتهم لأنهم كفار.

 

قيام بعض الميليشيات ببغداد بالاستحواذ على بيوت المسيحيين وأراضيهم وممتلكاتهم.

 

نشر ملصقات حتى في بعض الدوائر الرسمية تدعو المسيحيات الى ارتداء الحجاب على غرار مريم العذراء، مما يعدّ تدخلا سافرا في الخيارات الفردية للإنسان المعاصر. اننا لسنا في عصر الجاهلية، وفرض تقاليد على الجميع وبدون تميّز.

 

إن هذه الانتهاكات تتفاعل كل يوم وتنتج مزيدا من الخوف والقلق عند الأقليات وتدفعهم الى الهجرة شبه الجماعية وافراغ البلد منهم مما يشكل خسارة لمهاراتهم واختصاصاتهم، فهل ثمة من يقبل بهذه الانتهاكات وما تنتجه؟ فهل مثل هذا الفكر يوحي بالتعايش؟  وهنا نذكر ايضًا جراح المسيحيين الذي اجبروا على الهجرة الى دول الجوار هربا من وحشية الإرهاب. لقد شهدت الاربعة عشر قرنا المنصرمة، حدودا معينة من التعايش وجوّا من الاحترام المتبادل.  هذا النهج لا يخدم دينًا ولا دولة.
الاتفاق على رؤية سياسية جديدة واضحة لقيادة البلد ووضع خطة عملية يتم تطبيقها على ارض الواقع بأفق جديد من علاقات والحفاظ على مدنية الدولة وتكريس روح المواطنة عمليا وضمان وحدة الوطن واحتضان التنوع الثقافي والديني والمذهبي والذي هو ميزة العراق وعامل غنى. ربما يكون نظام الأقاليم او الفيدرالية اليوم هو الحل الأكثر قبولا والذي يحافظ على وحدة البلد.

 

كما تضمن أيضا كلمة لرئيس بعثة الامم المتحدة يان كوبيش، وقرأها مساعده جورج بوستن حيث كشف عن (خطة الامم المتحدة لمواجهة الكراهية)

 

وتضمن المؤتمر عدة جلسات:

 

الجلسة الاولى: (صناع السلام في مواجهة الكراهية)

 

تناولت خطابات الكراهية الدينية الموجهة ضد الآخر المختلف دينيا، وترسم خريطة طريق لمواجهتها على مستوى نخب رجال الدين من مختلف المكونات الدينية في العراق، حيث شارك فيها كل من :

  • بيير لقمان حاجي (المرشد الروحي للديانة الزرداشتية في العراق)
  • رجب عاصي (ممثل الكاكائيين في كركوك)
  • حسو هورمي (رئيس منظمة الأيزيديين في هولندا)
  • نظام كريدي (رئيس الصابئة المندائية في ميسان)
  • بيوس قاشا (راعي كنيسة مار يوسف، للسريان الكاثوليك)
  • ضياء يعقوب (ممثل البهائيين في بغداد)
  • رعد الكيلاني رئيس قسم الفلسفة في كلية العلوم الاسلامية (إدارة الجلسة)

 

 

ترشيح نادية لجائزة نوبل للسلام
ترشيح نادية لجائزة نوبل للسلام

 

الجلسة الثانية: (اعلاميون في مواجهة الكراهية)

 

تناولت خطابات الكراهية في وسائل الاعلام من صحف واذاعات وفضائيات، فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعي، وتحاول رسم خريطة طريق لوسائل الاعلام للتصدي لخطابات الكراهية.

 

–        علي السراي (مدير تحرير بيت الاعلام العراقي –السليمانية)

–        ارادة الجبوري (كلية الاعلام – جامعة بغداد)

–        الاب البير هشام ( خبير بالإعلام الكنسي)

–        رضا الظاهر (مستشار رئيس الجمهورية العراقي-ادارة الجلسة)

 

الجلسة الثالثة: (الشريعة والتشريع في مواجهة الكراهية)

 

تناولت موقف الشريعة الاسلامية من خطابات الكراهية وتكفير الأخر بسبب الاختلاف الديني، فضلا عن موقف التشريعات العراقية، وتحاول رسم خريطة طريق على صعيد الشريعة والتشريع لمواجهة خطابات الكراهية في العراق واقليم كردستان العراق.

 

  • ليث المخزومي، الحوزة العلمية – النجف الأشرف
  • آدم بيدار (استاذ اللاهوت في كلية العلوم الاسلامية في اربيل)
  • عمار تركي السعدون (عميد كلية القانون جامعة ذي قار)

-صائب خدر (مدير مركز اديان للتعايش السلمي) إدارة الجلسة.

 

الجلسة الرابعة (ما العمل: استراتيجيات لمواجهة الكراهية 2016)

 

لجنة متابعة توصيات المؤتمر : الاميرة امية بايزيد اسماعيل (الأيزيديين)، مشاعل متي (المسيحيين) اصيل سلام (البهائيين)، به ناز اسماعيل (الزرادشتيين) نادية فاضل (المندائيين) ياسر مكي (المبادرات الشبابية). نور الجزائري المبادرات الشبابية في بغداد.

 

إقرأ أيضا