مصدر: وكالة إيرانية تشعل أزمة بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى.. وحسن السنيد وراء تقريرها المستفز

تسبب تقرير بثته وكالة إيرانية حول وجود عملية تستهدف قيادات في حزب الدعوة جناح المالكي، والمجلس الأعلى الإسلامي، بأزمة بين الحزبين، وصلت الى حد تحميل رئيس الوزراء مسؤولية أي محاولة للمساس بعمار الحكيم رئيس المجلس، حسبما أفاد به مصدر مقرب من التحالف الوطني. 

وفيما قلل المصدر من قيمة التقرير الذي نقلته وكالة أنباء فارس، أكد أن من قام ببث هذه المعلومات، هو حسن السنيد، القيادي في ائتلاف دولة القانون.

وفيما أرجع إقدام حزب الدعوة على إشاعة هذه التسريبات، إلى \”إسكات\” المرجعية الدينية التي ضيقت الخناق على المالكي من خلال انتقادات وجهتها له في خطب صلاة الجمعة، عزا إفراده جزءا من هذه الإشاعات المتعلقة بـ\”المجلس الأعلى\” الى محاولة لإجبار المجلس على إيقاف دعمه للتظاهرات التي اندلعت في عدد من المحافظات الجنوبية، واصفا التسريبات بـ\”السيناريو الهزيل\”.

وفي الوقت الذي بين المصدر أن المجلس الأعلى حذر من محاولة المساس بزعيمه عمار الحكيم أو بأيٍّ من قياداته، اعتبر المجلس، أن ما يتعرض له من استهداف ناتج من النجاح الكبير الذي حققه في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، واستعادته لموقعه الجماهيري، وعزمه على تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ففي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الثلاثاء، كشف مصدر مقرب من التحالف الوطني، بأن \”التقرير الذي نشرته وكالة أنباء فارس، نقلا عن مسؤول أمني رفيع، ما هو إلا محاولة من قبل ائتلاف دولة القانون لإسكات المرجعية الدينية عن انتقاداتها التي توجهها لرئيس الوزراء، واشغالها عن دورها في تشخيص الاخطاء\”.

وكانت وكالة أنباء فارس قد نقلت عن مصدر أمني عراقي لم تذكر اسمه، معلومات عن وجود مؤامرة كبيرة نهاية الشهر الحالي، يخطط لها حزب البعث المنحل بقيادة عزة الدوري، ومساندة تنظيم القاعدة، تتضمن اغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي، وقيادات في حزب الدعوة والتحالف الشيعي، إضافة الى تحريض الشارع العراقي، مشيرة الى أن المؤامرة تنفذ من قبل مندسين داخل القوات المسلحة، بالتعاون مع الحزب الاسلامي، والحوار الوطني وحاتم السلمان والمدان بالاعدام طارق الهاشمي، فضلا عن دعم أجهزة المخابرات التركية والسعودية والقطرية، فيما تضمنت المعلومات هواجس وشكوك حول علم الولايات المتحدة الأميركية بتلك المؤامرة.

واضاف المصدر المقرب من التحالف الوطني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، \”عرفنا أن من قام بالتصريح لوكالة أنباء فارس، هو القيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد، وهذا يعني أن المستفيد من إطلاق هكذا تسريبات هو ائتلاف دولة القانون لإسكات الأصوات التي تطالبه بعملية الإصلاح والتغيير، كصوت المرجعية الدينية والمجلس الأعلى، بعد غياب السيد مقتدى الصدر عن الساحة، وترك تياره السياسي منشغلا بغيابه عن انتقاد المالكي\”.

وأفاد بأن \”العلاقة بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة متوترة منذ وقت ليس بالقليل، وأن الإشارة المباشرة لاستهداف السيد عمار الحكيم، زادت في تعميق الخلاف بينهما، ما دفع المجلس إلى تحميل المالكي شخصيا مسؤولية أي محاولة للمساس بزعيمه أو أحد قياداته\”.

وبين المصدر، أن \”من أسباب توتر علاقة المجلس مع ائتلاف دولة القانون، هي محاولات الأخير بأن يشغل حلفاءه كالمجلس الأعلى، والتيار الصدري بغرماء أسهم في صنعهم أو دعمهم، كمنظمة بدر التي استقلت عن المجلس، والعصائب الذين انشقوا عن التيار الصدري، عبر تقريبه للأخيرين، وتقوية تحالفه معهما، للضغط على شركائه في التحالف الوطني\”.

ونشرت \”العالم الجديد\” في 6 آب الحالي، تصريحا لمحمد اللكاش القيادي في كتلة المواطن، قال فيه، إن نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء، لم يستجب لأيٍّ من مقررات التحالف الوطني، منذ إعلان التحالف وحتى الآن، لافتا إلى وجود تهميش وتفرد بالقرار داخل التحالف من قبل دولة القانون.

وكان اللكاش أشار إلى أن عدم استجابة المالكي لم تقتصر على مقررات التحالف، بل إنه يرفض الاستماع لنصائح وإرشادات المرجعية الدينية. 

ولفت المصدر في حديثه مع \”العالم الجديد\” أمس، الى أن \”ائتلاف المالكي يخشى من تظاهرات كبيرة قد تؤدي إلى إجباره على ترك منصبه، وتركه لمنصب رئيس الوزراء يعني انتهاء دوره السياسي، لذا تم وضع هذا السيناريو الهزيل لإبعاد جهات كبيرة عن دعم هذه التظاهرات، بذريعة توحيد الصف لمجابهة المؤامرة المفترضة\”.

إلى ذلك، رأى الشيخ حميد معلة المتحدث باسم المجلس الإسلامي الأعلى، أن \”النجاحات الكبيرة التي حققها المجلس في انتخابات مجالس المحافظات، وحضوره بين الجماهير بشكل فاعل، جعلته عرضة للاستهداف من قبل جهات عدة\”.

وأكد معلة في اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”الاستهدافات للمجلس لن تثني من عزمه وإصراره على خدمة أبناء الشعب، وأن قيادة المجلس هي بين الجماهير، وتعمل على الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة في توفير العيش الكريم والخدمات\”.

وبين المتحدث باسم المجلس الأعلى، أن \”البعض أغاظهم نجاح المجلس وقربه من الناس، لذا يعمدون على إطلاق الشائعات التي تحاول النيل من المجلس وقياداته، إلا أن وعي الجماهير يجعل هذه الأمور لا تنطلي عليه\”.

إقرأ أيضا