بان كي مون: ضرب سورية دون موافقة مجلس الأمن ليس قانونيا.. وكاميرون يطلب من قمة العشرين المقبلة حلا دبلوماسيا

اعتبر الامين العام للامم المتحدة استخدام القوة ضد النظام السوري غير قانوني، الا بتصريح من مجلس الامن الدولي. فيما اعلن رئيس الوزراء البريطاني انه سيدفع بالحل الدبلوماسي في قمة مجموعة العشرين التي تنعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين.

وأبدى الرئيس الاميركي تفاؤله من ان الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري أميركي في سورية، كاشفا عن أن الولايات المتحدة لديها خطة أوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الأسد. في وقت وقف نواب الكتلة الديمقراطية بالكونغرس مدافعين عن خيار الرئيس أوباما لأخذ الموافقة بتوجيه ضربة عسكرية ضد الأسد.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، أمس الثلاثاء، ان \”استخدام القوة غير قانوني، الا دفاعا عن النفس او بتصريح من مجلس الامن الدولي\”. في تصريحات يبدو انها تشكك في قانونية الخطط الاميركية لضرب سورية دون تأييد من الامم المتحدة.

واضاف انه \”اذا اكد مفتشو الامم المتحدة استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية فيجب ان يتغلب مجلس الامن على خلافاته ويتخذ اجراء\”.

وقال للصحفيين \”اذا تأكد استخدام أي طرف تحت اي ظرف لاسلحة كيماوية فهو انتهاك خطير للقانون الدولي وجريمة حرب شنيعة\” ينبغي ان يقدم مرتكبوها للعدالة ولا يفلتوا من العقاب

من جانبه، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، أمس الثلاثاء، أن ديفيد كاميرون الذي رفض البرلمان الخميس الماضي، مشروعه للتدخل عسكريا في سورية، يريد العمل على حل دبلوماسي خلال قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة في سان بطرسبورغ.

وأوضح المتحدث أنه رغم أن المشاركة في ضربة عسكرية لم تعد واردة، فان كاميرون لا يزال يسعى من أجل رد \”قوي\” على النظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي في 21 أب الماضي.

وأضاف المتحدث أن \”موقف البرلمان يعني إنه لن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني (في سورية) لكن جانبا آخر من الرد يكمن في الدبلوماسية والسياسة، عبر منظمات دولية مثل الأمم المتحدة\”.

وتابع المتحدث ردا على سؤال عما إذا كان كاميرون عازما على إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوجهة نظره، \”ليس سرا على أحد أن بعض البلدان لا تشاطرنا وجهة نظرنا حول بعض الجوانب الرئيسية. لكن هذا لا يعنى إننا لم نعد نعمل معا\”.

لكن المتحدث لفت إلى أن أي اجتماع ثنائي غير مقرر حتى الآن خلال قمة مجموعة العشرين بين كاميرون وبوتين، المتمسك برفضه أي تدخل عسكري في سورية.

بدوره، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، إنه واثق من أن الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري أميركي في سورية وإن الولايات المتحدة لديها خطة أوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الرئيس بشار الأسد. في وقت وقف نواب الكتلة الديمقراطية بالكونغرس مدافعين عن خيار الرئيس أوباما لأخذ الموافقة بتوجيه ضربة عسكرية ضد الأسد.

ودعا أوباما، في أثناء اجتماع مع زعماء بالكونغرس في البيت الأبيض، إلى تصويت برلماني عاجل، وأكد أن خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أميركا الطويلة في العراق وأفغانستان.

وقال \”ما نتصوره شيئا محدودا. إنه شيء متناسب. سيحد من قدرات الأسد\”.

وأضاف \”في نفس الوقت لدينا استراتيجية أوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة\”.

وأبدى أوباما استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الأبيض من الكونغرس.

من طرفه، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون بونر، أمس، أنه سيدعم مشروع القرار الذي قدمه الرئيس باراك أوباما والذي يتضمن توجيه ضربات عسكرية الى سورية.

وقال بونر في ختام لقاء مع أبرز المسؤولين في الكونغرس الأميركي في البيت الأبيض مع أوباما \”سأدعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك\” رداً على استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق.

فيما قالت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي، إنه لا يمكن للعالم أن يتجاهل استخدام الكيماوي في سورية، مشيرة إلى أن الأسد تجاوز الخط الأحمر باستخدام الكيماوي.

ودافع فريق الديمقراطيين عن خيار الرئيس أوباما، وقال متحدث باسمهم في المؤتمر الصحفي إننا \”ندعم خطوة أوباما للتقليل من قدرة الأسد العسكرية، ويجب أن نرسل له رسالة، ونكون حذرين\”.

وشدد المتحدث أن \”الأسباب الرئيسية للضربة العسكرية هي إنسانية بالدرجة الأولى، والرئيس أوباما أوضح أنها ضربة محدودة، والهدف منها هو استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول، والهدف هو أننا لن نسمح للأسد بالبقاء وهو يبث الرعب في شعبه\”.

وأشاد الديمقراطي كارل ليزن، رئيس لجنة الدفاع بالكونغرس بقدرات المعارضة السورية واستطاعتها القيام بعمل تدافع به عن الشعب السوري.

وبعد ان أُلقيت مهمة اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لسورية على عاتق الكونغرس، بدأ أوباما في القيام بما كان منتقدوه يتهمونه بالفشل فيه، وهو التواصل بشكل شخصي ونشط مع أعضاء الكونغرس.

ويحشد كبار المسؤولين، ومنهم نائب الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، زملاءهم السابقين في الكونغرس، في حين يجري أوباما اتصالات شخصية بأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لعرض موقفه.

وما لم يفعله أوباما منذ أن أدلى بتصريحاته السبت الماضي هو مناشدة الجماهير التي يقول الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء إنها ستكون حاسمة، إذ تظهر استطلاعات الرأي عدم وجود حماس يُذكر لقيام الولايات بأي عمل عسكري في أي مكان.

إقرأ أيضا