الملتقى الدولي للمذهب المالكي

  أقيم الملتقى الدولي للمذهب المالكي في طبعته الثانية عشرة ، بولاية عين الدفلى

 

أقيم الملتقى الدولي للمذهب المالكي في طبعته الثانية عشرة ، بولاية عين الدفلى. وحضر صاحب الأسطر اليوم الأخير، فاستمع لكل المحاضرات، والتي تقدر بـ 12 محاضرة، باعتبار أن هناك 3 جلسات، كل جلسة تحتوي على 4 محاضرات، بالإضافة إلى تدخلات رؤساء الجلسات والمناقشة.

 

تدخل الأستاذ علي من السودان حول العالم عثمان فوزي من السودان، فقال..

 

المرابطون هم الذين جاؤوا بالمذهب المالكي إلى السودان. الكتب المتأخرة للمالكية تفتقر للإعتماد على الدليل. جاء المذهب المالكي من شمال إفريقيا وخاصة من الجزائر. المذهب السوداني هو الوحيد السائد في السودان. المذهب المالكي هو الذي وحد شمال إفريقية، ولم تظهر الخلافات إلا بعد التخلي عن المذهب. ضرورة تدريس المذهب المالكي في كل أطوار الحياة.. الابتدائي، المتوسط، الثانوي والجامعي.

 

تدخل الأستاذ الجزائري زهير قزان، وهو من جنوب الجزائر، ويدرّس بجامعة الشارقة، وهو من تلامذة العالم الفقيه المفسر المحدث الرحالة المؤرخ باي بلعالم ، رحمة الله عليه، فقال..

 

يسألوننا دوما، أين أنتم من الدليل؟. نجيب أن “الرسالة” و “ابن عاشر”، موجهة للأطفال والطفل في هذه المرحلة يلقن ولا يطلب منه الدليل. لكن وبعد هضم هذه الكتب، يقدم للطالب الدليل المناسب، لما يتلقاه من حديث وقرآن وسيرة نبوية. وأحسن كتب التي تتعلق بالدليل هي كتاب ” عمل من طب لمن حب”، وهو المعتمد في شرح الأحاديث. هناك تعقيبات لشيوخنا حول كتب الأحاديث، لو جمعت وتم الاهتمام بها، لكانت منهاجا، وهي أفضل بكثير من الكتب المتداولة حاليا حول الأحاديث النبوية.

 

تدخل الأستاذ عمار طالبي، فقال.. إمتاز القرن الثالث والرابع الهجري، بكثرة المناظرات في جو كله تسامح، والآن إزدادت الفرقة والخلاف، رغم إنتشار العلم والكتل. وكما قال الشيخ ابن باديس “لابد أن ننظر نظرة الإسلام الواسعة، لانظرة المذهب الضيقة “.

 

ذكر الأستاذ عبد العزيز من الشارقة، أنه.. من الشرف لأهل المغرب العربي، أن علماءهم شرحوا كتب السنة، كالموطأ، والبخاري، ومسلم.

 

تدخل الأستاذ ميلود ميهوبي من الجزائر، فقال.. المالكية تشدّدوا في أحاديث الأحكام، وتساهلوا في أحاديث الفضائل والترغيب. أحاديث المالكية شكلت مصدرا للتشريع، ومن هنا جاءت أهميتها.

 

تدخلت الأستاذة زينة مومنة، فقالت.. التصحيح والتضعيف من صلاحيات المحدثين وليس من صلاحيات الفقيه أو الأصولي. لاوجود للتفريق أو تضارب بين عالم الحديث وعالم الفقه، بل هناك تكامل. قال المقري عن كتاب “الشفاء في التعريف بالمصطفى صلى الله عليه وسلم  “لم يؤلف في الملة مثله”. كتاب ” مشارق الأنوار على صحاح الآثار”، للقاضي عياض، رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه، إهتم بتصحيح المتون.

 

تدخل الأستاذ عمار طالبي، فقال.. المرابطون لم يكونوا ضد الموطأ، بدليل أن ابن تومرت ألزم الطلبة بقراءته. إهتمامنا بالإمام مالك ليس تعصبا. الإمام مالك هو السلفي الحقيقي. والتقليد لايفرض ولا تلزم به غيرك، ولا تتهم غيرك بالتعصب. إيطاليا ترجمت خليل. وفرنسا ترجمت البخاري، وكذلك إنجلترا ترجمت كتابا إسلاميا آخر مشهورا. والمقصود هو منع المسلمين من الاحتكام إلى مثل هذه الكتب  حتى لاتكون لهم مرجعا في الحكم. المطلوب إذن هو تقنين المذهب المالكي ليحتكم إليه الجزائريون. وأن يكون بسيطا في متناول الجميع، كالقضاة مثلا ليسسهل عليهم فيما بعد الرجوع إليه عند الحاجة وبسهولة.

 

وفتح المجال للمناقشة، فكانت النقاط التالية..

 

كل مصادر المحدث من الإسناد، والفقيه إحدى مصادره هي الإسناد. لذلك قالوا لايجوز الإفتاء مباشرة من البخاري لأنه مادة خام.

 

الاهتمام بتدريس المذهب المالكي عبر المساجد لتكوين عقلية مؤهلة لقراءة ودراسة وصناعة الحديث.

 

لابد من تقنين الفقه المالكي، حتى يستطيع القاضي أن يعود إليه ولا يقع في حيرة.

 

قال إمام.. لاحظنا أئمة يبغضون الإمام مالك وينفرون الناس منه، فوجب الحذر.

 

كيف يذهب طالب البكالوريا إلى جامعة أو معهد الشريعة دون أي تكوين في الشريعة. وهذه خرافة يجب التخلي عنها، وأن لا تتكرر. فوجب إذن تكوينهم في المتوسط والثانوي، إذا أرادوا أن يلتحقوا بمعاهد الشريعة الاسلامية.

 

سيّدنا الإمام مالك سمع ممن سمع من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ ممن أخذ عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

لابد أن يكون هناك قضاة متخصصون في الشريعة الاسلامية، مايستلزم تسهيل وشرح النصوص، حتى تكون متوفرة بين أيديهم.

 

الدفاع عن المذهب المالكي لايكون بالعاطفة ، بل بالدليل.

 

المحدّث هو الذي يملك التصحيح والتضعيف.

 

علينا تسهيل الفقه وجعله واقعيا، وأن لاتقتصر القراءة على القراءة التاريخية فقط.

 

تقنين المذهب المالكي يؤدي إلى تطويره، وهي قضية ضرورية ملحة. والتقنين بدأ مع الأوائل حين أطلقوا عليها إسم “القواعد الفقهية”، لكن لم تكن هناك إستمرارية.

 

الخلاف الموجود لابد أن لايعكّر صفو الوحدة، ولا مانع من الأخذ من المذاهب الأخرى، ولا نتعصب أبدا للإمام مالك، ولا للمذهب المالكي.

 

المذهب المالكي كان ولا يزال صمام الأمان للجزائر.

 

نقل الأستاذ الأردني أحمد ياسين عن أحد علماء العراق قوله.. مانعيشه الآن من مآسي في العراق، أن أحد العلماء أفتى بعدم جواز دخول الحكومة.

 

 

ومما جاء في التوصيات.. تثمين وتعميم الموطأ. صياغة المذهب المالكي بأسلوب معاصر.تحفيز العلماء على إعادة إنتاج علماء الجزائر. إحياء درس المذهب المالكي الأصولي. تثمين دروس الزوايا في الحفاظ على المذهب المالكي. إنشاء مركز لدراسة المذهب المالكي. التجديد في المذهب المالكي.

 

 

إقرأ أيضا