كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن قيام يهود عراقيين بتحشيد أعضاء في الكونغرس الأميركي من أجل منع إرسال الأرشيف اليهودي إلى العراق، وفيما أكدت أن 50 نائباً أميركياً حثوا وزير خارجية البيت الأبيض على عدم إرسال الأرشيف إلى العراق، نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن وزارة الخارجية ستقوم بالحوار مع السفير العراقي في واشنطن بشأن الأرشيف.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس الأربعاء، إن \”الوثائق والكتب اليهودية التي عثر عليها من قبل جنود أمريكان تضررت\”، مبينة أنها عضر عليها \”وهي مغمورة بالمياه في مقر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأرسلت بعدها إلى الولايات المتحدة لاستعادتها بعد نزاع بين بغداد واليهود العراقيين الذين فروا من البلاد\”.
وأشارت إلى أنه \”بعد ترميم كلف 3 ملايين دولار اتفق على عرض الوثائق في الأرشيف الوطني الذي يقع في واشنطن\”، واستدركت \”لكن رضوخاً لمطالب الحكومة التي يقودها الشيعة المسلمون في العراق ستعيد الولايات المتحدة في الصيف المقبل، بعضا من القطع الأثرية التي تعود إلى القرن 16\”.
ونلقت الصحيفة الاسرائيلية عن المتحدثة باسم الأرشيف الوطني للمواد التي اخذت من بغداد قولها \”عندما اطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام وتدهورت البلاد الى حالة من الاضطراب الطائفي على نطاق واسع، سوف يعود الارشيف إلى العراق وقد تم اتخاذ قرار من قبل وزارة الخارجية الأميركية\”.
ولفتت الصحيفة إلى أن \”الكثير من أعضاء الجالية اليهودية في العراق، فروا من البلاد في العقود السابقة، ويقولون ان المواد أخذت قسرا منهم، وينبغي أن لا تعاد للعراق\”.
ونقلت ايضا عن ادوين شقير البالغ من العمر 58 عاما، والذي فر الى بريطانيا مع عائلته من بغداد عام 1971، قوله انه \”اكتشف وجود شهادته المدرسية المفقودة منذ فترة طويلة كجزء من محفوظات المعرض الوطنية (…)، لقد غادرنا وتركنا وثائقنا واوراقنا الثبوتية مضطرين\”.
وثيقة مدرسية تعود لإحدى اليهوديات العراقيات من عام 1951
وأضاف شقير \”أود أن اطمئن أولادي والأجيال القادمة بانهم قادرون على الوصول إلى هذه المجموعة الوطنية دون قيد\”.
وقال سينثيا كابلان، وهو شماس من المنظمة العالمية لليهود في نيويورك، وهو عراقي ان \”اليهود العراقيين يشعرون بالامتنان لاستعادة الارشيف، لكني لم ارغب بعودة الارشيف للعراق، وإذا ما عدنا لوضع العراق وظرفة الحالي فإنه أمر غير مفهوم وغير مقبول\”.
وقال كابلان \”القضية ليست قضية طائفية، لكن ليس هناك ما هو آمن، لا مرقد أو مكان مقدس، ناهيك عن المتحف، حيث يتم تخزين القطع الأثرية اليهودية هناك، فالعراق يعاني من انهيار كامل في مجال السلامة والأمن في العراق الآن\”، مبينا ان \”العراق يشهد تفجيرات وعمليات إطلاق النار بشكل يومي تقريبا بين مسلمين سنة وشيعة وراءها دوافع طائفية\”.
وقال علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، \”كانت الإجراءات لعودة المحفوظات من الولايات المتحدة قائمة على قدم وساق\”.
واضاف الموسوي \”لقد اتفقوا على تسليم هذه الوثائق للجانب العراقي وحالياً ليست هناك مشكلة، على الرغم من المحاولات التي تقوم بها الجالية اليهودية في أمريكا لعرقلة هذه المسألة\”.
واشار الى ان \”الحكومة العراقية لن تقبل بالتخلي عن أي جزء من هذه الوثائق فهذا الإرث يعود لكل الشعب العراقي وينتمي إلى كل الأجيال بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الطائفية\”.
وقالت الصحيفة إن \”اليهود العراقيين حشدوا الدعم من أعضاء الكونغرس الأميركي في محاولة لمنع عودة الارشيف، حيث بعثوا رسالة موقعة من من قبل ما يقارب الـ 50 مشرّعاً من الولايات المتحدة هذا الشهر يحثون فيها وزير الخارجية جون كيري لتمكين عودة الارشيف إلى أصحابه الشرعيين أو أحفادهم بدلا من العراق\”.
وتقول رسالة اليهود العراقيين ان \”الحكومة العراقية لا يحق لها المطالبة المشروعة لهذه القطع الأثرية\”.
وأشارت الصحيفة إلى أن \”عدد الجالية اليهودية في العراق حوالي 150,000 في عام 1947 وتضاءل العدد لمجرد حفنة اليوم، في حين ان الجاليات اليهودية في الشرق الأوسط تمتد إلى أكثر من 5002 سنة\”.
وترمي الصحيفة لوم هجرة اليهود من البلدان العربية على \”العنف ضد اليهود الذي اججته القومية العربية، التي بدأت تجتاح المنطقة في وقت مبكر من سنة 1940\”، وأكدت الصحيفة أن \”اوضاع اليهود في العديد من الدول العربية تدهورت بعد قيام إسرائيل عام 1948 والحرب الإسرائيلية العربية التي أدت الى فرار وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم\”.
وقال بريت ماكغورك نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي انه \”من المتوقع ان تقوم السلطات الاميركية بإجراء محادثات مع السفير العراقي في واشنطن حول إمكانية تأجيل عملية التسليم حتى عرض الارشيف واطلاع الناس عليه\”.
واضاف \”لقد سمعنا بصوت عال جدا مخاوف الآخرين، وسنرى ما يمكننا القيام به\”.
