ضحايا تفجيرات الملاعب بلا \”هواية مفضلة\”.. ويسألون: نشتري تجهيزاتنا من جيوبنا فلماذا يؤذوننا؟

بينما كان محمد، يهيئ ملابسه الرياضية؛ لم يدر في باله أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يقوم فيها بارتدائها، ولن يخلع فانيلته الرياضية مثلما كان يفعل في كل مرة يسجل فيها هدفا على فريق خصم، بل ستمزقها شظايا عبوة ناسفة استهدفت الساحة التي أقيمت عليها مباراة كرة القدم في منطقة الشعلة الشعبية شمال غرب بغداد.

واستهدف ملعب الشعلة في 28 شباط الماضي وبعده بدأت سلسلة من التفجيرات المماثلة. وأفادت مصادر طبية قبل نحو 4 أشهر بأن 24 قتلوا و28 أصيبوا في التفجير الذي طال الملعب.

ويقول محمد، البالغ من العمر 16 عاما \”أصبت بجروح بالغة قد تؤدي إلى حرماني من مزاولة هوايتي المفضلة\”. ويستدرك الشاب الذي لا تزال قطع الشاش الطبي تطوق أجزاء كبيرة من جسده \”وحتى لو شفيت، فلن استطيع اللعب مجددا لأن أصدقائي قتلوا في الانفجار\”.

ويقف علي أحمد (18 عاما) وهو من أهالي الشعلة أيضا، يقف على مشارف الملعب، مستذكرا أصدقاءه بالقول \”كنا في اللحظات الأخيرة التي تفصلنا عن الفوز، وبدلا من سماع صافرة الحكم ليعلن فوزنا، سمعنا دوي انفجار وقعت على إثره ولم أصحُ إلا في المستشفى\”.

ويتابع \”لا أدري السبب الذي يجعل الإرهابيين يستهدفوننا، نحن لم نفعل شيئا، ولم نؤذي أحد. نحن فرق شعبية، وحتى تجهيزاتنا الرياضية نشتريها من مالنا الخاص\”.

ولم تكن ساحات كرة القدم الهدف الوحيد الذي وضعته \”القاعدة\” في أجندتها، فقد شنت عمليات عديدة استهدفت مقاه كانت مكتظة بالشباب الذي يتابعون مباريات المنتخب الوطني.

وينتقد فؤاد البياتي، المختص الأمني، شبكة الإعلام العراقي \”لعدم قدرتها على نقل مباريات كرة القدم العالمية وحصرها ضمن قنوات الجزيرة الرياضية المشفرة\”.

ويتابع العراقيون مباريات المنتخب الوطني والشباب فضلا عن العالمية في مقاه عبر شاشات كبيرة تنقلها من محطات الجزيرة وغيرها. ولم ينقل التلفزيون العراقي (العراقية) المملوك للدولة مباريات المنتخب الوطني وبخاصة في تصفيات بطولة كأس العالم 2014 التي خرج منها مبكرا.

ويبين البياتي لشفق نيوز ان \”غالبية المواطنين لا يمكنهم بسبب دخلهم المادي من اقتناء بطاقات الجزيرة الرياضية المشفرة ويضطرون لمشاهدة المباريات العالمية في المقاهي والنوادي العامة\”، داعيا \”شبكة الإعلام العراقي والعراقية الرياضية إلى منافسة القنوات الرياضية في نقل المباريات الرياضية في ظل الإمكانات المادية الهائلة التي تمتلكها شبكة الإعلام العراقي\”.

ويقول مصدر استخباري في محافظة ديالى إن \”هناك استهدافا منظما للملاعب الرياضية في الأسابيع الماضية ناتجا عن صدور فتوى من تنظيم القاعدة بشأن القضاء على اللهو الدنيوي وتخلي الشباب عن الجهاد\”.

ويصرح المصدر لـ\”العالم الجديد\” بأن \”الجهد الاستخباري توصل إلى أن الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة في العراق أصدرت فتوى تبيح لخلايا التنظيم استهداف أماكن اللهو الدنيوي لشريحة الشباب وخاصة الملاعب الرياضية والمقاهي الشعبية في عموم مناطق البلاد\”.

ويتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن \”تنظيم القاعدة استشعر خطورة انصراف الشباب نحو الملاعب والمقاهي الشعبية وابتعادهم عن التطرف والتشدد وعجزه عن تجنيد عناصر جديدة، ما دفعه إلى معاقبة شريحة الشباب\”.

وعادة ما تخلف الهجمات التي تستهدف الملاعب والمقاهي أعدادا كبيرة من الضحايا ومعظمهم من الشباب والمراهقين.

ويرى أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب زعيم ائتلاف متحدون إن \”البعض ممن لا يروق لهم انتقال العراق إلى بر الأمان والاستقرار ما زالوا يحيكون المؤامرات الخبيثة لتعويق أي منجز في هذا الميدان وبأشكال مختلفة كل حين\”.

ويقول النجيفي في تصريح اطلعت عليه \”العالم الجديد\” أمس إن \”عمليات استهداف الملاعب والمقاهي التي تتم في الفترة الحالية، تدبير خبيث لشل الحياة اليومية\”.

ويتابع زعيم ائتلاف متحدون \”اننا نواجه كل حين باستهداف مختلف عن الآخر، فمن المساجد إلى المدارس والأسواق ليصل الدور اليوم إلى الملاعب والمقاهي وروادها\”.

وينبه إلى أن \”هذا الأمر مبيّت ويستهدف شلّ الحياة اليومية\”.

رئيس مجلس النواب طالب الحكومة \”بأخذ دورها وعدم الاكتفاء بالاستنكار كونها تمثل السلطة التنفيذية المكلفة قانونا بحماية أبناء الشعب العراقي وتلك مهمة عظيمة ومسؤولية خطيرة لا يمكن التهاون فيها أو تبرير الفشل بخصوصها مهما كان منمقا\”.

إقرأ أيضا