جبهتا أربيل والسليمانية مرتاحتان لزيارة العبادي.. و(التغيير): استجاب لمطالب الأهالي بعد توجههم الى بغداد

  أشاعت الجولة التي قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الثلاثاء، في اقليم كردستان…

 

أشاعت الجولة التي قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الثلاثاء، في اقليم كردستان العراق ارتياحا كبيرا في أوساط المراقبين ونفوس المواطنين الكرد، كونها جاءت استجابة لتظاهرات أهالي السليمانية الذين طالبوا لاول مرة الحكومة المركزية لأول مرة بعدما أشاحت حكومة الاقليم بوجهها عن مطالبهم.

 

وفيما ربط محللون توقيت الزيارة التي جاءت عقب تفقده للقطعات العسكرية بالموصل، بما يجري في سنجار من اقتتال بين فصائل كردية، عبرت حركة التغيير عن تفاؤلها بالزيارة كونها المرة الأولى التي يتم فيها الاستماع الى وجهة نظر مغايرة لبارزاني حول مجمل قضايا الاقليم.

 

ووصل العبادي صباح امس، الى الجانب الغربي لمدينة الموصل وتفقد عدداً من قواطع العمليات بينها مطار المدينة الذي استكملت القوات الامنية تحريره قبل أيام، مشيدا بـ”الانتصارات الكبيرة” التي حققتها القوات الامنية في مختلف محاور العمليات.

 

بعد الموصل اقلعت طائرة العبادي صوب اربيل واستقبله في مطار المدينة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.

 

وعقد الجانبان “بحسب البيان” اجتماعاً مطولاً نوقشت فيه عدد من الملفات، منها قضية النازحين، والتأكيد على التنسيق، والتفاهم الكبير بين مختلف صنوف القوات وبضمنها البيشمركة في محاربة تنطيم “داعش”.

 

وتوجه العبادي الى السليمانية فور انتهاء زيارته الى اربيل، والتقى الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، وبحث معه مستجدات الوضع الامني والسياسي على الساحة العراقية.

 

والتقى العبادي مع قيادات في الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير، واتفق معهم على ضرورة التعاون بين الكتل، محذرا من “العودة للصراعات”، حيث أكد بيان لمكتب رئيس الوزراء حصلت “العالم الجديد” على نسخة منه على أن “الجانبين اتفقا على أهمية التعاون بين الكتل السياسية لعدم العودة الى ما كنا عليه سابقا من صراعات وخلافات والتأكيد على أن وضع كردستان لا ينفصل عن وضع العراق، إضافة الى إيجاد الحلول لبعض القضايا العالقة”.

 

مراقبون للشأن السياسي اعتبروا ان خطوة العبادي وجولته التي قام بها يوم امس مهمة وايجابية في المرحلة الراهنة، لاسيما بعدما حصل في سنجار، اضافة الى الانتصارات التي تحققت في الموصل.

 

ويقول المحلل السياسي عبد الناصر الناصري ان “توقيت جولة العبادي مناسب جدا لاسيما وانه ناقش مع القيادات الكردية قضية سنجار والمشاكل المزمنة بين بغداد واربيل“.

 

وكانت اشتباكات اندلعت الجمعة الماضي، في منطقة خانصور التابعة لمدينة سنجار شمال غرب العراق، بين قوات “وحدات حماية سنجار” العراقية (المدعومة من حزب العمال الكردستاني)، وقوات البيشمركة السورية (المقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني)، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.

 

ويضيف الناصري في حديث لـ“العالم الجديد” ان “العنصر الأهم هو في عقلية العبادي التي تريد الانفتاح على الجميع وترحيل الأزمات الى أجل بعيد وعدم إثارة ما يعكر صفو الانتصارات التي تحققها القوات العراقية“.

 

ووفقا لذلك يستبعد الناصري “ان يجازف العبادي بعد انهاء داعش ويرتكب أخطاء كبرى بحق قادة الحشد الشعبي العنصر الفعال في قوته العسكرية التي انقذت العراق من منزلقات خطيرة، لأنه (اي العبادي) يسعى الى عدم اثارة المشاكل مع اي طرف في المرحلة المقبلة“.

 

وتقول النائب عن كتلة التغيير سروة عبد الواحد في حديث لـ”العالم الجديد” أمس الثلاثاء، “رغم ان هذه الزيارة ليست الأولى لرئيس الوزراء حيدر العبادي الى السليمانية بعد توليه منصب رئاسة الحكومة، لكنها الاولى بعد تعطيل برلمان الاقليم من قبل الحزب الديمقراطي في اربيل (برئاسة بارزاني)”.

 

وتضيف أن “الزيارة بينت لنا المعنى الحقيقي للتوازن الذي دعا اليه الدكتور العبادي، وأصبح من اهم سمات هذه الحكومة”، مؤكدة أن “الملفات التي تمت مناقشتها كانت رواتب الموظفين في الإقليم، وملف النفط والمياه، ومستحقات الفلاحين والعلاقة بين المركز والاقليم، وكلها ملفات حيوية”.

 

وترى عبدالواحد أن “رئيس الوزراء كان بحاجة الى ان يستمع لرأي كتلة التغيير، ونظرتها لمعالجة هذه الأمور”، منوهة “لا أريد القول بان اللقاء كان مثاليا، لكن هناك تفاصيل في ثناياها تستحق التقييم الإيجابي، وتتمثل في أن جميع الرؤساء السابقين كانوا يستمعون لوجهة نظر واحدة، وهي رؤية الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن بعد هذا اللقاء سوف يتكون للعبادي رؤية اخرى لمعالجة المشاكل مع الاقليم”.

 

وتتابع “لأول مرة بعد ٢٠٠٣ يخرج المواطنون في السليمانية مطالبين الحكومة الاتحادية وتحديدا السيد العبادي بحقوقهم بعدما اغلقت حكومة الاقليم ابوابها بوجه هؤلاء، لذا فان وجوده اليوم في السليمانية دليل على انه مهتم لمطالب هؤلاء، وهي رسالة اطمئنان للشعب الكردي بأنه على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما نحتاجه من بغداد العاصمة ونريده من رئيس الوزراء”، مختتمة حديثها بالقول إن “العبادي يسجل لنفسه أمام الكرد بأنه أول رئيس وزراء يضع الاصبع على الجرح، ويذهب للمعالجة والحلول، حتى وان لم تكن جذرية، فانها على الاقل جزئية في هذه المرحلة وقابلة للتطور”.

 

إقرأ أيضا