العراقية: الحكومة أرسلت لواءين الى سورية لحماية الأسد.. وأهالي المقاتلين: أبناؤنا يحمون \”السيدة\” وليس \”النظام\”

اياد الصرايفي، شاب في العقد الثالث من العمر، لم يكن ببال اهله واصدقائه أنه سيموت غريبا في بلد آخر، خاصه انه اب لطفلين اعتاد رؤيتهما كل صباح، لكن إرادة الموت كانت اقوى، حين لقي مصرعه قرب دمشق وهو يدافع عن أحد المراقد الشيعية في سورية.

حال الصرايفي لم يختلف كثيرا عن قصص شباب عراقيين يتوجهون للقتال في سورية، فيما تعلق بين وقت وآخر في مدن وسط وجنوب العراق ذات الاغلبية الشيعية لافتات تشير الى اقامة مجالس عزاء لعراقيين قتلوا في المعارك الدائرة بسورية.

ويقول أحمد الصرايفي، وهو من أقارب مقاتل عراقي شيع جثمانه مؤخرا في البصرة، لـ\”العالم الجديد\” إن \”هناك الكثير من الشباب العراقيين يقاتلون اليوم في سورية قرب مرقد السيدة زينب، لكن قتالهم يأتي ضمن الواجب الشرعي لحماية مقدساتنا، وليس دفاعا عن نظام بشار الأسد\”.

ويضيف أن \”أغلب هؤلاء الشباب مشهود لهم بالتدين وحسن الأخلاق، وذهبوا من اجل قضية مقدسة، وليس من أجل حاكم، لذا فهم عند الله من الشهداء وفي جنات الخلد ان شاء الله\”.

ويتابع أن \”أخينا الشهيد استشار بعض الأخوة، وقال لهم أريد أن أذهب وأدافع عن المقام، وبعدها ذهب هو وبعض الإخوة المقاتلين للدفاع عن قبر السيدة زينب، واستشهد في يوم وفاتها قرب مقامها بعد تعرضه إلى هجوم مسلح، وهذا خير دليل على أن العراقيين يذهبون للدفاع عن المقدسات، وليس عن الاسد، لأن المقامات هناك تتعرض إلى هجوم شرس من قبل التكفيريين\”.

ويعتقد مظهر الجنابي، النائب عن القائمة العراقية، ان \”الحكومة العراقية تدعم نظام الاسد عسكريا، وهو امر لا يمكن انكاره، حيث تفيد معلومات بتشكيل لواءين عسكريين من مقاتلين عراقيين بمشاركة حزب الله اللبناني متواجدين في سورية يقاتلون مع نظام الاسد\”.

وكانت \”العالم الجديد\” نشرت تقريرا الاحد الماضي، يفيد بدعم سياسيين عراقيين لمهربين يقومون بإرسال مسلحين عراقيين الى سورية للدفاع عن حرم السيدة زينب بدمشق.

وكان هادي العامري، وزير النقل الأمين العام لمنظمة بدر، اكد في مقابلة مع رويترز في وقت سابق، أن \”آلاف الشيعة في العراق وخارجه سيحملون السلاح في وجه (وحوش) تنظيم القاعدة في سورية إذا تعرض الشيعة أو أضرحتهم لهجوم جديد\”، مضيفا \”تريدون أن نظل جالسين. الشيعة يعتدى عليهم ونحن نظل جالسين وأنتم تساعدونهم بالمال والسلاح وأمريكا تساعدهم (المقاتلين السنة) بالمال والسلاح\”.

وينبه الجنابي في تصريح لـ\”العالم الجديد\” الى ان \”مجالس العزاء التي تقام بشكل رسمي، ويحضرها الكثير من الساسة العراقيين لمقاتلين قتلوا في سورية، هي دليل على دعم الحكومة لهم\” مبينا ان \”هذا الامر، يثبت وجود اجندة تعمل في سورية تابعة للحكومة العراقية\”.

ويحذر مراقبون لأوضاع المنطقة من أن الازمة السورية بدأت تتطور وتأخذ منحى طائفيا ومذهبيا قد تشمل المنطقة بشكل عام، والدول المجاورة لسورية بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق ذو التعددية الدينية.

ويطالب الجنابي الحكومة بـ\”عدم تكرار تجربة النظام السابق وتجاوز الخطوط الحمراء بالتدخل بالشؤون الداخلية لدول الجوار، والتعامل مع سورية كدولة لا كمحافظة من محافظات العراق\”.

ويدافع محمد الصيهود، النائب عن ائتلاف دولة القانون، في حديث مع \”العالم الجديد\” عن رواية الحكومة من ان سفر المقاتلين العراقيين الشيعة الى سورية هو تصرف فردي، لا علاقة له بالموقف الرسمي الحكومي. ويشدد على ضرورة \”التفريق بينهم وبين التيار التكفيري الارهابي الموجود في سورية\”.

ويؤكد الصيهود أن \”الحكومة العراقية لا تدعم نظام الاسد، لا سرا ولا علنا\”، مبينا ان \”موقف الحكومة واضح تماما وهو يشدد على احترام ارادة الشعب السوري في تقرير مصيره\”.

ويزيد الصيهود ان \”التدخلات الخارجية اقليمية كانت ام دولية في الشأن السوري تزيد الوضع السوري تعقيدا\”، لافتا الى ان \”دعوات تسليح المعارضة هدفه ضرب طرفي الصراع في سورية لإضعاف المنطقة قبالة اسرائيل\”. 

ويرفض النائب عن ائتلاف دولة القانون التدخلات الخارجية بالشأن السوري وتسليح الطرفين\”، ويدعو جميع الاطراف الى \”الحوار البناء، وصولا الى تحقيق ارادة الشعب السوري في تقرير مصيره\”.

وتشهد سورية صراعا مسلحا بين القوات الحكومية التي تمثل الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة التي تسعى الى اسقاط النظام ادى الى وقوع أكثر من 80 الف شخص، حسب احصاءات تنسب الى الامم المتحدة.

ويشترك العراق مع سورية بحدود تمتد لنحو 600 كلم، وهي تحاذي محافظتي الأنبار ونينوى من الجانب العراقي.

إقرأ أيضا