مدير اشهر فنادق كربلاء لـ”العالم الجديد”: فنادق الخمس نجوم في المدينة مغامرة محسوبة ونتواصل مع جهات مختلفة من اجل تطوير قطاع السياحة والفندقة في العراق

  في ايلول من عام 2016 افتتح في كربلاء اشهر فنادق المدينة من فئة خمس…

 

في ايلول من عام 2016 افتتح في كربلاء اشهر فنادق المدينة من فئة خمس نجوم، الفندق يحتوى على الكثير من المميزات التي تضعه ضمن تلك الفئة، فندق البارون يمثل اعلى مبنى في مدينة كربلاء، يتشكل من 20 طابقا كما يعتبر المبنى الوحيد في المدينة الذي يضم مهبطا للطائرات المروحية. الفندق بني كمشروع استثماري بين هيئة استثمار كربلاء وشركة “دريشاك” الاماراتية، وبهدف الاقتراب اكثر من تجربة العمل الفندقي من فئة خمس نجوم اجرت العالم الجديد الحوار التالي مع مشرف الفندق المصري “اشرف عمارة”:

 

– في ظروف مثل الظروف التي يعيشها العراق.. وفي مدينة مثل كربلاء هل يعتبر مشروع من هذا النوع وبهذه المواصفات مغامرة؟

كمدير فندق عمل لفترة طويلة في مختلف بلدان العالم وايضا في المدن المقدسة مثل “مكة” و”المدينة” فإن العمل بهذه الطريقة وبهذه الظروف قد يبدو فيه مجازفة لكن فرص النجاح للعمل في كربلاء عالية، شخصيا سبق وان عملت في ادارة فنادق كبرى في مدينة مكة المكرمة مثل “الحياة ريجنسي”، كان ايضا هناك تخوف من العمل بتلك الفنادق في المدن المقدسة ولكن بعد فترة من العمل وبعد نجاح التجربة اصبح هناك تنافس كبير من قبل المجموعات الفندقية الكبرى للعمل في مكة. هنا يمكن ان يتكرر نفس الشيء، هناك تصور شائع ان الزائر لم يأت لكربلاء من اجل المتعة والراحة بل يأتي للزيارة ويعود سريعا، وهذه القصة ليست صحيحة دائما بل هناك زائرون يبحثون عن الزيارة وايضا عن الخدمات بمواصفات جيدة. نحن نوفر الخدمة الجيدة للزائر وبمواصفات ممتازة.

 

– في مشاريع فندقية كبيرة مثل مشروع فندق البارون من اهم التحديات وجود الكادر المتخصص القادر على ادارة فندق خمس نجوم.. في العراق ليست هناك كوادر كافية لذلك كيف تعاملتم مع الموقف؟

 

 

 

 

ما يهمنا حاليا في العامل ان يكون “مهذبا” ولديه “الاستعداد الكافي للتعلم” ونحن نتكفل ببقية التفاصيل، نحاول تعديل الاداء وصقل الكوادر شيئا فشيئا حتى تكتمل وتنضج قدراتهم الجميع، وقد وجدنا الكثير ممن تتوفر بهم تلك المواصفات. لدينا ايضا تفاهمات اولية مع كوادر جامعة كربلاء “قسم السياحة والفندقة” بمنح فرصة تطبيق عملي في الفندق لبعض الطلاب لمدة شهرين، ويمكن لمن له الاستعداد منهم ان يحصل على عمل. في هذا الجانب لدينا محاولات مختلفة من اجل تأهيل الكوادر القادرة على ادارة فنادق بمواصفات عالية. اننا نحرص على تطوير مجال السياحة والفندقة هنا، وحرصنا على اقامة علاقات مع مختلف الاطراف في كربلاء، مع الجهات الرسمية والامور جيدة بحمد الله، وهذا ما يساهم بإنجاح العمل.

 

على المستوى الشخصي حينما تمت مفاتحتي بالمجيء لإدارة مشروع الفندق في كربلاء، كنت مترددا بل كنت رافضا للفكرة، انا “سني” وكربلاء مدينة “شيعية”، والصورة بين الطرفين مخيفة في الاعلام، لكن بعد ان تواصلت مع زملاء واصدقاء في البحرين، الكويت، الامارات واماكن اخرى شجعوني على المغامرة، والحمد لله الان اشعر بحفاوة واحترام من قبل الجميع، رأيت صورة مغايرة تماما لما يعرض في الاعلام عن تعامل الشيعة مع المذاهب الاخرى.

 

– ما الذي ينقص مجال السياحة والفندق في العراق عموما وكربلاء خصوصا من وجهة نظرك ..؟

ما ينقص المدينة عدم استغلال الكثير من الموارد الاقتصادية مثل “رسم المدينة” وهي مبالغ بسيطة جدا تستقطع من السائح وفقا لحسابات معروفة، وبما ان هناك ملايين الزائرين يأتون سنويا لكربلاء يمكن ان تشكل تلك الموارد مبالغ كبيرة مما يسمح للبلدية بتأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات لأهاليها وللزائرين. وهذه قضية متعارف عليها في كل بلدان العالم. ان ذلك مورد مهدور للأسف.

 

ما ينقصنا ايضا عدم توفر الكثير من اللوازم التي تسمح لنا بإقامة جولات سياحية على المواقع الاثارية في كربلاء، وفي المدن القريبة منها، وهذا ما يدفع الزائر للبقاء اكثر في المدينة مما ينعكس ايجابا على الحركة الاقتصادية فيها، نقوم حاليا بجولات مماثلة على المواقع الدينية ولكن نريدها ان تكون اكثر شمولية وهذا يتطلب جهود ينبغي ان تقوم بها الجهات الرسمية، تسهيلات امنية وما شابه ذلك.

 

– هل من مطالب خاصة توجهونها للجهات الرسمية في العراق؟

في كل دولة هناك جهات رسمية تضبط تصنيفات الفنادق، وتراقب اسعار كل فئة بحيث لا تنافس الفئات الاقل منها، المشكلة هناك فئات مصنفة مبدئيا في كربلاء من الفنادق الفاخرة “خمس نجوم على سبيل المثال” ولكنها تعلن عن اسعار من فئات اقل بكثير من ذلك. هذا ينعكس سلبا على المنافسة ويجعلها منافسة غير شريفة، وايضا ينعكس سلبا على الاستثمار وعلى المعايير المتبعة في السياحة والفندقة، يجب ان تلتزم كل فئة بعروض ضمن تصنيفها. نطالب الجهات الرسمية بضرورة المتابعة والرقابة اللازمة من اجل الحفاظ على المنافسة الناجحة. وهذا ما يعود بالنتيجة ايجابا على الدولة. التجربة تقول ان السائح سياتي في كل الاحوال، ولو تأنت بقية الفنادق وحافظت على مستوى المنافسة بشكل معقول لربح الجميع

 

إقرأ أيضا