مصدر حكومي: العبادي يمنح “حشد المرجعية” دورا أكبر في الحدود الغربية لمنع الفصائل المتجهة للقتال بسوريا أو فتح جبهة ضد السعودية

كشف مصدر حكومي رفيع، اليوم الاثنين، عن مساع حكومية واقليمية لمنح فرقة العباس القتالية إحدى…

كشف مصدر حكومي رفيع، اليوم الاثنين، عن مساع حكومية واقليمية لمنح فرقة العباس القتالية إحدى تشكيلات الحشد الشعبي التابعة للمرجعية الدينية في النجف سيطرة أوسع على الاقضية والقصبات القريبة من سوريا والسعودية وتركيا في محاولة لوقف استخدامها من قبل بعض فصائل الحشد الشعبي كمحطات للعبور الى الاراضي السورية من أجل الاشتراك في الحرب السورية، أو لفتح جبهة محتملة ضد السعودية، كون الفرقة التي انضمت بعض أفواجها مؤخرا الى وزارة الدفاع، تعارض بشدة مشاركة العراقيين في القتال خارج الحدود، وتعتبر الأمر مخالفة قانونية وشرعية.

وتُعتبر فرقة العباس القتالية الفصيل الأبرز في الحشد الشعبي الموالية للمرجع السيستاني التي كانت تضفي طابعاً رسمياً على هيكليتها منذ أن بدأت في محاربة تنظيم داعش في حزيران 2014.

ويقول المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في تصريح لـ”العالم الجديد”، ان “فرقة العباس القتالية بعد التزامها بأوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي طوال فترة المعارك التي خاضتها الى جانب القوات الامنية والبيشمركة في المناطق التي كان يسيطر عليها عناصر تنظيم داعش، وتقديمها اداء عسكريا مميزا في مناطق (القائم والحويجة وتلعفر وقصبة البشير وجرف النصر “الصخر”) وتأمين قضاء النخيب، اضافة الى عدم تبنيها اي مشروع سياسي او فكري في المناطق المحررة، ورفضها لفكرة مشاركة الحشد في القتال خارج الحدود، بل انها ترى في ذلك مخالفة شرعية، لذا بات الفصيل مقبولا محليا وإقليما ودولياً”.

وأضاف المصدر، أن “الفرقة تحظى بدعم كبير من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورضى تام من قبل حلفائه الإقليميين والدوليين”، مبينا أن “هناك توجها من قبل العبادي بمنح الفرقة بقيادة ميثم الزيدي مهام اكبر في مناطق القائم وتلعفر من اجل قطع الطريق أمام بقية فصائل الحشد التي تخرق توجيهاته، وتعبر الى سوريا للقتال فيها، فضلا عن أن تواجدها قرب الحدود السعودية قد يخلق مشاكل جديدة مع الجارة اللتي بدأت بفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية”.

ونوه الى أن “المرجعية الدينية غير راضية تماما عن أداء بعض فصائل الحشد، وإصرارها على القتال بسورية”، مشيرا الى أن “المرجعية قد حذرت عبر رسائل غير مباشرة بعض الجهات السياسية من استغلال الحشد في الانتخابات أو لمصالح ضيقة”.

وكان الباحث في مركز واشنطن لسياسات الشرق “مايكل نايتس”، قد أعد في 17 ايلول (سبتمبر) الماضي، دراسة حول توجه اميركي عراقي مشترك داخل فصائل الحشد الشعبي، مقابل التوجه الايراني، حيث ركزت الدراسة على “فرقة العباس القتالية” كعينة للدراسة.

وأكدت الدراسة على أن الفرقة تضم أكثر من 7 آلاف عنصر أساسي، وما بين 35-40 ألف عنصر احتياط، وظهرت كواحدة من أكثر القوات المتطوعة فعاليةً، وتتلقى تعليمات مباشرة من رئيس الوزراء وقيادة العمليات المشتركة، في حين يخضع العديد من فصائل الحشد الشعبي، بدلاً من ذلك لسلطة قادة موالين لإيران بحسب تحليل معهد واشنطن.

وعلل المصدر خطوة العبادي بالقول إن “فصائل الحشد الشعبي المدعومة من ايران تتحاشى الاحتكاك بفرقة العباس القتالية التي يشرف عليها ممثل المرجعية السيد احمد الصافي، خصوصا أن لدى الفرقة تقاطعات إدارية وفنية مع هيئة الحشد الشعبي”.    

ولأول مرة يقوم رئيس الوزراء خلال زيارته الى العتبة العباسية السبت الماضي، بكتابة رسالة في سجل التشريفات ممتدحا المسؤولين على العتبة بالقول إن “ما تقدمه من خدمات للزائرين الكرام من خلال المشاريع الخدمية والاستثمارية الواسعة التي تحظى باعجابنا كحكومة عراقية وإعجاب الزائرين، وفقهم الله تعالى لمزيد من عمل الخير والصلاح”.

وأضاف المصدر أن “العبادي ممتعض من استخدام عنوان الحشد الرسمي في القتال خارج الحدود، وفي نفس الوقت هو لا يتحمل مسؤولية مشاركة فصائل وجماعات مسلحة عراقية في القتال بسوريا، لكونها غير تابعة للحكومة وخارجة عن القانون، ولا تمثل الدولة باي شكل من الأشكال”، مبينا أن “هناك فصائل عراقية في الحشد مدعومة من إيران تشارك حاليا في معارك البو كمال ودير الزور الى جانب قوات النظام السوري وحزب الله، وهذا الامر قد أحرج العبادي مرارا أمام حلفائه الاقليميين والدوليين، في ذات الوقت هو لا يملك القدرة الكافية على منع توغل تلك العناصر الى داخل الاراضي السورية، لان اي تصعيد منه قد يحدث احتكاكا عسكريا غير محبب”.

ولفت المصدر الى أن “العبادي ينوي أيضا طرد عناصر لواء فاطميون الافغاني (وأسسه الأفغاني علي رضا توسلي المعروف بأبو حامد في عام 2014، وقتل في اذار مارس 2015) التي يتواجد عناصر منهم داخل الأراضي العراقية، كمحطة للانتقال الى سوريا”، ولم يكشف عن اماكن تواجد اللواء أو كيفية دخوله واستقراره داخل الاراضي العراقية.

ويناقش الكونغرس الأمريكي مشروع قانون يفرض عقوبات على بعض فصائل الحشد الشعبي وهي “عصائب أهل الحق”، و”حركة النجباء”، و”كتائب حزب الله”.

وأفاد بيان للكونغرس بتسلم مشروع القانون من العضوين، ترينت فرانكس وبراد شيرمان، لبحث فرض العقوبات المتصلة على الفصائل الثلاثة المرتبطة بالحشد الشعبي، موضحاً أن الكونغرس سيطرح مشروع القانون للمناقشة لاحقاً خلال جلساته المقبلة.

يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، كان قد قال، في أكتوبر الماضي “يجب أن تعود الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق إلى ديارها مع اقتراب الحرب على “داعش” من نهايتها. يجب أن يعود المقاتلون الأجانب في العراق إلى ديارهم ويسمحوا للشعب العراقي باستعادة السيطرة”.

في المقابل، رد العبادي على تصريحات تيلرسون معتبراً أن “مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم وقدموا التضحيات التي ساهمت بتحقيق النصر على داعش”، مشيراً إلى أن “الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، وأن الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة، وعلينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملاً للبلد وللمنطقة”.

فيما دعا زعيم عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، الى مغادرة القوات الامريكية من الاراضي العراقية بعد انتهاء معركة “داعش”.

جاء ذلك في تغريدة نشرها الخزعلي على حسابه بموقع تويتر، قائلاً “الى وزير الخارجية الأميركي على قواتكم العسكرية الاستعداد من الان للخروج من وطننا العراق بعد الانتهاء من عذر وجود داعش فورا وبدون تاخير”.

إقرأ أيضا