حقيقة التقارب السعودي مع العراق.. المثنى ترحب والأنبار غير مهيأة

بالتزامن مع إعلان السعودية عن قرب افتتاح قنصليتها العامة في البصرة، كشف عضو في تحالف…

بالتزامن مع إعلان السعودية عن قرب افتتاح قنصليتها العامة في البصرة، كشف عضو في تحالف النصر الذي يترأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي عن جملة من الخطط والبرامج السعودية للتقارب مع العراق، و”إخراجه من حضن ايران”، بدعم وتوجيه من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى، مشيرا الى أن رفض بعض الأطراف العراقية الموالية لإيران، للتقارب مع السعودية سيواجه من قبلها بالتجاهل وعدم اللامبالاة.

ويقول المصدر نقلا عن أحاديث مسربة للعبادي ان الأخير “أبرم مبدئيا اتفاقيات ستراتيجية مع السعودية، سيعلن عنها لاحقا في المجال الاقتصادي بهدف تحجيم الدور الإيراني في العراق، وأبرزها مشروع استثماري في بادية محافظة المثنى، يشمل إنشاء مزارع متكاملة من قبل شركة المراعي السعودية بمساحة تتجاوز مليون هكتار، وتستقطب اكثر من مليون عاطل, وتتجاوز أرباحها سنويا للحكومة العراقية ثلاثة مليارات وخمسمائة مليون دينار (نحو 3 ملايين دولار)”.

وقالت صحيفة عكاظ السعودية، الخميس الماضي (5 نيسان أبريل الماضي)، إن العراق عرض مليون هكتار للاستثمار الزراعي لرؤوس الأموال السعودية ذات الخبرة، التي تتوافر فيها جميع الخدمات المطلوبة.

وأعلن وكيل وزارة الخارجية السعودية، أسامة بن أحمد نقلي، أمس الأربعاء، عن قرب افتتاح القنصلية العامة في البصرة، وذلك في إطار العلاقات البناءة بين البلدين الشقيقين، والتعاون والتنسيق المشترك لتعزيزها على حد تعبيره.

ويتابع المصدر المقرب من العبادي أن “السعودية ستكون اقوى المستثمرين في العراق خلال الفترات القادمة خاصة في القطاع الزراعي وتصنيع المنتجات الزراعية ومصانع المواد الغذائية من خلال اتفاقات مبدئية بين الحكومة العراقية والجانب السعودية سيعلن عنها رسميا في وقت لاحق وستدخل حيز التنفيذ”.

ويرحب نائب رئيس مجلس المثنى حارث لهمود، من جهته، بالمشروع الاستثماري السعودي الذي يعده “فرصة لإنقاذ المثنى ومحافظات أخرى من الفقر والبطالة والتردي المعيشي”، مشيرا الى ان “بادية المثنى مهيئة للاستثمار الزراعي”. ويبين لهمود في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مجلس المحافظة لا علم له بالمشاريع الاستثمارية السعودية المزمع إنشاؤها في المحافظة”، مستدركا “ربما يكون المحافظ على علم بذلك”.

Image

وبشأن الرفض الذي أظهرته أطراف عراقية مقربة من إيران للتقارب مع السعودية، يؤكد المصدر المقرب من العبادي أن “السعوديين سيقابلون الامر بالتجاهل وعدم المبالاة، ومقابلة الرفض بأضعافه من الترحيب”.

وتعزيزا للمعلومات والمعطيات حيال الاستثمار السعودي في العراق، يؤكد المتحدث الرسمي باسم مجلس الانبار عيد عماش الكربولي “وجود تحركات ومساع سعودية لاحياء مشروع شركة المراعي السعودية، لانشاء مزارع استثمارية في شمالي نهر الفرات بناحية الرمانة، وجنوب ناحية عانة، غربي الأنبار بمساحة تتجاوز 150 الف دونم”.

ويوضح الكربولي في حديثه لـ”العالم الجديد”، ان “مشاريع الاستثمار السعودي في الانبار تعود الى ما قبل أحداث داعش الإرهابي عام 2014، الا أن الإجراءات والموافقات الرسمية للشروع بتلك الاستثمارات لم تستكمل”، مستدركا أن “بيئة الانبار الحالية غير مهيئة للاستثمارات على خلفية الهجمات الانتحارية التي طالت قضاءي هيت وحديثة والتي نعتبرها انتكاسة امنية “على حد تعبيره.

وقتل الأحد الماضي (8 نيسان أبريل الماضي)، أربعة أشخاص وأصيب سبعة آخرون بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف مقرا لأحد الأحزاب السياسية في محافظة الأنبار غرب البلاد، وبعد 24 ساعة فقط، قتل جنديان وأصيب ستة آخرون، بتفجير انتحاري استهدفهم في مدينة حديثة غرب الأنبار، وتكرر الأمر يوم أمس الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، مخلفة عددا من الجرحى.

ويعزو المصدر المقرب من العبادي أسباب التوجه الاستثماري السعودي نحو العراق الى “مخاوف وتهديدات محتملة بانهيار الاقتصاد السعودي خلال الفترات القادمة، ما دفعها الى التفكير بانشاء عدد من المشاريع الاستثمارية الكبرى في العراق تحت غطاء (العروبة) أو مساعدة الشعب العراقي على تجاوز نكبات ومخلفات الحرب مع داعش”، مشيرا الى أن “الولايات المتحدة وبريطانيا وجهتا السعودية باغتنام فرصة وجود العبادي على رأس السلطة لإنقاذ اقتصادها من شبح الانهيار، وتحجيم الدور الإيراني، باعتبار أن رئيس الوزراء الحالي أظهر قدرا مقبولا من الاعتدال وسياسة الحياد بين المحاور المتصارعة في المنطقة”.

ويلفت الى أن “خوض العبادي للانتخابات النيابية بقائمة منفردة بمعزل عن حزب الدعوة وحلفائه من الأحزاب الدينية، جاءت للحد من التدخلات والمفاجآت الإيرانية غير المتوقعة، والتي قد تقلب السيناريوهات والمعادلات التي أعدها للبقاء في ولاية ثانية بدعم من السعودية وأمريكا وبريطانيا”.

إقرأ أيضا