معلمات المدرسة العراقية في باريس يستنجدن بـ”العالم الجديد” لـ”تجاوزات” مديرها.. وهيئة العمل الفرنسية تستعد لمقاضاته

استنجدت مجموعة من المعلمات والموظفات العراقيات بالمدرسة العراقية في باريس بمكتب صحيفة “العالم الجديد” لإيصال…

استنجدت مجموعة من المعلمات والموظفات العراقيات بالمدرسة العراقية في باريس بمكتب صحيفة “العالم الجديد” لإيصال أصواتهن الى وزير التربية وأعضاء لجنة التربية والتعليم النيابية بعد تعرضهن لـ”إهانة واعتداء لفظي صارخ”، من قبل مدير المدرسة العراقية في باريس (صفاء الدين علي نجيب) الذي استدعى الشرطة الفرنسية أمس الثلاثاء (18 أيلول سبتمبر الحالي) للتحقيق معهن بـ”تهم كيدية”، مؤكدات سعيهن لتقديم شكوى رسمية الى وزارة التربية. من جهته، يستعد مدير هيئة العمل الفرنسي الى تقديم دعوى رسمية ضد المدير في المحاكم الفرنسية للترافع عن الموظفات اللاتي يمتلكن الجنسية الفرنسية.

 

وقالت المعلمة زينب شمسة، بأن “مدير المدرسة (صفاء الدين علي نجيب) قد أبلغهن قبل يوم من الحادث بالحضور الى المدرسة بناء على طلب لجنة وزارية مكلفة من قبل وزارة التربية العراقية ستزور باريس لتدقيق حسابات المدرسة وإعداد تقرير مفصل للوزير على خلفية إغلاقها قبل أيام من قبل السلطات الفرنسية لمخالفتها بعض شروط السلامة الأمنية”.

وتابعت شمسة في حديثها لـ”العالم الجديد”، ان “المعلمات حضرن الى المدرسة صباح اليوم المذكور بناءً على طلب المدير، وبعد دخولهن الى غرفة الاستعلامات الرئيسية في مدخل المدرسة، فوجئن بتطويق البناية من قبل مجموعة من سيارات الشرطة الفرنسية، وقيام الشرطة بفتح تحقيق معهن بعد سحب هوياتهن، وتسجيل معلومات كاملة عن كل واحدة منهن على خلفية اتهامهن من قبل المدير (صفاء الدين علي نجيب) بكسر الأقفال واقتحام المدرسة دون علمه، علما أنهن دخلن من الباب الخلفي، وبموافقة المستثمر الذي يشغل الجزء الخلفي للمدرسة”، لافتة الى أن “مدير هيئة العمل الفرنسي سوف يقوم بتقديم شكوى رسمية في المحاكم الفرنسية ضد المدرسة ومديرها، بصفته ممثلا عن العمال والموظفين من حملة الجنسية الفرنسية”.

وقد التقت “العالم الجديد” بالمستثمر أحمد العساف والذي يشغل الجزء الخلفي من البناية، فأكد قيامه بـ”فتح باب البناية” التي يشغلها والمؤدية الى ساحة المدرسة، معللا الأمر بالقول “لم أحتمل مشهد المعلمات العراقيات وهن يقفن في باب المدرسة الخارجية، وكأنهن متسولات، فالمرأة العراقية أسمى وأرفع من أن تقف على عتبة مؤسسة تعود لبلدها في بلد أجنبي بهذه الحالة وأمام أعين المارة”.

وأوضح العساف وهو عراقي الجنسية “أعلنت للشرطة بأني المسؤول عن فتح الباب، وسماحي للمعلمات بالدخول وأنهم لم يقمن بأي تصرف يسيء للمدير أو للمدرسة، ولم يقمن بكسر أي قفل أو الدخول دون علم أحد”، مظهرا استياءه الشديد من “تصرف المدير (صفاء الدين علي نجيب)”.

من جهتها، قالت مثال محمد ممثلة نقابة المعلمين الفرنسية في المدرسة المعلمة فيها أن “المعلمة نهلة الجحيشي، أصيبت بانهيار عصبي بعد أن تعرضت لإهانة لفظية من قبل المدير، الذي كان يصطحب زوجته الى المكان رغم أنها لا تحمل أية صفة رسمية في المدرسة، حيث أصيبت المعلمة نهلة الجحيشي بأزمة نفسية حادة أدت الى انهيارها، ما دعا الآخرين الى نقلها الى المستشفى”.

وأردفت “قمت بتوضيح موقف النقابة للشرطة الفرنسية مما هدأ الموقف ودفع الشرطة الى وقف التحقيق والانسحاب من المدرسة مستهزئين ومستغربين من تصرف المدير (صفاء الدين علي نجيب) مع  زميلاته من المعلمات العراقيات”.

ونفت محمد علمها بأسباب التزامن بين الحادثة وقدوم اللجنة الوزارية، إلا أنها طالبت الأخيرة بـ”العمل على إيقاف محاولات غلق المدرسة بسبب التعويضات التي ستتكبدها الوزارة بسبب تسريح العاملين فيها”، لافتة الى أنها “تضم نخبة من المعلمين والمعلمات والإداريين والخدميين الذين يعملون فيها منذ سنوات طويلة، وقدموا ثمرة أعمارهم من أجل تعليم آلاف الطلبة العراقيين والعرب والأجانب طيلة العقود الأربعة الماضية، إضافة الى أنها من أهم الصروح العراقية في فرنسا”.

Image

من جانبها، أوضحت محاسبة المدرسة صباح العلوي، بأن “المدير قام في وقت سابق بكسر غرفة الحسابات وتغيير الأقفال وإجباري على تسليم كل ما يتعلق بالحسابات له، ومنعي من دخول المدرسة لمتابعة مهام عملي، علما أني مكلفة بكتاب رسمي من وزير التربية بمهام المحاسبة ومتابعة الحسابات كوني إحدى المختصات في مجال المحاسبة”.

وأضافت في حديثها لـ”العالم الجديد” أنه “بعد طلب اللجنة مقابلتي في المدرسة للاستعانة بي في تأدية المهام المكلفة بها، قام المدير بإهانتي أمام اللجنة الوزارية، وبألفاظ سوقية لا ترقى الى مستوى مدير مدرسة، ما أثار استياء رئيس اللجنة وأعضائها وتنبيهه لأكثر من مرة”، لافتة الى أن “ما شاهدته اللجنة خلال تواجدها من إشراك الشرطة الفرنسية، بالامر أثار استياءها كثيرا”.

وفي اتصال هاتفي مع (جان كلود غصوب) محامي المدرسة للاستعلام عن سبب تواجد الشرطة في المدرسة، أبلغ “العالم الجديد”، أن “مدير المدرسة (صفاء الدين علي نجيب) قد اتصل بي وأبلغني بأن هناك مجموعة قد دخلت للمدرسة عنوة بعد كسر الأقفال، وطلب مني الاتصال بالشرطة الفرنسية، لأنه (أي المدير) لا يتحدث اللغة الفرنسية أو الإنكليزية”.

وتابع “بعد علمي بحقيقة الموقف، فانا أبدي أسفي للموقف الذي حصل للمعلمات العراقيات”، لافتا الى أن “المدير لم يبلغني مسبقا عن وجود لجنة وزارية تزور فرنسا، وأنها قد طلبت مقابلة المعلمات، فقد كان من المهم مقابلتها كوني محامي المدرسة”.

ختاما ناشدت المعلمات والاداريات العراقيات من بينهن مثال محمد وزينب شمسة وصباح العلوي “العالم الجديد بايصال أصواتهن الى “وزير التربية لاتخاذ الاجراء الإداري الرادع بحق المدير (صفاء الدين علي نجيب)، وإرسال مدير جديد على مستوى من المسؤولية والخلق الرفيع الذي يتميز به المعلم العراقي، ومنع تكرار مثل هذه التصرفات اللا أخلاقية التي تنعكس سلبا على سمعة الوزارة والعراق في بلد مهم مثل فرنسا”، مطالبات بالتدخل الجدي والسريع من قبل الوزير والسفير العراقي بـ”الضغط على السلطات الفرنسية لإعادة فتح المدرسة العراقية في باريس التي تعد أحد أهم المؤسسات التربوية العريقة والتي تم تأسيسها في العام 1973”.

وأقدمت السلطات الفرنسية بصورة مفاجئة في اذار مارس الماضي، على إغلاق المدرسة العراقية في باريس بطريقة مثيرة، تحت ذريعة عدم توفر شروط السلامة والأمان. وعقب تقرير لـ”العالم الجديد” في نيسان ابريل الماضي، ومساع دبلوماسية، أعيد افتتاح المدرسة نهاية الشهر ذاته، وظل الامر بين شد وجذب لأسباب قانونية وادارية.

وتنص اتفاقية التبادل الثقافي بين العراق وفرنسا النافذة المبرمة بين الحكومتين والموقعة عام 1969 على احترام سيادة البلدين على المؤسسات الثقافية التابعة لهما في أرض البلد الآخر، وبموجب ذلك تم إدراج اللغة الفرنسية ضمن المناهج العراقية، وتأسست المدرسة العراقية في باريس عام 1973 كصرح ثقافي بارز تديره وزارة التربية العراقية، وفي المقابل تم افتتاح المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، وهو تابع للسفارة الفرنسية في العراق، وهو اليوم مصان ومحمي من قبل الحكومة العراقية.

إقرأ أيضا