في أربعينيته.. “العالم الجديد” تستذكر الهاشمي وسط تسويف التحقيق باغتياله

في مساء 6 تموز يوليو الماضي، أنهت رصاصات عدة حياة الباحث الاستراتيجي والخبير الامني وأحد…

في مساء 6 تموز يوليو الماضي، أنهت رصاصات عدة حياة الباحث الاستراتيجي والخبير الامني وأحد أبرز كتاب “العالم الجديد” الدكتور هشام الهاشمي، حيث قتل غدرا بلحظة خاطفة امام باب منزله وأخرج مغتسلا بدمه من سيارته امام أعين أطفاله، الذين تراكضوا للباب بعد سماع صوت اطلاق النار.

بعد غد الأحد، تمر أربعون يوما على رحيل الهاشمي، تاركا خلفه آثارا بحثية أضحت مرجعا في السياسة والامن، لكن ما كان يجتهد فيه لم ينصفه برحيله، فكل القضايا الأمنية التي ناقشها وطرحها باتت صامتة بل وتم تسويفها بقضية اغتياله المفجعة.

في هذه الايام، تستذكر “العالم الجديد” أحد أهم كتابها ورفيقها منذ سنوات، والذي أغنى الصحيفة بالعديد من المقالات والتحليل، فتواصلت مع احد أقرب اصدقائه الصحفي العراقي عمار كريم، حيث يقول “على المستوى المهني خسرنا قامة من قامات الصحافة والتحليل في الشأن السياسي والامني، فمنذ وفاته لغاية الان حدثت فجوة بعالمنا مع كل الاسف، ولم يظهر أي شخص يستطيع ان يحل مكانه او يكون قريبا من امكانياته الاحترافية”.

ويبين في حديثه لـ”العالم الجديد” أن “الهاشمي كان يجتهد ويعمل بجدية على المستوى المهني ليعطي افضل النتائج، فكانت كل التصريحات التي طرحها تقترب من التنبؤات، كاستقالة او بقاء حكومة، وكان يتنبئ بها قبل وقوعها”، مبينا “وعلى المستوى الشخصي، فقدنا شخصا عزيزا وطيبا وقريبا، ولم نلمس منه غير التعامل الطيب وبشاشة الوجه، وابتسامته التي تعلوه، وكنا نأخذ منه كل الدعم والنصح، انه شخص عظيم بمعنى الكلمة”.

وكان الهاشمي قد تعرض الى عملية اغتيال، عقب خروجه من استوديو احدى القنوات الفضائية في شارع النضال وسط بغداد ووصله الى منزله في منطقة زيونة شرقي العاصمة.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت عن معلومات تخص قضية التحقيق التي تم تسويفها ولم تعلن نتائجها لغاية الان، وبقيت طي الكتمان، رغم تعهد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بالكشف عن القتلة وقوله ان “العراق لن ينام قبل القبض عليهم”، إلا انه وبعد مرور 40 يوما ما زالت القضية مجهولة.

ومن المعلومات الخاصة بالقضية، فان عجلة رباعية الدفع، رافقت الهاشمي منذ خروجه من استوديو احدى القنوات الفضائية من شارع النضال وسط العاصمة وصولا الى منزله، بالاضافة الى دخول المسلحين بعجلة اخرى الى منطقة زيونة خلال حظر التجوال، مبرزين باجات رسمية.

العجلة رافقت الهاشمي حتى دخل زقاق منزله، وبذات الوقت فان المسلحين خرجوا من منزل قريب على منزل الهاشمي، أي في ذات المربع السكني، يستقلون دراجات وبلا لثام، واردتوا اللثام عند دخولهم الزقاق بالتزامن مع العجلة الاخرى ووصول الهاشمي.

في اول ليلة من الاغتيال، أمر الكاظمي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة، بإقالة قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية العميد الركن محمد قاسم وهو مسؤول عن قاطع الرصافة بالكامل، حيث منزل الهاشمي.

وبحسب مصدر كشف في وقتها لـ”العالم الجديد” فان “الكاظمي وبخ قاسم عقب الاغتيال، وأمر بإقالته”.

لكن، الكاظمي لم يستمر يفي بوعده، وتراجع عن قراره قبل ايام وتمت إعادة قاسم الى منصبه ذاته، عقب تسويف التحقيق.

ما زال هناك يومان حتى الذكرى الـ40، فهل تتدارك الجهات المعنية الأمر وتكشف الجهات المسؤولة عن الاغتيال، أم انها أغلقت الملف بالكامل.

إقرأ أيضا