يعود ملف إطعام الجيش العراقي الى الواجهة من جديد، وذلك بعد تغيير نظامه من داخل “الوحدات” الى “المركزي” ما أدى الى وصول وجبات طعام “سيئة” الى الجنود، وذلك بحسب شكاوى عديدة وصلت لـ”العالم الجديد”، ونشروا بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه هي المرة الثانية التي يثار فيها هذا الملف بعد “الفضحية” التي فجرها وزير الدفاع الاسبق خالد العبيدي عام 2016.
ورصدت “العالم الجديد” تلك الشكاوى عن نوعية الطعام التي باتت تقدم لهم، وهي عبارة عن 3 قطع من البرغر السيئ، حيث يظهر خفيفا وجافا بالاضافة الى قطعة خبز (صمونة) واحدة فقط.
وبحسب مصادر مطلعة، بينت أن “نظام إطعام الجنود، تحول الى المركزي (المذاخر)، وبات في عهدة شركة تجهز الطعام وتغلفه ويصل الى الجنود، مع اسقطاع 110 الف دينار (نحو 90 دولارا) من كل جندي”.
الجنود كشفوا من خلال منشوراتهم عن صفقة فساد كبيرة خلال تولي جمعة عناد منصب وزير الدفاع، فقد بينوا أن “أحد شروط توليه الوزارة هو تحويل إطعام الجيش الى نظام المذاخر، لأجل تحقيق مكاسب مالية عبر هذه الصفقة”.
يشار الى ان إطعام الجيش كان يتم عبر الاكتفاء الذاتي، ما يوفر وجبات طعام بنوعية جيدة للجندي، وبالمستوى المطلوب، على عكس ما يقدم الان من وجبات “لا تصلح للأكل”.
وبحسب فيديو تابعته “العالم الجديد” فان وجبات الطعام التي تصل للجنود اغلبها تالفة، كما انها تتضمن اجبانا ايرانية منتهية الصلاحية، ومياها معبئة اماراتية الصنع، فضلا عن همبرغر إماراتي “شبه تالف”، وعلبة عصير من الحجم الصغير جدا، تباع اثنان منها بسعر 250 دينارا (نحو 20 سنتا) وهي أقل عملة نقدية في البلاد.
وبحسب نظام المحاصصة في الدولة، فان وزارة الدفاع من حصة المكون السني، وتخضع دائما لتدخل قادة الكتل والاحزاب السنية.
وكان وزير الدفاع الاسبق خالد العبيدي، وخلال جلسة استجوابه في مجلس النواب في عام 2016، كشف عن اكبر صفقة فساد في ملف إطعام الجيش والاليات العسكرية، واتهم فيها رئيس البرلمان انذاك سليم الجبوري والنائب محمد الكربولي.
وقال العبيدي خلال جلسة استجوابه “خلال لقاء حضرته في منزل الجبوري وبعد حديث عن المستقبل السياسي معه، قال أحد الحضور وهو “تاجر -عقد إطعام الجيش أعطنا إياه، أعلنه مناقصة وانتهى الموضوع- واعمل في الوزارة براحتك (…) وصمام الأمان رئيس مجلس النواب”.
وتصل قيمة عقد تجهيز طعام الجيش إلى ترليون و300 مليار دينار (أكثر من مليار دولار)، وفقا للعبيدي.
وبشأن الاليات، فقد وجه العبيدي الاتهام الى الكربولي، قائلا “النائب محمد الكربولي قال إن هناك 1300 آلية هامر في ولاية تكساس الأمريكية رخيصة ويمكن أن تكون مفيدة، وبعد التدقيق تبين أنها غير جيدة ولا يتجاوز سعر الواحدة 60 ألف دولار، والمطلوب نشتريها بملبغ 124 ألف دولار ثم تحسب وفقا لعقد بمبلغ 360 ألف دولار”، مؤكدا أن “الكربولي يقول إنها صفقة السيد الرئيس (الجبوري) الذي يسأل عنها يوميا”.
والكربولي حصل على مقعد نيابي مجددا في مجلس النواب، ويعد ايضا من المقربين الى رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي، حيث يعتبران من ابرز قادة الكتل السنية التي تتحكم بالقرار السياسي (السني).