بلقاءات مكثفة.. الكاظمي يسارع الخطى نحو اوروبا

وجه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بوصلته نحو أوروبا، بعد أن قضى الفترة الماضية في الملف…

وجه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بوصلته نحو أوروبا، بعد أن قضى الفترة الماضية في الملف الامريكي – الايراني، وعلاقة هاتين الدوليتن مع العراق، والازمات المترتبة على ذلك.

جولة أوروبية مرتقبة، ولقاءات مسؤولين أوروبيين في بغداد، هذا ما تم بوتيرة متسارعة خلال ساعات في محاولة لكسب المجتمع الدولي لجانب العراق، في خضم صراعات سياسية داخلية متأثرة بالتدخل الدولي، ولا سيما الاوروبي.

اليوم الاربعاء، استقبل الكاظمي قائد بعثة حلف الناتو في العراق، جيني كارينيان، وبحث معه سبل تقديم الدعم من بعثة الناتو إلى القوات الأمنية العراقية بمختلف صنوفها، وذلك في مجالات التدريب، وتعزيز القدرات العسكرية، ورفع مستوى المهنية والكفاءة.

ويتولي الناتو عبر نحو 500 فرد من العسكريين والمدنيين مهمة تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية، لكن في 4 كانون الثاني يناير الماضي، قرر الناتو تعليق أنشطته في تدريب القوات العراقية مؤقتا، وذلك بعد يوم من اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.

وبالاضافة الى بعثة الناتو، استقبل الكاظمي وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، وبحثا سبل تعزيز التعاون المشترك بين بغداد وأثينا، في مجالات متعددة، لاسيما الاقتصاد والاستثمار وأيضاً في مجال الطاقة النظيفة.

وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين العراق واليونان، في العاصمة بغداد، بين دندياس ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي أكد ان نظيره اليوناني سيفتتح قنصلية في أربيل.

وقال حسين في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره اليوناني ان “اليونان دولة مهمة للعراق، فهي تلعب دوراً مهماً في مجالات مختلفة، وساعدت العراق في حربه ضد داعش”، معتبرا ان “الحوار الطريق الوحيد لحل المشاكل والخلافات”.

كما بحث حسين مع دندياس التعاون الأمني بين العراق ودول الاتحاد الاوروبي، وحسب دندياس، فانه اكد استعداد بلاده لدعم علاقات العراق مع الاتحاد الاوروبي.

ويأتي هذا التحرك، بعد ان اعلن يوم امس الثلاثاء، المتحدث الرسمي باسم رئيس مجلس الوزراء أحمد ملا طلال، أن “الكاظمي سيبدأ الأسبوع المقبل جولة تشمل كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتعزيز العلاقات الثنائية والانفتاح على المجتمع الدولي وتطوير علاقات العراق الاقتصادية والتجارية”.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد وصل بغداد في 2 أيلول سبتمبر الماضي، وأجرى لقاءات مع الرئاسات الثلاث، وقد حضر المسؤولين في كردستان الى بغداد لاجراء مباحثات مع ماكرون، الذي لم يغادر العاصمة واستغرقت زيارته ساعات فقط.

وعدت الزيارة، التي جاءت عقب زيارة وزير الجيوش الفرنسية الى بغداد، بانها انفتاح جديد لفرنسا نحو العراق، خاصة في المجالات العسكرية، بعد ان كان عملها ينحصر نوعا ما بالجانب الاجتماعي والاقليات.

وكان لفرنسا الدور الابرز، والمتعارض مع رؤية الولايات المتحدة بغلق سفارتها في بغداد، إذ بحسب مصدر كشف سابقا لـ”العالم الجديد” فان “بعض دول الاتحاد الاوروبي وأبرزها فرنسا، ترى أن إغلاق واشنطن لسفارتها في العاصمة بغداد، وسحب كافة قواتها، سيرسل رسالة خاطئة مفادها الاستسلام للجهات المعادية من المتطرفين أو بمثابة تقديم هدية لها، إضافة الى أن هذا القرار يتناقض مع الخطاب الامريكي الذي يؤكد أن واشنطن تسعى لاستقرار العراق وتقويته ودعم حكومته، خاصة وأنه يمثل نقطة هامة في الصراع الجاري بالمنطقة”، منبها الى أن “الدول ذكرت واشنطن بانسحابها العسكري سابقا، والذي أدى الى ظهور تنظيم داعش في 2014 وألقى بعواقبه على العالم أجمع”.

وكان للموقف الفرنسي، اثرا كبيرا في تراجع واشنطن عن قرارها، مع إعطاء بغداد ضمانات بحماية البعثات الدولة، وخاصة في اللقاء المشترك الذي جمع بين الكاظمي ومبعوثي 25 دولة.

واليوم ايضا، استقبل الكاظمي السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، وتسلم منه رسالة خطية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتضمن دعوة رسمية للكاظمي لزيارة تركيا.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعرب في وقت سابق خلال اتصال مع الكاظمي، عن استعداد تركيا لدعم العراق سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

وتأتي دعوة أنقرة الرسمية للكاظمي، بعد ايام من توقيع اتفاق سنجار بين حكومتي بغداد واربيل، القاضي الى إبعاد الفصائل الموالية للحرس الثوري عن القضاء وتسليمه أمنيا وإداريا الى بغداد واربيل فقط، مع إبعاد عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا عنه، خاصة وان عناصر الحزب بسطوا سطوتهم عليه.

وشهد الموقف التركي تغيرا كبيرا بعد هذا الاتفاق، إذ بحسب مصادر كشفت في وقت سابق لـ”العالم الجديد” إن أنقرة كانت ترفض استقبال الكاظمي، وانه حاول مرارا ترتيب زيارة رسمية لانقرة، لكن الرفض كان سيد الموقف.

واضاف ان انقرة كانت تعتبر الكاظمي بعيدا عن سياستها، بل اعتبرته معاديا لمحورها، وقريبا من محاور أخرى في المنطقة، وهذا ما أدى الى رفضها لزياته في تلك الفترة.

إقرأ أيضا