عادت الصدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية الى ساحة الحبوبي في الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية مجددا، من خلال تظاهرة حاشدة طالبت بالكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي.
ويقول الناشط المدني احمد طالب في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “التظاهرات انطلقت في الساعة الثانية والنصف من ظهر اليوم بساحة الحبوبي، وبعد نصف ساعة من انطلاقها، قرر عدد من الناشطين إغلاق جسر الحضارات وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة، احتجاجا على تهاون الحكومة المحلية في ذي قار بالكشف عن مصير الناشط المغيب سجاد العراقي”.
ويضيف طالب “أثناء محاولة المتظاهرين الأقدام على غلق جسر الحضارات دخلوا في صدام مع القوات الأمنية (مكافحة الشغب) التي ردت بإطلاق الرصاص الحي عليهم”، متابعا “بعد مناوشات بين الطرفين وسقوط جرحى، تمكن المتظاهرون من السيطرة على الجسر، ثم انتقلوا للسيطرة على جسر الزيتون وسط الناصرية، حيث تم إغلاقه لمدة نصف ثم اعيد افتتاحه”.
وينوه الناشط في تظاهرات ساحة الحبوبي التي أصبحت أيقونة لمتظاهري المحافظة على مدى أكثر من عام، إلى أن “الهدوء عاد الى الساحة بعد تدخل عدد من الناشطين بهدف تهدئة الموقف، خوفا من خسارة شباب آخرين في مواجهات محتملة”.
وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، شكل في 20 تشرين الثاني نوفمبر 2020، خلية أزمة لإدارة محافظة ذي قار برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي، وذلك عقب الهجوم على ساحة الحبوبي من قبل مسلحين وفتح النار تجاه المتظاهرين ما ادى الى إصابة 70 متظاهرا وحرق العشرات من خيام الاعتصام.
وفي 15 كانون الاول ديسمبر الماضي، وبعد مفاوضات بين خلية الأزمة والمتظاهرين، تقرر فتح ساحة الحبوبي ورفع خيام المتظاهرين، فيما قرر المتظاهرون الخروج بتظاهرات كل يوم جمعة للتأكيد على مطالبهم.
بدوره يؤكد مراسل “العالم الجديد” في ذي قار، أن “المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية انتهت بسقوط 3 جرحى تراوحت أعمارهم بين 17 و18 سنة عاما”، مبينا أن، “الجرحى من المتظاهرين، وإصابتهم هي بطلق ناري في منطقة الساق”.
يذكر انه في 19 أيلول سبتمبر 2020، اختطف الناشط والمتظاهر سجاد العراقي في ذي قار، وجرت عمليات أمنية كثيرة للعثور عليه، لكن دون دوى، ومن ضمن القوات التي شاركت هي جهاز مكافحة الارهاب.
وتعد ساحة الحبوبي في الناصرية، أهم ساحة اعتصام بعد ساحة التحرير في العاصمة بغداد، وشهدت أحداثا كثيرة منذ انطلاق التظاهرات في الاول من تشرين الاول اكتوبر 2019، وكان للمتظاهرين فيها الدور الأبرز بالتصعيد ردا على اعمال العنف التي موست ضدهم من قبل القوات الامنية، كما عاشت ليال دامية، اسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في محاولة لفض الاعتصام وإنهاء التظاهرات، وأبرزها ما عرف بـ”مجزرة جسر الزيتون” التي عاشتها المحافظة ليلتي 28 – 30 من تشرين الثاني نوفمبر 2019.
