ركزت على لقائه بالسيستاني.. صحف أوروبية تتناول مطالبة البابا بـ”انهاء الفساد” وتذكّر بـ”تشرين” 

ركزت الصحف الفرنسية والالمانية، على أبرز حدث في زيارة بابا الفاتيكان الى العراق، وهو اللقاء…

ركزت الصحف الفرنسية والالمانية، على أبرز حدث في زيارة بابا الفاتيكان الى العراق، وهو اللقاء الذي جمعه بالمرجع الديني الاعلى علي السيستاني في النجف، إضافة الى تذكيرها بتظاهرات تشرين في العراق، كتعقيب على كلمة البابا التي اشار فيها لضرورة انهاء الفساد في البلد. 

صحيفة weser-kurier الالمانية، عدت لقاء البابا والسيستاني بانه “مهم” للمسيحيين في العراق، قائلة “كان لقاء الرجلين المسنين مهمًا، فالمسيحيون بحاجة إلى حماية من قبل الأغلبية الشيعية في البلاد، لاسيما أن البطريرك الكلداني لويس ساكو هو من أصر على اجراء ذلك اللقاء”.

وبالانتقال لصحيفة 20minutes الفرنسية، فانها ركزت على كلمة البابا التي ألقاها في قصر بغداد، خلال الاستقبال الرسمي الذي أجري له، قائلة “لقد أثار زعيم الـ1.3 مليار كاثوليكي في العالم كل المواضيع الساخنة في العراق لكبار مسؤوليه ومنهم الرئيس برهم صالح”.

وبينت ايضا ان “البابا قال (كفى عنفًا وتطرفًا وتعصبًا)، وكفى أيضًا من (الفساد)”، واشارت الى تظاهرات اكتوبر، التي انطلقت عام 2019، بسبب الفساد المستشري في البلد، وذكرت بما قاله البابا في حينها، حيث “حث العراق على الكف عن قمع شبابه المطالبين بالعدالة”.

وفي فرنسا ايضا، ركزت صحيفة la-croix. على الصحف الايرانية، وكيف تناولت لقاء البابا فرنسيس مع السيستاني، راصدة بعض مما جاء فيها، ونقلت عن صحيفة “كارجوزاران الإصلاحية” التي اكدت على ان البابا والسيستاني هما “حاملا لواء السلام العالمي”، فيما قالت صحيفة الشرق، وهي إصلاحية ايضا، ان الاجتماع “يظهر أهمية التعاون بين أتباع الديانات المختلفة”.

وتابعت في تقريرها، ان الصحف المحافظة مثل “رسالت” فانها رأت ان زيارة البابا “فرصة ثمينة للسلام”، ومن جهتها ، تتصدر صحيفة إيران الحكومية عنوان “انتصار الشيعة والمسيحية”، وذكرت الصحيفة ان ايران حافظت على علاقات دبلوماسية ثنائية مستمرة منذ عام 1654 مع الكرسي الرسولي (بابا الفاتيكان) ولم تنقطع على الرغم من الثورة الاسلامية عام 1979.

وكان البابا فرنسيس، التقى يوم امس السبت، بالمرجع الديني الاعلى علي السيستاني في منزله بمحافظة النجف، بأول لقاء بينهما والذي استمر لمدة 45 دقيقة، وذلك ضمن زيارة هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان إلى العراق.
 

وأفاد مكتب السيستاني، في بيان، بأنه خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان “دار الحديث حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها”.
 

وأضاف البيان أن السيستاني “تحدث عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”.
 

وأشار السيستاني إلى “الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، ولا سيما في القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة”
 
وأكد السيستاني على “أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية”. وأشار السيستاني إلى “مكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته”، وأبدى أمله بأن “يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد”.
 
كما أكد السيستاني على “أهمية أن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية”، وأشار إلى “جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الإرهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً إجرامية يندى لها الجبين”.
 
في الوقت نفسه، أفاد بيان صادر عن الفاتيكان بأن زيارة البابا فرنسيس للسيستاني استغرقت 45 دقيقة. وأكد بابا الفاتيكان خلال اللقاء على “أهمية التعاون والصداقة بين الطوائف الدينية حتى نتمكن، من خلال تنمية الاحترام المتبادل والحوار، من المساهمة في خير العراق والمنطقة للبشرية جمعاء”.
 
وذكر بيان الفاتيكان أن اللقاء “كان فرصة للبابا لتقديم الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعا عن الأضعف والأكثر اضطهادا، مؤكدين قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي”.

إقرأ أيضا