على أعتاب صيف هو “الأصعب”.. هل تنجح “طوارئ الكهرباء” في العراق؟

بين مديريتي “التجهيز” و”التوزيع”، يبقى ملف الكهرباء في العراق أمام اختبار عسير مع اقتراب فصل…

بين مديريتي “التجهيز” و”التوزيع”، يبقى ملف الكهرباء في العراق أمام اختبار عسير مع اقتراب فصل الصيف، ففي الوقت الذي توقعت فيه دائرة توزيع الجنوب حدوث أزمة، كشف مصدر عن أن ساعات التجهيز بالطاقة ستتراوح بين 18 و22 ساعة في المحافظات الجنوبية، بناء على “خطة طوارئ” أعدت مؤخرا، فيما اشار نائب الى ان هذا الصيف سيكون “الأصعب” بين السنوات الماضية.

 

ويقول النائب فاضل الفتلاوي في حديث لـ”العالم الجديد” إنه “لا توجد معطيات بشان زيادة انتاج الطاقة الكهربائية من قبل الحكومة، ولم نلمس إجراءات فعالة مع اقتراب فصل الصيف، خاصة ونحن نشاهد الان زيادة بساعات القطع“.

ويضيف الفتلاوي، ان “الحكومة لا تمتلك خطة حول موضوع توفير الكهرباء كما هو الحال في كل عام نشاهد فيه احتجاجات واحتقانا كبيرا في الشارع العراقي بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية لساعات طويلة، خصوصا في فصل الصيف”، مبينا أن “الحكومة لا تفكر حتى بإنشاء محطات حرارية تبعد كيلومترات عن مناطق إنشاء الغاز، كما هو الحال في مدينة بسماية في اطراف بغداد“.

ويتابع “الفساد المالي والاداري المستشري في دوائر الدولة، هو من أوصل وضع الكهرباء بالعراق إلى ما هو عليه، ولا نشاهد إجراءات ملموسة لدى وزارة الكهرباء لتخطي هذه العقبات”، مضيفا أن “لدى وزارة الكهرباء كوادر وشركات عراقية رصينة ومهندسين اكفاء، فلماذا لا نشاهد المشاريع التي تخدم الوضع وتقدمنا إلى الامام“.

ويوضح انه “في حال بقاء الوضع كما هو عليه الان، فان هذا الصيف سيكون اصعب واشد من السنوات السابقة”، متسائلا “الى متى نبقى نستورد الكهرباء وجميع الامكانيات متوفرة لدينا، فالعراق البلد الوحيد الذي يحرق الغاز ولا يستفيد منه، وهو بلد الطاقة والمفروض يصدرها للعالم بدلا من استيرادها“.

ولم تحل ازمة الكهرباء في العراق، بعد عام 2003، رغم رصد مليارات الدولارات لها، والتعاقد مع مختلف الشركات العالمية، وبقي ملفها معلقا دون اي نتائج تذكر، بل شابه الفساد بصورة كبيرة جدا.

ويعد العراق ثاني دولة بعد روسيا في حرق الغاز المصاحب، وذلك وفق تصنيف عالمي، وقد قدرت إدارة معلومات الطاقة الامريكية ان العراق أشعل 629 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بسبب عدم كفاية خطوط الانابيب والبنية التحتية لغاية الان، مبينة ان هذه الكمية المحترقة من الغاز تكفي لإمداد 3 ملايين منزل بالطاقة.

كما تشير بيانات البنك الدولي إلى أن افتقار حقول النفط العراقية لمعدات جمع الغاز، يؤدي سنويا الى حرق 18 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط، وبحسب تقديرات دولية، فان هذا الحرق يكلف العراق 2.5 مليار دولار سنويا، او ما يعادل 1.55 مليار متر مكعب من الغاز يوميا، وهو ما يعادل 10 أضعاف ما يستورده العراق من ايران

الى ذلك، يشير مدير الاعلام والعلاقات العامة في مديرية توزيع كهرباء الجنوب امين العيساوي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أهم شيء في هذه القضية هو توفير الطاقة الكهربائية من قبل قسم الانتاج لمحطاتنا في جنوبي العراق، وبالتالي نحن كمحطات ثانوية نقوم بدورنا في توزيع الطاقة“.

ويوضح العيساوي “اذا كان لدى قسم الانتاج طاقة كافية، يتم تحويلها إلى جميع المحطات من اجل توفيرها للمواطنين خلال فصل الصيف المقبل”، متوقعا ان “تحدث ازمة في موضوع الانتاج الكهربائي في العراق، لكن لن يحصل شيء فيما يخص التوزيع فان جميع المحطات تعمل بشكل جيد“.

وبشأن خط الكهرباء الايراني، يبين العيساوي أنه “في حال خروج خط الانتاج الإيراني للطاقة الكهربائية او إحدى محطات التوليد للطاقة عن الخدمة، فانه سيؤثر بشكل مباشر على موضوع توزيع الكهرباء”، مردفا أن “محطات نقل الطاقة ايضا من مسببات الازمة في العراق، ولها اهمية كبيرة بايصال الطاقة للمحطات الثانوية والتي بدورها تنقل الكهرباء للمحطات الأخرى“.

وتعاني اغلب المحطات الكهربائية في العراق من التقادم، ولجأ العراق الى استيراد الطاقة الكهربائية من ايران، ويحصل بصورة دورية على استنثاء من العقوبات الامريكية المفروضة عليها لاستمرار الاستيراد، ودفع في العام 2020، مبلغ 400 مليون دولار لايران، وهو ما يمثل نصف مستحقاتها عن تصديرها الكهرباء له.

وقد صرف العراق خلال الاعوام 2006– 2017 اكثر من 34 ترليون دينار عراقي اي نحو 29 مليار دولار، لتحسين وضع الكهرباء في العراق، لكن ما تحقق من طاقة انتاجية هو نصف الطاقة التصميمية التي صرفت عليها هذه المبالغ، وذلك حسب هيئة النزاهة العراقية.  

وحول انتاج الطاقة الكهربائية استعدادا لمواجهة فصل الصيف المقبل، يكشف مصدر في قسم التجهيز لكهرباء الجنوب في حديث لـ”العالم الجديد” أن “الحصص في المنطقة الجنوبية تتوزع على اساس اجتماعات تعقد من قبل اللجنة التنسيقية العليا والمتكونة من المحافظين وبرئاسة رئيس مجلس الوزراء“.

ويؤكد ان “ساعات التجهيز ستكون هذا الموسم في ذي قار وميسان من 18 إلى 22 ساعة، والمثنى والبصرة من 20 إلى 22 ساعة، وفيما يخص ذي قار، فقد شهدت افتتاح محطة (الشطرة 400)، وهي لأول مرة تدخل الخدمة على مستوى محافظة ذي قار، وستوفر ما يعادل 800 ميغاواط“.

ويشير الى “إعداد خطة طارئة للنقل في هذا العام، من أجل وصول ساعات التجهيز الى 20 ساعة يوميا، في عموم المنطقة الجنوبية”، مضيفا ان “الحصص تعتمد على وضع المنظومة، عدا البصرة فهي مستثناة من القطع المبرمج، كونها تعاني ما تعانيه في كل صيف من حرارة وارتفاع بالرطوبة“.

وحول عمل الشركات العالمية لتطوير الكهرباء في العراق، يلفت إلى أن “الموازنة لم تقر للان، وهذا يؤثر كثيرا على مشاريع الكهرباء التي تمت إحالتها للشركات العاملة في العراق، ولكن يتم الان التمويل بحسب الصلاحيات الاستثنائية”، متابعا “في ذات الوقت نستفيد من خط النقل الايراني خاصة في فصل الصيف، حيث ان البصرة لوحدها تحتاج إلى اكثر من 4 الاف ميغاواط، حيث تبلغ قدرة الخط الإيراني من 400 – 500 ميغاواط“.

ويوم 25 اذار مارس الحالي، افتتحت محطة الشطرة التحويلية 400، وهي الاولى من نوعها في محافظة ذي قار، وبسعة تصل الى 1000MVA، والتي من المؤمل ان تعمل على حل الاختناقات ورفع ساعات التجهيز في جميع مناطق شمالي المحافظة، وهي  الشطرة، الغراف، النصر، القلعة، الرفاعي، الفجر والدواية.

وترتبط المحطة كمرحلة اولى بمحطة توليد (الناصرية الحرارية) في ذي قار ومحطة (واسط 400) في محافظة واسط، عن طريق خطي الضغط الفائق شطرة 400 وواسط 400.

إقرأ أيضا