خلال زيارته العراق.. هل رسخ ظريف انقسام الداخل الايراني؟

رسخ لقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بقادة القوى السياسية في العراق دون حضور…

رسخ لقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بقادة القوى السياسية في العراق دون حضور قادة لفصائل في هيئة الحشد الشعبي “الانقسام” داخل النظام السياسي الايراني متمثلا بمحوري “الخارجية/ الحكومة” من جهة و”الحرس الثوري” من جهة أخرى، بحسب خبراء في الشأن السياسي، حيث أكدوا على أن الاجتماع ضم القادة “المؤثرين” وسط توقعات بـ”انتكاسة” لحلفاء ايران المقربين من “محوريها” بشكل عام في الانتخابات المقبلة. 

ويقول الخبير الستراتيجي احمد الشريفي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “لإيران تأثيرا قويا في العراق، على اعتبار أنها متحالفة مع أغلبية الكتل السياسية في البلاد، وهناك تجاذب وصراع على هذه الأغلبية بين الخارجية الإيرانية (الحكومة) والحرس الثوري، حيث لكل منهما وجهة نظر مختلفة”.

يأتي ذلك، في ظل جدل واسع داخل ايران بعد تسريب تسجيل لظريف ينتقد فيها قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، والذي اغتالته الولايات المتحدة قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي، ملمحا الى علاقات خفية تربطه بروسيا.

ويضيف الشريفي، أن “ظريف يمثل وجهة نظر الخارجية الإيرانية التي لطالما تقاطعت مع توجهات الحرس الثوري، وغياب زعماء الفصائل ومن يمثلهم سياسيا واضح جدا على اعتبار أن لديها تقاربا مع الحرس الثوري، وتباعدا مع الخارجية الإيرانية”، مردفا أن “المرحلة المقبلة ستشهد انتكاسة لحلفاء ايران عموما سواء المقربين للحرس الثوري أو الخارجية الإيرانية، لانه في الاطار العام فان النموذج السياسي الذي يحسب على الشيعة لم يوفق بادارة الازمة في العراق، ويعاني من حالة اغتراب جماهيري وخواء على مستوى الرصيد الانتخابي ولن تستطيع هذه الزيارات إنعاش رصيده الانتخابي”.

ويلفت الى أن “الأغلبية الشيعية ستواجه خيارين من قبل القواعد الجماهيرية، إما أن تلجأ القواعد الجماهيرية للمقاطعة وعدم المشاركة بالانتخابات او التمرد واعلان حالة من الفوضى بالمدن التي تمثلها”، مؤكدا ان “الزيارات لن تنعش أي مشروع سياسي شيعي، فقد بات يعاني من موت سريري”.

ويوم 26 نيسان ابريل الماضي، اجتمع ظريف خلال زيارته الى بغداد، بمعظم قادة الكتل السياسية الشيعية، وابلغهم بحسب مصادر لـ”العالم الجديد”، أن ايران مؤمنة بدور العراق في الوساطة مع دول الخليج.

وتأتي زيارة ظريف بالتزامن مع الحديث عن عقد الجولة الثانية من المباحثات الايرانية السعودية على أرض العراق، بعد أن انطلقت الجولة الاولى في 9 نيسان أبريل الماضي، بحسب ما كشفته صحيفة بريطانية في وقتها.

وحول لقاء ظريف بقادة القوى السياسية الشيعية، يبين المحلل الامني احمد الربيعي في حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “ليس بالضرورة لأي مسؤول يزور دولة ما ان يلتقي بالمسؤولين فقط، بل ان ذلك يمكن ان يتم بعد أخذ موافقة وزارة الخارجية والحكومة العراقية، حتى يتمكن الزائر من لقاء شخصيات عامة وقادة سياسيين وفقا لجدول اعمال الزيارة، وبخلافه يكون خرقا للمواثيق الدولية”.

ويشير الربيعي، الى أن “الدولة الايرانية تؤثر على العراق بسبب تحالف بين بعض القوى معها، بالتالي فهذا العامل يجعل هؤلاء القادة ينسقون بشكل أكثر من غيرهم مع الإيرانيين”، مبينا أن “موضوع زيارة ظريف ولقائه بقادة القوى السياسية، جاء بطلب من الخارجية الإيرانية، وعلى أساسه حضرت هذه الشخصيات للاجتماع دون قادة الفصائل أو ممثليهم، فالاجتماع جمع المؤثرين بالمشهد السياسي”.

ويلفت الى أن “موضوع الزيارة يركز حول مستقبل العلاقة بين إيران والسعودية من جهة، وايران والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات والاتفاق النووي”.

يذكر أنه في 6 نيسان ابريل الماضي، اعلن عن انتهاء زيارة قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني الى بغداد، وبحسب وسائل اعلام ايرانية، فانه “التقى خلالها كبار المسؤولين ورؤساء الاحزاب السياسية”، وذلك عشية انطلاق الجولة الثالثة للحوار العراقي الامريكي، بـ24 ساعة، وقبل انطلاق الحوار الايراني السعودي في بغداد بيومين.

إقرأ أيضا