قاآني في بغداد.. لـ”إنقاذ” الكاظمي أم لردع التوغل التركي؟

تزامنا مع عدد من الأزمات السياسية في البلاد، رجح محللون سياسيون أن يكون سر زيارة…

تزامنا مع عدد من الأزمات السياسية في البلاد، رجح محللون سياسيون أن يكون سر زيارة قائد فيلق القدس الايراني الى بغداد “دعوة” من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، في محاولة لـ”التأثير” على الفصائل المسلحة، خاصة في ظل تنامي الخلافات بين الطرفين، فيما أشار آخرون الى أن ملف التدخل العسكري التركي قد يأخذ حيزا من الزيارة لتعارضه مع “طرقها الآمنة” داخل العراق.

ويقول المحلل السياسي حيدر الموسوي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ملفات الانتخابات والتدخل التركي في العراق قد تكون طرحت خلال زيارة قاآني للعراق، لكن الملف الابرز هو ان ايران تريد ان تدخل كعامل تهدئة ما بين الاطراف السياسية خاصة بعد التوتر الاخير الذي شهدته الأوضاع العراقية على خلفية اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح”.

ويضيف الموسوي، أن “هذه الزيارة هي من باب خفض التوتر ما بين الجهات في الحشد الشعبي والحكومة، وتحديدا مع شخص رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي”، مبينا أن “حكومة الكاظمي تحاول أيضا أن تلعب دور الوساطة ما بين طهران وواشنطن، وعلى اقل تقدير خفض التصعيد في المرحلة المقبلة”. 

ويردف “قد تكون زيارة قاآني جاءت بطلب من الكاظمي على اعتبار انه يعاني من بعض المشاكل مع الأطراف السياسية الفاعلة والحشدية في المشهد العراقي، ويذهب باتجاه ان تلعب طهران دور الوساطة بهذا الموضوع، خصوصا وأن الكاظمي بالفترة الاخيرة بدأ يغازل ايران من خلال رفع التاشيرة بين البلدين، لاسيما ونحن مقبلون على انتخابات، وهناك حاجة لاجرائها بصورة هادئة بعيدا عن المشكلات التي قد تحدث”.  

وكشفت مصادر سياسية يوم امس، عن اجراء قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني زيارة سريعة الى بغداد، وذلك بالتزامن مع اطلاق سراح قائد عمليات الانبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح، الذي اعتقل قبل نحو اسبوعين بتهم عديدة، منها اغتيال الناشطين ومسؤوليته عن استهداف القواعد العسكرية الامريكية، لكن بحسب بيان القضاء العراقي، فان الادلة لم تكن كافية لإدانته.

ويشهد العراق مؤخرا، توغلا تركيا كبيرا، بلغ نحو 40 كليومترا داخل العمق العراقي، بهدف ملاحقة حزب العمال الكردستاني PKK، لكن الحديث بدأ يدور حول وجود اطماع تركية في الاراضي العراقية، خاصة مع سيطرة هذه القوات على بعض المناطق الحدودية والقرى، ما ادى من جهة اخرى الى نشوب صراع بين الاحزاب الكردية، يتعلق بوجود العمال الكردستاني.

ومن أبرز الاهداف التي اعلنت عنها تركيا، منذ انطلاق عملياتها العسكرية منذ شباط فبراير 2020، هو انهاء وجود العمال الكردستاني في سنجار، ومؤخرا توجهت نحو مخمور، وهذا ما دفع الفصائل المسلحة الى أرسال ألوية عسكرية الى سنجار بهدف صد أي تحرك تركي نحو القضاء، الذي يقع في محافظة نينوى، ويعد موطن المكون الإيزيدي في العراق.

ويعتبر سنجار، محط انظار كل من ايران وتركيا، لكونه يمثل نقطة ستراتيجية مهمة للبلدين، وذلك وسط صمت رسمي عراقي حول كل هذه العمليات والتوغل.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي علي فضل الله في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “ايران دولة جارة وشريكة لاحزاب فاعلة بالحكومة العراقية، فالموضوع تشاور في امور تخص الانتخابات المبكرة على اعتبار ان هناك تخوف سواء من ايران او غيرها من الدول الإقليمية”.

ويرى فضل الله، أن “ملف الطاقة والاقتصاد والتبادل التجاري قد يكون حاضر، اضافة إلى موضوع الاستعراض العسكري للحشد الشعبي في الذكرى السنوية لتأسيسه”، متابعا أن “ايران مراقب جيد للوضع العراقي، بالتالي فان الملف التركي قد يشغل الجانب الايراني على اعتبار ان هناك صراعا خاص بالطرق والممرات الآمنة التي تمر عبر العراق، خصوصا فيما يتعلق بسنجار التي تقع عليها انظار ايران وتركيا معا”.

ويشير الى ان “زيارة قاآني للعراق بدعوة من الكاظمي، هو أمر وارد على اعتبار ان بعض الاحزاب لديها عمق استراتيجي مع الجانب الايراني، وقد يستثمر الكاظمي هذا الامر عبر قاآني للتأثير على بعض الفصائل المسلحة”.   

وتسعى ايران الى إنشاء طريق آمن، يمر عبر الاراضي العراقي وتحديدا سنجار، وصولا الى سوريا، وبحسب مصادر كشفت قبل سنوات، ان ضباطا من فيلق القدس الايراني يتواجدون في سنجار بهدف تأمين الطريق.

وقد دخل سفيرا ايران وتركيا لدى بغداد، في سجال بشأن التدخل العسكري في العراق، وذلك بالتزامن مع انطلاق اول عملية تركية، حيث قال السفير الايراني ايريج مسجدي “لا نقبل إطلاقا بأن تتدخل تركيا أو أي دولة أخرى في العراق عسكريا أو أن تتقدّم وتحظى بوجود عسكري في العراق”، فسارع السفير التركي فاتح يلدز الى الرد قائلا ان “السفير الإيراني آخر شخص يحق له إعطاء تركيا دروسا بشأن احترام حدود العراق”.

إقرأ أيضا