مصدر يكشف خفايا خلاف القنصل الفرنسي وعشيرة بذي قار.. ومسؤول: حللناها وديا

بعد مضي 24 ساعة على مهلة اليومين التي منحها أبناء عشيرة في ذي قار للقنصلية…

بعد مضي 24 ساعة على مهلة اليومين التي منحها أبناء عشيرة في ذي قار للقنصلية الفرنسية لتقديم اعتذارها عن تصريح “مسيء” لقنصلها عراقي الأصل، أكد نائب المحافظ أن الموضوع تم حله وديا، وأنه لن يتوسع أو يتحول الى قضية دولية، فيما كشف مصدر عن خفايا الأزمة وأسباب تصريح القنصل وصلة قرابته بأبناء تلك العشيرة.

ويقول مصدر مطلع في المحافظة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القنصل الفرنسي في محافظة ذي قار عادل الكنزاوي هو عراقي الأصل وبالأساس من أبناء المحافظة، وينحدر من فخذ الكنازوة، وهو فرع من عشيرة الحسينات، أي أنه قريب لشيخ هذه العشيرة، حيث برزت بينهما خلافات حول أمور عشائرية“.

ويوضح المصدر، أن “القنصل كان قد قال ما معناه إن الكنازوة (الذين ينتمي اليهم القنصل)، هم الأحق برئاسة العشيرة، ما دفع عشيرة الحسينات الى اعتباره تدخلا من قبل قنصل فرنسا في شؤون عشيرتهم، وأنه من غير المسموح له أن يتحدث بصفته العشائرية والشخصية“.

وينوه الى أن “ما أثير بشأن استهداف القنصلية من قبل تلك العشيرة، أمر لن يحدث بعد تدخل المحافظ وعدد من وجهاء المحافظة حيث قاموا بتهدئة الاوضاع، بعد أن هددت تلك العشيرة بغلق القنصلية ما لم تقدم اعتذارا“.

ولم يتسن لـ”العالم الجديد”، الحصول على تصريح او توضيح من قبل قنصلية فرنسا في ذي قار او سفارتها في بغداد حول الموضوع.

ويوم أمس الأول، قال من يسمى بشيخ عشائر الحسينات، قيصر آل عجيل الحسيناوي، في تصريح صحفي، إن، “القنصل الفرنسي عادل الكنزاوي، يمارس دور القوات المحتلة بتفكيك اللحمة العشائرية بالمحافظة، ولاسيما مع قبيلة الحسينات، فالقنصل اتهم في أكثر من مجلس بعدم وجود أصل لقبيلة الحسينات، وأنها مجرد تجمع، متجاوزا كل الحدود المسموحة لعمله بالمحافظة، وتدخل في شأن لا يعنيه إطلاقا“.

واكد الحسيناوي في حديثه ايضا أن، أفراد عشيرته اجتمعوا “لاتخاذ الخطوات اللازمة، والتي ستبدأ خلال الـ48 ساعة المقبلة، وأبرزها التظاهر أمام مبنى القنصلية الفرنسية وإغلاقها، إذا لم يقدم القنصل اعتذارا للقبيلة“.

كما وجهت عشيرة الحسينات بيانا إلى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ووزير الداخلية بضرورة وضع حد لتصريحات القنصل الفرنسي الفخري في المحافظة عادل الكنزاوي، بداعي أنها تثير الفرقة بين سكان المدينة.

وأعربت العشيرة في بيانها عن استنكارها لـ”التصريحات والتصرفات والتدخلات التي يقوم بها من يدّعي أنه القنصل الفرنسي في ذي قار، وآخرها التطاول على قبيلة الحسينات”، مشيرة إلى أن “تصريحاته تبث السموم والتفرقه بين أبناء العشائر في ذي قار عامة، وقبيلة الحسينات خاصة”، مشددة على أن “هذه التصرفات مرفوضة رفضا قاطعا كونها مخالفة للأعراف العشائرية والدبلوماسية، وبعيدة عن عمله كقنصل“.

وانتشرت فيديوهات وصور كثيرة، حول تجهيز العشائر في المحافظة لمختلف انواع الاسلحة، استعدادا لمهاجمة القنصلية، فضلا عن استهداف المصالح الفرنسية الاخرى.

الى ذلك، يقول عباس جابر مكطوف، معاون محافظ ذي قار لشؤون المتابعة في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القنصل الفرنسي في المحافظة أثار من خلال تصريح أدلى به في محفل خاص، أبناء عشيرة معروفة (الحسينات) في المحافظة“.

ويضيف مكطوف، أن “المحافظة ذات طابع عشائري، والمجتمع يتحسس من الإساءة لبعض الأعراف والتقاليد”، لافتا الى أن “المحافظ تدخل بصورة مباشرة في الموضوع، وأن الأمور انحلت بشكل ودي، كون القنصل ابن المدينة وهو قريب من تلك العشيرة التي اعترضت على تصريح له“.

وبشأن حماية البعثات الدبلوماسية، يتابع قائلا “بكل تأكيد أن حماية البعثات هي من أولولياتنا، سواء من قبل الحكومة المحلية او المركزية، ولكن الامر تم حله بشكل ودي على أفضل ما يكون”، منوها الى أن “من المستحيل أن تتوسع القضية أو تتحول الى دولية“.     

وتشهد محافظات الجنوب نزاعات عشائرية مستمرة، تتجلى في تبادل لإطلاق النار أحيانا بين منطقتين تستخدم فيه انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة، أو عمليات قتل لاشخاص محددين، وتكون غالبا متبادلة بين العشائر، وسط تراخٍ من قبل القوات الأمنية في الحد من هذه الظاهرة.

ومنذ سنوات ولغاية الان لم تستطع الدولة السيطرة على النزاعات العشائرية في جنوبي العراق، رغم ان مجلس القضاء الاعلى شمل ما يسمى بـ”الدكة العشائرية” أي اطلاق النار على منزل شخص اخر لأسباب عشائرية بقانون الارهاب، واعتقال المنفذين لها، إلا أن النزاعات والتصفيات الجسدية ما زالت مستمرة.

وكانت الحكومة قد تعهدت العام الماضي، بحماية البعثات الدبلوماسية كافة في الاراضي العراقية، وتوفير كافة ما تحتاجه لديمومة عملها، وذلك عقب تلويح واشنطن بغلق سفارتها في بغداد، نتيجة لتعرضها لقصف مستمر من قبل الفصائل المسلحة، الامر الذي دفع نحو 18 دولة الى التلويح بغلق سفاراتها ايضا.

إقرأ أيضا