سكان (العلم) يضطرون لجمع الحطب وإيقاده لارتفاع سعر قنينة الغاز إلى 60 ألف دينار

“كانت أمي تُناديني لأحمل قنينة الغاز بدلاً عنها، لكنها هذه الأيام ترسلني يومياً لجلب الحطب”،…

“كانت أمي تُناديني لأحمل قنينة الغاز بدلاً عنها، لكنها هذه الأيام ترسلني يومياً لجلب الحطب”، يقول علي الجبوري، الذي يسكن ناحية العلم التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد.

 

يحمل علي يومياً إلى بيته وبيت أخيه أكثر من 10 كغم من الحطب، وهذا يساعدهم كثيرا بدل الوقود الذي بدأ يشح مع ارتفاع سعر لتره الواحد من 450 إلى 1750 دينارا، نتيجة الاوضاع التي تعيشها المحافظة.

 

والعلم هي ناحية تابعة لقضاء تكريت الذي سيطر عليه تنظيم “داعش” في 11 حزيران الماضي، بعد سيطرته على الموصل بيوم واحد.

 

وفي 26 حزيران انسحب التنظيم من الناحية بعد أن سيطر عليها من دون مقاومة الأهالي.

وتعاني المدن التي يسيطر عليها “داعش” من أزمات إنسانية حادّة، ونقص في المواد الغذائية والطبيّة.

 

ويقول جاسم الجبارة، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، إن “المحافظة بشكل عام تعيش أوضاعا إنسانية صعبة، وذلك لارتفاع أسعار الوقود مع قرب بدء فصل الشتاء، ما اضطر اغلب العوائل الى الاستعانة بالحطب”.

 

ويضيف في اتصال مع “العالم الجديد” أن “المنظمات الإنسانية والدولية لم تستطع الدخول الى المحافظة، بسبب اشتداد المعارك بين القوات الامنية وعناصر تنظيم (داعش) الذي يفرض سيطرته على عدد من مناطق المحافظة، الأمر الذي يزيد من صعوبة الاوضاع التي يعيشها السكان”.

 

وتحدث سكان من ناحية العلم لـ”العالم الجديد” عن ارتفاع في أسعار الغاز حيث بلغ سعر القنينة نحو 60 ألف دينار، بعدما كانت تُباع بأقل من 10 آلاف دينار، ما اضطرهم إلى الاعتماد على الحطب في قضاء حاجاتهم اليومية.

 

ويقول محمد عبد الله، صاحب عربة متنقلة لبيع الوقود إن “الأوضاع الأمنية المتردية التي تعيشها المحافظة هي السبب في ارتفاع أسعار الوقود”.

 

ويوضح لـ”العالم الجديد” أن “الوقود كان يأتي من قضاء طوزخورماتو، لكن تفجير الجسر بين تكريت والقضاء، منع وصول الوقود إلى مدينة تكريت”.

 

ولا تزال بعض القرى في الناحية تحت سيطرة التنظيم الذي يزداد تغوّلاً، حيث أعدم الصحفي رعد العزاوي في قرية سمرة التابعة للناحية.

 

وتعيش الناحية في عزلة كاملة بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليها بسبب المعارك التي تدور حولها.

 

وتردّدت أنباء عن وصول مستشارين أميركيين إلى تكريت لطرد “داعش” الذي يتغلغل فيه، بالإضافة إلى إرسال وزارة الدفاع مدرعات، في إشارة إلى أن القضاء سيشهد في الأيام المقبلة قتالا عنيفا.

 

وبحسب شهود تحدثوا لـ”العالم الجديد” فان المخابز والأفران في ناحية العلم ومدينة تكريت أغلقت أبوابها، بسبب عدم تأمين الوقود، الأمر الذي أجبر سكان تلك المناطق على تجهيز ما يحتاجونه من خبز بأيديهم”.

 

إقرأ أيضا