تفجير الأنبار.. “سياسي” أم إرهابي؟

بعد فترة رخاء أمني عاشتها محافظة الأنبار، عكر صفوها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، في ظل…

بعد فترة رخاء أمني عاشتها محافظة الأنبار، عكر صفوها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، في ظل دخولها صراعا انتخابيا هو الأشد في تاريخها بين قوى سياسية متقاطعة، ما دفع التحالفين الرئيسين فيها “عزم” و”تقدم”، الى مهاجمة بعضهما.

ويقول سرمد البياتي، المتحدث باسم تحالف عزم بزعامة خميس الخنجر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “التفجير في الأنبار، إذا كانت تقف خلفه جهة سياسية، فهذا يدل على مستوى غبائها العالي، لأنه في حال كشف الأمر، سيتم القضاء على هذه الجهة تماما وستكون منبوذة”.

ويضيف البياتي “لذلك فان الاحتمال الأقرب لمنفذ التفجير، هو الارهاب، الذي يستغل الفرصة الحرجة أمنيا”، مبينا أن “كل الجهات الموجودة بالمحافظة، وكل شخص مسؤول عن سلطات الأنبار، يتحملون مسؤولية هذا الفعل، خصوصا في هذا التوقيت، حيث دخلت القوات الأمنية حالة الإنذار منذ يوم أمس الأول، كونه يعد خللا بمنظومة الامن الموجودة هناك، في ظل تواجد جميع صنوف القوات الأمنية”.

ويتابع “حتى لو كانت جهات سياسية تريد القيام بهذا الغعل، فيجب ان لا يتم السماح لها، بل حتى وإن كان الشيطان بنفسه يجب منعه، نظرا للتواجد الأمني الكثيف بالأنبار”، مضيفا أن “هناك جهة سياسية مسيطرة تماما على محافظة الأنبار، ويمكن أن تسأل عن هذا الخرق وكيف حصل”.   

وشهدت مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار يوم أمس، تفجير سيارة مفخخة من قبل القوات الأمنية التي حاصرت سائق السيارة الانتحاري، عندما كان حاول استهداف دائرة أمنية، ووفقا لبيان خلية الإعلام الأمني فأن القوات الامنية حاصرت عجلة يقودها إرهابي انتحاري في شارع 100 الخدمي في مدينة الرمادي، وقامت بإطلاق النار عليه مما دفع هذا الإرهابي لتفجير نفسه داخل العجلة، دون حدوث خسائر بشرية أو مادية.

ويأتي هذا التفجير، بعد فترة استقرار أمني نسبية، عاشتها محافظة الانبار، التي تشهد في هذه المرحلة، تنافسا حادا بين تحالفي عزم بقيادة خميس الخنجر وتقدم بقيادة محمد الحلبوسي. 

ومنذ أكثر من شهر، برزت العديد من الخلافات بين قادة القوى السنية بكافة توجهاتهم السياسية، حيث كانت آخرها التظاهرة التي جرت في محافظة الأنبار بدعم من رئيس تحالف عزم خميس الخنجر، وفي ذات يوم التظاهرة وصل رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي الى المحافظة وتجول فيها.

وفي 23 تموز يوليو الماضي، نشب خلاف حاد بين الحلبوسي والخنجر، عقب الإعلان عن عودة أول وجبة من العوائل لجرف الصخر بمحافظة بابل، وهي المدينة التي منع الدخول لها بعد تحريرها من سيطرة داعش، وبحسب الانباء الكثيرة التي وردت عنها، فانها خضعت لسيطرة الفصائل المسلحة، وتمثل الخلاف في حينها بتبادل رسائل بين الطرفين، تحمل “شتائم واوصاف غير لائقة وتهديدات”.

الى ذلك، يبين سعود المشهداني، القيادي في تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذا الانفجار، قد يعزى الى الكتل الفاشلة التي تريد تشويه الاستقرار الامني بالانبار”.

ويؤكد المشهداني، أن “قوة السلطة الامنية مكنتها من إحباط هذه العملية، واليوم الأنبار تشهد سيطرة القوات الامنية عليها بشكل تام وتنعم باستقرار ملحوظ”، مضيفا أن “هذه الجهات تحاول ان تضرب جهة سياسية فاعلة بالمحافظة، كما أن الحكومة المحلية استطاعت أن تفرض هيمنتها وتحقق الأمن للمواطنين، خاصة بعد أن كانت تسمى محافظة الموت واليوم الجهود واضحة فيها”.

يشار الى أن الأجهزة الأمنية كافة، دخلت في حالة إنذار، منذ الثاني من تشرين الأول أكتوبر الحالي، وبجميع مدن العراق، استعدادا لاجراء الانتخابات، فضلا عن تنفيذها ممارسات تحاكي يوم الاقتراع في سبيل التهيئة له، وذلك بوجود فرق الرقابة الدولية والمنظمات التي من المفترض ان تراقب يوم الاقتراع.

إقرأ أيضا