بعد اعتقال منفذه.. كيف جرت أحداث تفجير الكرادة في 3 تموز 2016؟

بعد مرور 5 سنوات على تفجير الكرادة الشهير، ألقى جهاز المخابرات الوطني، القبض على المسؤول…

بعد مرور 5 سنوات على تفجير الكرادة الشهير، ألقى جهاز المخابرات الوطني، القبض على المسؤول الأول عن تفجير استهدف اثنين من أبرز المجمعات التجارية داخل الحي الواقع وسط العاصمة بغداد، فتحولت أطلالهما الى موقع للعزاء لمدة تربو على عام كامل، قبل أن تتم إعادة بنائهما وافتتاحهما مجددا.

غزوان علي حسين راشد الزوبعي، المكنى بـ”ابو عبيدة بغداد”، هو المسؤول الأول عن تفجير مجمع الليث وهادي سنتر في منطقة الكرداة وسط بغداد، فضلا عن مسؤوليته عن تفجيرات كبيرة أخرى، منها قرب دائرة التقاعد العامة وقرب مول النخيل وقرب مثلجات الفقمة في منطقة الكرادة خارج، وذلك بحسب اعترافاته التي بثتها قناة العراقية شبه الرسمية وما أوردها بيان جهاز المخابرات.

وذكر الزوبعي في اعترافاته أيضا، أنه في العام 2011، كان ينقل المواد والأسلحة والعجلات بين الموصل ومدينة الحويجة في صلاح الدين، ومن ثم من الحويجة الى جبال حمرين، وخاصة العجلات المفخخة، ومن جبال حمرين تتجه هذه العجلات الى العاصمة بغداد، ومنها العجلة التي فجرت في الكرادة، وكان نوعها “كيا ستاركس“. 

ماذا جرى في 3 تموز يوليو 2016؟

عشية عيد الفطر المبارك، حيث كانت منطقة الكرادة داخل، تغص بالمتبضعين، من شباب ونساء واطفال، وقرب أبرز مجمعين تجاريين، هما مجمع الليث وهادي سنتر، صفت سيارة نوع كيا ستاركس، دون أن يشك بها أي شخص، وفجأة ارتفعت النيران ودوى صوت الانفجار، ليهز مناطق عدة، حيث وصلت ارتداداته لمناطق شرقي العاصمة.

التهمت ألسنة اللهب المجمعين التجاريين بسرعة فائقة، رغم أن الفاصل بينهما اكثر من 27 مترا، وهو مسافة عرض الشارع الرئيس والأرصفة، حيث ان المجمعين متقابلات، لكن المادة الكيميائية المتفجرة التي كانت موضوعة في السيارة، كان لها رأي آخر، حيث لم تترك شبرا في المجمعين دون ان تقضي عليه.

اللحظات الأولى، وفي حالة الذهر والهلع، اتجه المواطنون الى داخل المجمعين للاحتماء، دون أن يعرفوا بأنه سيكون سببا لحتفهم، حيث حاصرت النيران المجمعين واندلعت في كافة محالها الداخلية، وبسبب الضغط الكبير لم يتمكن المحاصرون من فتح النوافذ والأبواب، وسط افتقار المجمعين الى معايير السلامة العامة، المتمثلة بمنظومة إطفاء أو مخارج للطوارئ.  

خلال فترة وجيزة جدا، حولت النيران المجمعين الى ركام يحوي مئات الجثث المتفحمة، في مأساة استدعت تدخل عشرات فرق الإنقاذ من كافة مناطق بغداد، قبل أن تتم السيطرة عليه بعد ساعات.

في حينها أعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي الحداد العام في البلاد لمدة 3 أيام، فيما قدم وزير الداخلية آنذاك محمد الغبان استقالته من منصبه، وأصدر قائد عمليات بغداد آنذاك الفريق الركن عبدالأمير الشمري، أمرا بإقالة مدير فوج الكرادة والتحقيق معه.

حصيلة ضحايا هذا التفجير، بلغت 292 شخصا، بينهم 177 شخصا لم يتم التعرف عليهم، وأعلنت وزارة الصحة آنذاك عن مطابقة نتائج فحص الحمض النووي مع ذوي الجثث المتفحمة، بهدف تسليمهم إياها.

قيادة عمليات بغداد، اعلنت في مؤتمر صحفي عقب التفجير، أنه نجم عن استخدام مادة “نيترات الأمونيا”، واصفة التفجير بأنّه عمودي، في تفسير لظاهرة انتشار النيران.

التفجير شهد تعاطفا دوليا كبيرا، بدءا من الأمم المتحدة وصولا الى كافة الدول، التي عزت وطالبت بفرض الأمن في العراق وقدمت مساعدتها ودعمها له في هذا المجال.

في حين زار ممثل المرجعية الدينية في النجف، أحمد الصافي، موقع التفجير، واطلع في حينها على حجم الدمار الذي لحق بالمباني واستمع الى معاناة الناس.

وعقب هذا التفجير، أصدر العبادي أوامر جديدة، من بينها سحب أجهزة كشف المتفجرات لدى الأجهزة الأمنية التي أثبتت فشلها، وإعادة تنظيم الحواجز الأمنية وتزويد مداخل العاصمة والمحافظة بأنظمة “رابيسكان” المستخدمة في المطارات لفحص السيارات، وذلك عقب موجة الغضب الشعبي على أجهزة فحص المتفجرات، فضلا عن اختراق الموقع الالكتروني لوزارة الداخلية ووضع صور ضحايا التفجير فيه

العبادي، بدوره لم يسلم من الغضب الجماهيري، حيث تعرض موكبه الى الاعتداء عند محاولة الوصول الى موقع التفجير وتفقده، حيث واجه أهالي المنطقة بالحجارة.

تحول موقع التفجير بعد ذلك، الى لوحة ضخمة لعشرات اليافطات السوداء، فضلا عن استقباله وفود المعزين من كل المناطق، حيث تحمل كل منها أسماء عائلات كاملة، وبدأ آلاف الأشخاص بالتوافد الى الموقع بهدف إشعال الشموع والترحم على الضحايا، فضلا عن تحوله الى نقطة مهمة في مواكب العزاء الحسينية، حيث مر شهر محرم والموقع كان لا يزال على حاله، فتوجهت إليه مواكب عاشوراء المعزية بذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب.

بقيت منطقة الكرادة مغلقة لأكثر من عام بعد التفجير، حتى طالب الأهالي بفتحها وإعادة إعمار المباني المتضررة، بعد تعرضهم لكساد اقتصادي، حيث بدأت حملة لإعمار المجمعين التجاريين، لتنتهي قصة أبشع جريمة شهدها الحي الشهير وسط العاصمة بغداد.

إقرأ أيضا