هل تجاهل الإطار التنسيقي تهنئة الصين بالانتخابات العراقية؟

في ظل اتهام قوى الإطار التنسيقي لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت بـ”التلاعب” في…

في ظل اتهام قوى الإطار التنسيقي لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت بـ”التلاعب” في الانتخابات، واعتبار مباركة أمريكا ومجلس الأمن الدولي بمثابة تأكيد لوجود أجندات دولية، برز موقف الصين، الدولة الحليفة لإيران و”محور المقاومة” لينضم الى المواقف المشيدة بالانتخابات، عبر تهنئتها ومطالبتها “الفصائل العراقية” بمعالجة خلافاتها بشكل قانوني والعمل على تشكيل حكومة جديدة، ما يعكس موقفا مغايرا لغريمتها الولايات المتحدة، وهو ما برره محللون سياسيون، بأن الصين عضو بمجلس الأمن الدولي، في حين تجاهل “الإطار” الأمر جملة وتفصيلا.

ويقول عضو الإطار التنسيقي عن حركة عصائب أهل الحق سعد السعدي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأدلة التي قدمناها تثبت حدوث تزوير في نتائج الانتخابات، وذلك بمشاركة المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت، وقد قدمنا شكوى ضد مفوضية الانتخابات لدى المحكمة الاتحادية وفق القانون والدستور، وهذه الشكوى معتمدة على الأدلة الحضورية، وليست استنتاجات، بل نعتقد أنها ستؤدي الى إلغاء الانتخابات برمتها”.

وبشأن موقف الإطار من الصين، التي أشادت بالانتخابات وبدور الأمم المتحدة الرقابي، يضيف السعدي، أن “التلاعب لم يحدث من قبل الجانب الصيني، وإنما حدث من خلال المفوضية، وذلك عبر مخالفتها للقانون والدستور ومخالفتها لقانون 28 لسنة 2020، الذي ينص على أن تقوم المفوضية بالتعاقد مع شركة فاحصة لنتائج الانتخابات، وفعلا تعاقدت ولكن هذه المفوضية لم ترفع تقرير الشركة الفاحصة الذي احتوى على 7 نقاط، الى مجلس النواب”.

ويبين أن “تقرير الشركة الفاحصة يحتوي على إثبات بوجود تلاعب وتزوير بنتائج الانتخابات، وبذلك فأن بلاسخارت والمفوضية الان متهمين في التلاعب بالنتائج”.  

وحول مسألة تدويل المطالب، الذي لوح به الإطار سابقا، يوضح السعدي “نحن الآن لسنا بصدد تدويل قضية الانتخابات، وإنما  بصدد متابعة الشكوى التي رفعناها للمحكمة الاتحادية، ونحن على ثقة تامة أن تأخذ المحكمة بهده الأدلة الثبوتية في إصدار حكمها”. 

وكان نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ، أشاد الأسبوع الماضي بإجراء الانتخابات في العراق، كما أعرب عن تقديره للدعم الانتخابي الذي قدمته بعثة الأمم المتحدة، فيما أعرب عن قلقه إزاء التهديدات بالعنف ضد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وقد طالب شوانغ في بيان أوردته وكالة “شينخوا” الصينية، جميع الأطراف في العراق بالهدوء وممارسة ضبط النفس، وأن تعبر عن مطالبها وتسوي خلافاتها ونزاعاتها بالوسائل السلمية في إطار الدستور والقوانين، فيما أكد أن بلاده تشجع جميع الفصائل في العراق على اغتنام الفرصة التي أتاحتها الانتخابات لبناء التوافق وتعزيز التضامن وتشكيل حكومة جديدة بطريقة منظمة لإرساء أساس سياسي متين.

وكان الإطار التنسيقي من أول المعترضين على نتائج الانتخابات التي حصل فيها على 17 مقعدا، مقابل 73 للكتلة الصدرية، وقد وجه جماهيره بالتظاهر والاعتصام أمام المنطقة الخضراء منذ إعلان النتائج الأولية، ووجه إتهامات لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت، بالمشاركة في “تزوير” الانتخابات، فيما أعتبر تهنئة مجلس الأمن الدولي وواشنطن، بالانتخابات، هي “دليل” على وجود إرادة دولية لإبعاد قوى الإطار التنسيقي عن المشهد السياسي في العراق، وذلك بحسب أعضاء في الإطار صرحوا سابقا لـ”العالم الجديد”.

يذكر أن الإطار التنسيقي، ألمح في الفترة الماضية، بأنه يسعى الى تدويل مطلبه، وهو العد والفرز اليدوي الشامل، لكن وبحسب خبراء تحدثوا لـ”العالم الجديد”، فإن قضية التدويل يجب أن تمر عبر وزارة الخارجية العراقية أو بعثة الأمم المتحدة في العراق، وهو ما لا تستطيع فعله قوى الإطار، نظرا لأن خلافهم مع الحكومة ولا يمكن أن تتقدم شكوى رسمية، فضلا عن خلافهم مع بعثة الأمم المتحدة.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي نجم القصاب خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مباركة الصين للانتخابات هي أمر طبيعي، باعتبارها أحد أعضاء مجلس الأمن الدولي، فهي حتى وإن كانت حليفة لايران، إلا أن إيران لم تشكك بالانتخابات، ولكن ما جرى أن بعض الأطراف التي تدعي قربها من إيران، تقول إن هناك تزويرا في الانتخابات”.

ويؤكد أن “جميع التقارير تشير الى أن الانتخابات، هي أفضل انتخابات جرت منذ 2005 ولغاية الآن، وهذا ما اعترفت به الأمم المتحدة وكل المنظمات التي راقبت سير العملية الإنتخابية”.

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي، كان قد هنأ الشعب العراقي والحكومة بمناسبة الانتخابات، وأكد أن أعضاء المجلس رحبوا بالتقارير التي تفيد بأن الانتخابات المبكرة سارت على نحو سلس وتميزت عن جميع الانتخابات التي سبقتها بإصلاحات فنية وإجرائية مهمة، مثنيا على مفوضية الانتخابات لإجرائها انتخابات سليمة من الناحية الفنية وحكومة العراق لتحضيراتها للانتخابات ولمنع العنف في يوم الانتخابات.

من جانبه، يبين المحلل السياسي صلاح الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحكومة العراقية والفصائل المسلحة وقوى الإطار، كلها قبلت إشراك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كمراقبين على الانتخابات، والصين واحدة من دول مجلس الأمن، وبالتالي فإن جينين بلاسخارت هي ممثلتهم جميعا”.

ويردف الموسوي، أن “دول مجلس الأمن تتخذ القرار بشكل موحد فيما يخص الأمن العالمي، أي أن موضوع العراق ليس منفردا، فمسألة مباركة الصين ليست مستغربة، لكن الغريب هو رد فعل الفصائل وقوى الإطار، فهو مفاجئ، لانهم وافقوا على أن تكون الأمم المتحدة ومجلس الأمن مراقبين، والان يرفضون نتائجها”.

وقد شهدت هذه الانتخابات مراقبة دولية، من قبل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، بناء على طلب تقدمت به الحكومة العراقية، وذلك بهدف الحد من الخروق فيها، إضافة الى مساعي الدول الغربية لمساعدة العراق لتحقيق “استقلاله” السياسي، عبر إجراء انتخابات نزيهة.

إقرأ أيضا