ما أسباب تراجع هجمات داعش في العراق؟

منذ مطلع الشهر الحالي، شهدت هجمات تنظيم داعش تراجعا ملحوظا، خاصة بعد مقتل زعيمه عبدالله…

منذ مطلع الشهر الحالي، شهدت هجمات تنظيم داعش تراجعا ملحوظا، خاصة بعد مقتل زعيمه عبدالله قرداش، ما عزاه خبراء في الشأن الأمني الى “الهزة الكبيرة” التي تعرضت لها هيكلية التنظيم المتطرف، بالإضافة الى العمليات الأمنية المستمرة التي تلاحق خلاياه، وسط عدم إعلانه عن تسمية خليفة لزعيمه المقتول، في مؤشر عده خبراء في الشأن الأمني على وجود صراعات عقائدية، فيما عزاه آخرون الى الحفاظ على أمن “الزعيم الجديد“. 

ويقول الخبير الأمني عماد علو خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تنظيم داعش، تعرض الى هزة كبيرة في هيكله التنظيمي، بعد هجومه على سجن الحسكة ومقتل زعيمه عبدالله قرداش، بالإضافة الى تصفية بعض قياداته من قبل القوات العراقية وقوات التحالف الدولي، لذا فإن التنظيم يمر حاليا بمرحلة تشتت وضعف من ناحية التخطيط والعمل الميداني، على الرغم من اتباعه استراتيجية اللامركزية في العمليات الإرهابية“.

ويضيف علو، أن “ما حصل في الحسكة انعكس على الخلايا النائمة والقواطع في الساحة العراقية والسورية، وهذا بالتأكيد ما نلمسه في هذه الأيام، وواضح أن التنظيم يمر بمرحلة صراع داخلي لتعيين خليفة أو زعيم جديد، لأن قرداش تم تعيينه بعد ثلاثة أيام فقط من مقتل سلفه أبوبكر البغدادي، في حين مرت أسابيع على مقتل قرداش، ولم يعلن التنظيم عن زعيم جديد، وهذا التأخير سببه صراعات داخلية فكرية عقائدية بين قيادات التنظيم“.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن في 3 شباط فبراير الحالي، عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القريشي (عبدالله قرداش)، بناء على توجيهاته حيث نفذت القوات العسكرية الأمريكية العملية بمدينة أدلب السورية.

 

جدير بالإشارة الى أن اعترافات المرشح السابق لخلافة البغدادي والمعتقل لدى السلطات العراقية عبدالناصر قرداش، التي أدلى بها في حوار خاص لـ”العالم الجديد”، أجراه لصالحها الزميل المغدور هشام الهاشمي في 22 أيار مايو 2020 (أي قبل اغتياله بشهرين)، تظهر المكانة التي كان يتمتع بها عبدالله قرداش، حيث يؤكد خلال “الحوار”، أن “البغدادي قبل مقتله كان ينفذ كل ما يقرره ويتبناه حجي عبد الله قرداش”، قبل أن يتسلم قيادة التنظيم بعد مقتل البغدادي في العام 2019.

وتداولت أنباء غير مؤكدة، عن اختيار تنظيم داعش لشخص يدعى “أبو الحسن الهاشمي” أميرا للتنظيم خلفًا لـ”أبو إبراهيم القرشي” أو حجي عبد الله قرداش التركماني، دون الإفصاح عن أية معلومات شخصية أو تنظيمية عنه.

يذكر أن نشاط داعش، تنامى بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وخاصة في شهر كانون الثاني يناير الماضي، وبات استهدافه متواصلا للقوات الأمنية والمدنيين، وخاصة في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين.

 

يشار الى أن أبرز عمليات داعش خلال الشهر الماضي، تمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت الى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

لكن، ومنذ مقتل قرداش وفشل هجوم الحكسة، تراجعت وتيرة هجمات داعش، لاسيما وأن الأجهزة الأمنية العراقية، تعلن بشكل مستمر منذ مطلع الشهر الحالي، عن القبض على قياديين في التنظيم، عبر عمليات استخبارية دقيقة.

ووفقا لتقرير سابق لـ”العالم الجديد” حول مقتل قرداش، فإن خبراء أمنيين أشاروا الى استعداد التنظيم لتنفيذ “غزوة” يطلق عليها اسم عبدالله قرداش، ردا على مقتله

الى ذلك، يشير الخبير الأمني والمختص بالجماعات الإرهابية فاضل أبو رغيف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “تنظيم داعش لا يعتمد على الأفراد، وإنما على روح الجماعة، بدليل أن مقتل أبو مصعب الزرقاوي وأبو ايوب المصري وأبو بكر البغدادي، لم تؤثر على التنظيم، ولكن الجهد الاستخباري والطرق المستمر على رأس التنظيم أينما حل، أدى الى تقليل عمله ونشاطه لاسيما في الآونة الأخيرة“.

ويضيف أبو رغيف، أن “التنظيم حتى وإن أفل، لكنه لن ينقرض أو ينتهي، وهو يمرض ولا يموت، وبما أنه الآن بدأ يضمحل ويضعف، فيجب في هذه المرحلة وضعه بين كماشات في الجيوب التي يتواجد فيها داخل المناطق الغربية والشمالية من البلاد”، لافتا الى أن “التنظيم قد يكون نصب خليفة له لكنه لم يعلن، وهذه حالة حصلت مع أبو أيوب المصري، حيث تأخر الإعلان عنه للحفاظ على أمنه وسلامته“.

يشار الى أنه بالتزامن مع هجوم ديالى، نفذ عناصر داعش هجوما على سجن الحسكة في سوريا، المحاذي للحدود العراقية، بغية تهريب خمسة آلاف سجين من عناصره محتجزين فيه، وجرت اشتباكات بين عناصر داعش وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تحمي السجن.

 

وقد أسفر الهجوم حينها عن هروب مئات السجناء، وتم اعتقال العديد منهم من قبل (قسد)، فيما تجددت الاشتباكات طيلة يومين، واستخدمت فيها الطائرات المسيرة، في حين اتجه داعش الى تفجير السيارات المفخخة في محيط السجن.

إقرأ أيضا